Culture Magazine Monday  19/05/2008 G Issue 248
نصوص
الأثنين 14 ,جمادى الاولى 1429   العدد  248
 

في البدء:

(بين كل اثنين يمتد جسر وهمي تنقل العيون عبره ما لا يقال).

يقظى ونائمة في المقعد الخلفي وكفها البيضاء المطلة من النافذة المرسلة عطرها إلى أنوف المارة تشع بكف أخرى فوقها مصنوعة من ذهب والعروق الخضراء الممتدة تحت جلدها تحكي بالدلال وغلالة الوجه الحريرية السوداء الرقيقة تشف عن عينين وحشيتين تجرحان بحركة الرموش حال إغماض الجفنين الأبيضين وفتحهما ومكان السائق مسكون بالانتظار الممل، وأنا ...>>>...

ارتشف كوب الشاي الذي زينته وريقات النعناع، أومأت زوجته برأسها وهو متأمل في امتداد أطراف أصابعه في فروة رأسه الأشعث الأغبر، نفضت ثوبها ورعشت بيديها كثيراً وهو حائر في ترهاته وتفكير نمط حياته، عندها واجهته وصفعته بكلمات ربما أحدث شيئاً في نفسه فحرك جسمه المتهالك قليلاً ثم غرز بأصابعه في مجرى لحيته.. نعم.. ماذا قلت؟! ردت زوجته... الذي سمعته! بدأ يمارس لعبته الصباحية مع كوبه ورأسه.. ولكن ليس ككل ...>>>...

الشاعر محمد عبد الرحمن الحمد وبعد توقف عن النشر الشعري ها هو يرتب الأوراق لينضد أبعاد البوح الوجدانيش الحميم في ديوانه الجديد (سلي الماء عني) حيث يأتي العنوان مكاشفة استفهامية أولى تذكِّرنا بصورة الشعر الخالد، حينما وقف طرفة بن العبد، أو امرؤ القيس وعنترة ليقرؤوا فاتحة الدهشة. سؤال إلى ذلك المخلوق العجيب.. المرأة التي لم يكف الشعراء عن تمثُّلها كنهر خالد من المتناقضات الوجدانية.

فالحمد في ديوانه ...>>>...

دخلتْ وللغزلِ المجاذبِ

في مفاتنها

(دروسْ)

***

يفري تبرقعُها

بأسيافٍ

تجزُّ بلا عبوسْ

ولليلها ومضٌ

أخالَ الومضَ

كوِّنَ

من طقوسْ

***

.. حرٌّ

وبردٌ

واستواءٌ

بل رياضٌ

في عروسْ

يا ليتها صانتْ جمالاً

كم تقصَّدَ

من نفوسْ؟

آهٍ فما بيني وبيني

أشعلتْ

حرب البسوسْ

***

حسبي خجلتُ لها

فلم أوصلْ

مهامسة الخسيسْ

لمَّا دنتْ

.. يا أيها العطَّارُ

من كم

عطر (Boss)؟

.. فهوتْ على ...>>>...

في الفراغ تكبر أوهامي

أعجز عن قول.. لا

في وجه حزن أهلي.

وحدها السكينة

المغلفة بوهج الصمت

من تكلؤني.

لا شيء غير الوعد

بأن تتبدل أحزاني

وأن تغادر قوافل

يأسي.

الأرق هو المارد

الذي ترسله أحزاني

بشكل منتظم.

أعجز عن صد جيوشه

لا شيء ينقذني

من آلامه حتى وإن

حاولت التفاؤل

ومددت جسوراً

من الوعد الكاذب.

الحزن هو هويتي

هكذا تقول وقائع

يومي بين أهلي وأخلتي.

لِمً أنا حزين يا جبال

(زيزان) ...>>>...

أهادنُ الحزن في عينيكَ يا قلقي

وأمتطي البحر لا أخشى من الغرق

وأسرجُ العمرَ في مجنون قصتنا

وأطفئ النار بالآهات والحرق..

وأرسمُ العشقَ أشجاناً على شفتي

وأزرعُ الوجدَ في الأضلاع والحدق

وأشربُ السهد من كفيكَ يا سهري

وألثمُ الفجرَ محموماً من الأرق..

أستسمح الشوقَ عذراً حين ألجمُه

بسطوة البين والأوصاب والرهق

وأقطعُ الليلَ في عينيكَ مضطرباً ...>>>...

هكذا ألقى بي حظي التعس، يوم قررتُ تهذيب مظهري - ذقني - التي بدأت كشجرة طلح أغصانها تمتد خارجاً.

سرعان ما خرجت من بيتي واتجهت إلى محل حلاقة صغيرة.. وعلى الفور نظرتُ لأرى عاملاً يبدو من سحنته السمراء المحترقة أنه آسيوي.

تململتُ في بادئ الأمر عن فكرة تبديل مظهري؛ وانتابتني مساحة من التردد سرعان ما نفضتها.

جلستُ أمام كرسي أمام مرآة بدت زاويتها متصدعة بعض الشيء.

دقائق وإذا بالعامل يطوق عنقي ...>>>...

 
 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

صفحات PDF

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة