Culture Magazine Monday  17/03/2008 G Issue 239
فضاءات
الأثنين 9 ,ربيع الاول 1429   العدد  239
 

مُعجم موازين اللغة
(أنا وشوقي ضيف)
صالح بن سعد اللحيدان

 

 

حين زلفتُ إلى (مجمع اللغة) كان أ.د عبدالحكيم الطحاوي أستاذ مادة التاريخ بجامعة الإمام محمد بن سعود قد رتّب لي موعداً في المجمع بعد اجتماع لي مع زميل وصديق أجله هو أ.د - بحي الرخاوي- وحين ولجت ش - عزيز أباظة - داخل القاهرة ودخلت (المجمع) تثاقل أ.د ضيف وهب للاستقبال من كرسيه داخل مكتب متواضع يحفه صنوان وغير صنوان من كتب وأوراق جداد وأخرى مثلها تنتظر النظر من عالم لغوي وناقد جليل لكنني وبعفوية الحركة وعلى غير عادتي من التماسك هبيت لأقسم عليه ألا يقم إنما أنا صديق جاء زائراً ومطلعاً جلست قبالته وهو كنخلة سامقة تؤتي ثمارها كل حين بإذن ربها، بادرني بلهجة متدخلة قال:

- قد قرأت سفرك النقد العلمي..

هو كتاب يحتاجه المجمع كثيراً وأنا مسرور بيه أوي أوي.

- أشكر لك الشهادة.

- لا.. لا ليس كذلك الكتاب يشهد بنفسه.

- هذه ثانية شكراً لله تعالى ثم لك وطالت الجلسة، وسيأتي في (المعجم) إن شاء الله تعالى خبرها مفصلة، وما هدفي من إيراد هذه العبارات إلا ما يلي:

1- النحاة منذ سيبويه والكسائي وقبلهما حماد بن سلمة والمستملي والكشميهيني وحماد بن زيد والأربعة من علماء الحديث الثقات سنداً ومتناً ومعهم: الأخفش ويونس والمبرد وثعلب جاؤوا بجديد عطّر علم النحو بالإعراب ودلالة المعنى على المراد.

2- وتعقبهم أو مناقشتهم لا غبار في هذا لكن لازم سعة النظر والإحاطة جداً بمهمات المفردات والنسق اللفظي مما أرادوا في الإعراب من أول الشروط للدخول في نهجهم.

3- من الصعب جداً أن أناقش دون إلمام مكتسب بارع قوي ودون وفرة نصيب كبير من الإلمام بالآثار وإدراك صحيحها من ضعيفها، والنحوي ليس ملزماً بذلك؛ أي أن يعرف الصحيح من الضعيف لكن شرط الأمانة ولا بد هو السؤال عن ذلك وهذا ديدن الأقدمين.

4- لعله مما يشحذ الموهبة ويقوي الاكتساب في (النحو) هو: ضرورة تمام الاطلاع على كافة ما يطرحه الطارحون أو يلقي الملقون أو يحرره (كتابةً) الكاتبون فيما بينهم ذلك أنني رأيت في (مجلات محكمة) و(محاضرات ملقاة) و(أطروحات مسجلة) يعوزها.. جداً.. جداً سعة الاطلاع وحين سألت أحد الإخوة وهو (عزيز على نفسي) وله مشاركات نحوية موهوبة ونقدية جيدة وله حسن خلق وأدب جم وتواضع حين سألته عن إعراب (ليت) في حالاتها التسع قال: وهل لها حالات تسع؟

عندها تبسم وقال لم تزل تفيدنا عن طريق التعريض قلت: كلا لكن هل نظرت حين تكلمت عن (ليت) كتاب (عمدة القاري) للإمام المجدد (العيني) قال: كلا ثم تبسم حياءً. ومع أن كتاب (العمدة) هذا يشرح فيه صاحبه (صحيح البخاري) إلا أنه عمدة في:

1- الإعراب، 2- المعاني، 3- اللغة،4 - الأماكن.

5- الجرأة المختصرة في الكتابة قد تغيّب عن صاحبها أموراً مهمة؛ لأنه يريد إيصال ما يود إيصاله بنسق طردي مستطرد يفوّت عليه (قواعد) لو تنبّه إليها لما كتب. ووجدت هذا عند: (لويس عوض) و(طه حسين) و(سلامة موسى) و(جرجي زيدان) و(ساطع الحصري) ومشكلة (الجرأة) أنها قد تجعل العقلاء يحجمون عن: النقد أو الرد أو النقاش.

6- لم أجد سبيلاً سواء في هذا: (المعجم) أو كتابي : (كتب تراجم الرجال بين الجرح والتعديل) 3 مجلدات، لم أجد خيراً من التبصّر وطول النظر والاستشارة ذلك أنني حصرت في سبعة عشر عدداً من (مجلات وصحف) كثيراً من التناول ليته ما تم تناوله وعلى سبيل المثال خُذْ أمثلة على ذلك:

1- قال: أن...

والصواب: كسر همزة (إن)..ولا يعتبر هذا الخطأ مطبعياً لأنه تكرر

2- لم يلقى أن هذا كان..

الصواب: لم يلق بلازم حذف حرف العلة: (ي) لسبق أداة الجزم (لم).

3- (أدبني ربي فأحسن تأديبي) وهذا حديث: ضعيف جداً. لكنهم يوردونه كثيراً.

4- (غدير خام)

الصواب: (غدير خم) بظم الخاء واد معروف من أودية الحجاز يصب منتهاه في واد محجور (غدير خم).

5- (أبو علي الكسائي إمام النحاة)

الصواب (أبو الحسن الكسائي إمام أهل الكوفة).

6- إن.. ليس لها إلا هذا الإعراب يريد صاحبها في (مجلة محكمة). (إن الرجل قوي، قال: حتى ولو دخلت عليها ما يفرق بينها وبين خبرها بحائل عامل). وهذا مؤسف جداً. ولعل في هذا القليل من النظر مما يطرح ويكون ما يُغني عن كثير يكون مما هو بين الأيدي هنا وهناك.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5485» ثم أرسلها إلى الكود 82244

- الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة