Culture Magazine Monday  17/03/2008 G Issue 239
تشكيل
الأثنين 9 ,ربيع الاول 1429   العدد  239
 

وميض
الدكتوراه في التشكيل السعودي
عبد الرحمن السليمان

 

 

إشارة تشكيلية

شهدت الساحة التشكيلية في المملكة العربية السعودية حصول عدد من منسوبيها على مختلف مستوياتهم الفنية على شهادة الدكتوراه، وفي تخصصات مختلفة بين التربية الفنية أو أحد تفريعاتها كفلسفة الفن أو غيرها من مجالات أبعد، والواقع ان الشهادة ذاتها لا تخلق فنانا او تعزز من قيمة منتجه الفني وإن كان متخصصا في المجال نفسه فعدد من حملة الدكتوراه أقل إنتاجا وحضورا واحيانا اطلاعا في الفن ومجرياته ومتغيراته على مستوى العالم.

والإبداع في الفن، وهو ما نتفق عليه، ليس بالشهادة وأن الشهادة المتخصصة فيه تعني-غالبا- التخصص الاكاديمي، وفي الساحة التشكيلية السعودية عدد من الفنانين التشكيليين الذين يمثلون اهمية يحمل بعضهم شهادة الدكتوراة ويقوم بالتعليم الجامعي ولعدد منهم أبحاثه الاكاديمية وجهوده التنظيرية الهامة، وتخرج على يديه فنانون مجيدون، كان الفنان الراحل عبدالحليم رضوي حصل على شهادة البكالوريوس من ايطاليا، عاد بها الى المملكة عام 1964 وصار هناك اختلاف حول ما اذا كانت الشهادة الاسبانية التي حصل عليها لاحقا وعاد بها نهاية السبعينات تعادل الدكتوراة ام لا، وهو مع ذلك بقي مخلصا للفن وتفرغ له بعيدا عن ممارسة أي مهنة اكاديمية، ومع كل اللغط الذي حدث حول الشهادة لم يقلل من قيمة رضوي كفنان كبير ومؤثر وصاحب شخصية مستقلة في الحركة التشكيلية السعودية بل وشخصيته الفنية تعدت الى الفن التشكيلي العربي وأعتقد انه لولا النظرة القاصرة (الجاهزة) التي كان ينظر بها الى تجربتنا التشكيلية في المملكة لأسباب نعرفها لأصبح رضوي مثل آخرين لهم مكانة متقدمة وشهرة أكبر على المستوى العربي ونحن في الواقع نراه كذلك فنانا عربيا كبيرا.

تقسم الدكتوراه الى ثلاث فئات: الدكتوراه في الفلسفة وهي تولي الجانب النظري اهتماما كبيرا، والدكتوراة المهنية وتركز على جوانب تطبيقية وعملية أكثر من النظرية، ودرجة الدكتوراه الفخرية وتمنح تقديرا لإسهامات وإنجازات ولا تعتبر او تتقيد بالتحصيل الدراسي، وأعتقد ان الدكتوراه في فلسفة الفن يحملها اغلب زملائنا الفنانين من حملة الدكتوراه خاصة في التخصصات المتعلقة بالتربية الفنية، ومع ذلك أرى ان عددا منهم أشغلته أعماله الجامعية والأكاديمية وبحوثه عن ممارسة فنه في حين أان عددا منهم يمتلك تجارب فنية مميزة، وقد وجدنا-على سبيل المثال- المعرض الاستعادي للفنان الدكتور محمد الرصيص يمثل نهجا خاصا في بعض مراحله لم يستكملها على تميزها، هو أيضا ما ينطبق على تجارب طرحها مبكرا عدد من الاسماء فهناك بالمقابل يوسف العمود و حمزة باجودة و أحمد عبدالرحمن الغامدي و هناك ايضا وهم فنانون شغلتهم مهامهم الاكاديمية بدر الرويس وفواز ابو نيان وسلطان الزياد الذي تحصل على الدكتوراه اخيرا، وآخرون أرجو ان يعودوا الى لوحتهم الفنية ونتاجاتهم التشكيلية بجانب مسؤولياتهم ومشاغلهم الجامعية الاكاديمية، لكنا نجد الفنان فؤاد مغربل متواجدا في عديد من الانشطة والمعارض بل قاد جماعته في المدينة المنورة وحركها بتكاتف زملائه- اعضاء الجماعة- على مستوى الخارج، ونجد كذلك حضور زميل دربه وابن مدينته صالح خطاب وصالح الزاير، وممن يحملها في تخصص مختلف محمد الفارس الذي بدأ حضوره في الاعوام الاخيرة كنحات. ومن الجانب الآخر وإن تأخر حصول الفنانة التشكيلية على هذه الشهادة الا أن القليل من الاخوات حصلن عليها في الاعوام الاخيرة مثل وسمية العشيوي، وهناك أخريات يحضرن لها، والملاحظ أنهن مقلات في الانتاج الفني الذي تعكسه محدودية مشاركاتهن.

لاشك ان الحركة التشكيلية السعودية قامت بجهد كثيرعلى مستوى التعليم الذي كانت جامعتا ام القرى بمكة المكرمة والملك سعود بالرياض وايضا بعض فروع جامعة الملك عبدالعزيز وكليات المعلمين وقبلها جميعا معهد التربية الفنية كانوا جميعا يقومون بدور كبير في تخريج مؤهلين للتدريس، فمارس عدد منهم الفن بحب وموهبة حقيقية فكانت أسماؤهم وتجاربهم متميزة بل واعتبر عدد منهم من الاسماء التشكيلية السعودية الهامة.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال ، أرسل رسالة قصيرة sms تبدأ برقم الكاتب ((7177)) ثم أرسلها إلى الكود 82244

aalsoliman@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة