Culture Magazine Monday  17/03/2008 G Issue 239
الثالثة
الأثنين 9 ,ربيع الاول 1429   العدد  239
 
سليمان العيسى..
بسمة طفل

 

 

علي أحمد المضواح

كنت أراهن أن الطفولة ليست للأطفال فقط، وبعد أمسية شاعرنا الكبير سليمان العيسى (أنا وجزيرتنا العربية) ها أنذا أجزم أن الطفولة لا تكمن في عمر البدايات فقط.. ولا تتشكل في نعومة أجساد الأطفال حصراً.. فقد رأيتها بكل معالمها في شيخ نقي نقاءها.. عذب عذوبتها.. بسيط بساطتها..

* * *

كانت تجاعيد وجهه ترسم مدن الطفولة.. ونظرة عينيه تشكل مداها.. غنى لنا الطفولة بلحنها الأول فاستحال كل فرد منا وهو يردد أغنية (الشيخ) طفلاً تجرد من أعباء عمره، واستمتع كل منا بنغمة صوته مع أترابه تردد ما يصدح به الشاعر، وعاد كل منا (قسراً) جميلاً إلى بيت طفولته، حين كنا نردد في القاعة خلف شاعرنا الكبير (سليمان العيسى) عمي منصور نجار..

عمي منصور نجار

يضحك في يده منشار

يعمل يعمل وهو يغني

في فمه دوماً أشعار

قلت لعمي: عندي لعبة

أصنع لي بيتاً للعبة

هز الرأس وقال:

أنا أهوى الأطفال

بعد قليل رحت إليه

شيء حلو بين يديه

سواه عمي منصور

أحلى من بيت العصفور

عمي منصور نجار

يضحك في يده المنشار..

* * *

كم كانت تلك الرحلة إلى ماضينا جميلة.. وكم هو أجمل أن نتشبث بها فنحمل ما يحمله هذا الشاعر من مخزون نقائها وعالمها البسيط.. ودعنا وودعناه وكلنا يسأله لقاء آخر؛ وهو يبتسم وكأني به يردد بيته:

التمسنى في كل بسمة طفل واسترح من مواجعي وشجوني


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة