Culture Magazine Monday  19/05/2008 G Issue 248
ذاكرة
الأثنين 14 ,جمادى الاولى 1429   العدد  248
 

العمران وديوان ابن مقرب
محمد بن عبدالله الحمدان*

 

 

كتبت مقالاً قصيراً متواضعاً عن الأستاذ الأديب الباحث الشاعر عمران بن محمد العمران.. وذكرت شيئا عن ديوانه (الأمل الظامي) وكتبه: هوامش أدبية، شؤون وآراء، من أعلام الشعر اليمامي، ابن مقرب، وهذا الشاعر الأمير ألف عنه أيضا د. علي الخضيري وغيره، ونشر ديوانه بتحقيق محمد عبدالفتاح الحلو، وأشار الأستاذ عمران للطبعة الهندية من الديوان، وذكرتها باقتضاب في مقالي المشار إليه.

ولما رجعت للديوان الموجود صورة منه في مكتبتي، وأخرى في مكتبة قيس وجدتني أكتب هذه الكلمات عنه.

الأستاذ حسين بن عبدالله بن جريس من أهالي العمارية قرب الرياض وعمل في إمارة منطقة الرياض، وله ولع شديد بالقراءة والاطلاع، وكلما مر عليه ذكر موضع في الجزيرة أو نسب، أو واقعة رصده، وتجمعت لديه عدة مجلدات أسماها (محاسن نجد) توفي رحمه الله، ولا أدري ما آلت إليه، وكنت استعرتها ونقلت منها بعض النصوص عن نجد وأشرت لذلك في كتابي (صبا نجد.. نجد في الشعر والنثر العربي) الذي نشره نادي الرياض الأدبي في طبعته الأولى ثم نشرته دار قيس في 500 صفحة وفيه ما قاله أكثر من 300 شاعر وأكثر من 30 ناثراً عن نجد وصباه وشيحه وخزاماه، إضافة إلى أكثر من 80 صورة ومنظراً ملوناً للبر والصحراء والنبات والإبل والجبال والرمال.

أقول.. إن الفضل في حصولي على ديوان ابن مقرب طبعة (بومبي) التي أصبح اسمها (مومباي) يعود للشيخ حسين بن جريس رحمه الله، فقد ذكر أن الشرح على هذه الطبعة من الديوان فيه الكثير من التاريخ والأنساب.

وهذا ما جعلني أكتب هذه الكلمة عن الطبعة فقط وليس عن الشرح الذي يحتاج إلى من هو أقدر مني على ذلك.

غلاف الكتاب ذكرت ما فيه في كلمتي السابقة من وصف للشاعر كعادة الطبعات القديمة.

جاء في مقدمة الديوان (بعد الديباجة):

(وقد أعطى الله الأمير الأجل جمال الدين أبا عبدالله علي بن مقرب بن منصور بن مقرب بن أبي الحسين بن غرير بن ضباب بن عبدالله بن علي بن عبدالله بن محمد بن إبراهيم بن محمد العيوني الأحسائي من هذه الحلة أفضل الأنصبا).

(ومع ذلك فقد نظم بدائع الكلم. قبل بلوغ أوان الحلم. وبرز على الكهول في الشعر، ولم يزد سنه على عشر، ولم يخرج منه القريض لاكتساب مال.

أول لفاقة ورثاثة حال، فإنه من الشرف الأصيل، والنسب الوافر الجزيل، وله النفس الأبية عن المطامع، والجيلة المرضية في الطبائع، ومنه الإحسان العميم على الأقارب والأباعد، والإفضال الجسيم على الغادي والقاصد، وجعل شعره مقصورا على تعديد مناقبه، وتعريف آبائه وأقاربه، وأظهر الأمر على حقيقته، بما وقع من أهل بيته وعشيرته، وكره على الشعر العطايا، ولا وضع نفسه لشيء من الرزايا ومدحه لأهل بيته فما كان منه في الفضل ابن عبدالله فهو رغبة منه في تعظيمهم، وحب مدحهم وتقديمهم).

(وكان قد ترك مدح الأمير الأجل فضل بن محمد بن أحمد بن الفضل بن عبدالله بن علي لأمور شانته من أخلاقه وأفعاله).

(وما كان من مقاله في أبي المنصور علي بن عبدالله بن علي فهو مصانعة منه واستدفاع، وكف لشره واستمناع، ولم يكن مادحاً له على إحسان ولا على ثقة من الأمان، فاجتاح جميع ماله من طريف وتالد، وحاز الصامت والناطق إرضاء للعدو والحاسد، ولم يبق له صفراء ولابيضاء، وضيق عليه في السجن والأصفاد، وجعل على الأبواب لحفظه الحراس والأرصاد، وبالغ في مكروهه وأذاه، ولم يكن لأمر جنته يداه، وإنما وشى به حساد بيته، حرصا على إطفاء فضله وصيته، وسعى به آل أبي منصور، وتعاونوا على الإثم والزور، فأقام في سجنه مدة، وأفرج الله عنه بعد شدة، ومكث في البلاد على الغاية من انكسار القلب).

(ثم خرج من الأحساء إلى ناحية العراق، فمكث بمدينة السلام أشهراً معدودة).

(ولا تعرض لأحد بمديح، ولا توخي منحة من ذي وجه صبيح، ولا تنس عرضه بسؤال، ولا تواضع لأجل المال).

(ثم عاد إلى هجر البحرين من تلك الناحية، مؤملا زوال الشحناء الجارية، بعد أن عمل في الأمير الأجل محمد بن ماجد القصيدة البائية التي أولها:

خذوا عن يمين المنحنا أيها الركب

فطمع أن يرد عليه بساتينه فلما أنشده القصيدة وعده وعداً جميلاً.

واستنجزه للوعد السابق. بالقصيدة الكافية التي أولها:

أمن دمنة بين اللوى والدكادك

ولا حظي منه بغير الوعد.. (فعدل الأمير الأجل جمال الدين علي بن مقرب عن ذكرهم. وضرب صفحا عن هجوهم احتقارا منه لقدرهم. ثم خاف على نفسه وخرج إلى القطيف وواليها الأمير الأجل فضل بن محمد فأقام بهامدة وامتدحه بقصيدة ولم يحظ منه بطائل).

(ثم عاد إلى الأحساء وترك مراجعة الأمير الأجل محمد بن ماجد، ثم إن الأمير الأجل محمد بن ماجد قتله عمه الأجل أبو القاسم محمد بن مسعود بن محمد بن علي، وأولاه، إخوة الأمير محمد بن واجد لأمه).

(وخرج إلى العراق فبعد مضيه نهض الأمير الأجل علي بن ماجد بن محمد بن علي بن عبدالله بن علي بن ماجد وعاد من العراق فامتدحه بقصيدة أولها: صدت فجزت حبل وصلك زينب).

(ثم بعد ذلك خرج الأمير الأجل علي بن ماجد من البلاد وملكها الأمير الأجل مقدم ابن غرير ابن الحسين ابن شكرا بن علي بن عبدالله بن علي).

(وخرج هو عن قرب قاصدا العراق في عزمه المسير إلى الموصل وديار بكر ومقصده لقاء الملك الأشرف بن العادل، وحصل بالموصل فامتدح واليها بدر الدين لؤلؤا).

وقد كان وروده الموصل سنة ثماني عشرة وستمائة.

فإنه لم يتخذ الشعر مكسبا، ولا جعله بضاعة ولا سببا، وإنما امتدح بأكثره أقاربه وأصدقاءه وصانع ببعضه حسدته وأعداءه.

وأما محاسن شعره، فيقصر عن وصفها المقال، ويضيع عن حصر بدائعها المجال.

بعون الله تعالى وحسن توفيقه

تم وكمل طبع هذا الكتاب المستطاب، الذي هو نزهة لذوي الألباب، باهتمام ملتزم طبعه على ذمته، أفقر الورى إلى ربه، عبده الأقل، كثير الخطايا والزلل، عبدالعزيز بن أحمد بن محمد العويصي الخالدي حسبا الأحسائي وطنا.

وبعد.. فليعلم الواقف على هذه المزدوجة، بأن الملتزم بطبعه المرقوم اسمه أعلاه قد أخذ عليه من المحكمة (رجسترا) بمنع جميع المطابع ولا لأحد من الناس أن يطبعه وقد تقيد في دفتر الحكومة تحت قانون منع الطبع لئلا يتضرر الطابع فيوقع نفسه في الغرور فيخسر ويغرم قيمة الكتاب (أربعة آلاف ربيه) حسب القانون فلهذا نبهنا إخواننا على ما فيه السلامة ومن أنذر فقد أعذر، وكان طبعه الفائق وتحسين شكله الرائق في المطبعة العامرة الكائنة في (بمبي) وفاح مسك الختام ولاح بدر التمام في الخامس عشر من شهر صفر الخير السنة الحادية عشرة بعد الألف والثلاثمائة من هجرة سيد الثقلين.

هذا وقد قرض عليه الإمام الفاضل والجهبذ العلامة الكامل فخر الزمان وتاج ذوي العرفان حضرته سيدنا ومولانا السيد عبدالله بن السيد محمد صالح الزواوي المدرس بالمسجد الحرام والإمام في أعلى مقام بهذا التقريض البديع (....)

يقول مصححه المفتقر إلى عفو ربه عبده الأقل محمد بن إبراهيم بن جغيمان:

وبعد فإنه لما كان ديوان الأمير الرئيس الخطير مفقودا من أيدي الورى، كالعنقاء يسمع به ولا يرى، مشتت الشمل في كل واد، لايوجد منه إلا القصيدة والقصيدتان في بعض البلاد، واشتدت الحاجة إليه، لعظم فائدة ما احتوى عليه، لأنه في الحماسة غاية، وفي الأمثال نهاية، انتدب لجمعه ولمه عريق الأصل وعالى الهمة، الشيخ حمد بن خليفة العيوني وقد اهتم بطبعه لتعميم نفعه الظريف العفيف الأمجد عبدالعزيز بن أحمد العويصي.

وطبع بقلم رئيس المحررين في القطر الهندي الشيخ ملا محمود بن الشيخ آدم المقدم الكوكني الشافعي مذهبا.

فهرست القصائد

وهي إحدى وتسعون قصيدة

* مكتبة قيس للكتب والجرائد القديمة - الرياض – البير


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة