Culture Magazine Monday  31/03/2008 G Issue 241
فضاءات
الأثنين 23 ,ربيع الاول 1429   العدد  241
 
هلوسات تلقائية
سارة الزنيدي

 

 

إن أكثر اللحظات صدقاً مع النفس هي التي تكون أثناء انتظار المصعد!

تفكر في شريط حياتك، وعندما تتذكر مقطعاً قبيحاً تضرب زر المصعد المفلطح بغضب..

مسكين أنت تتمنى أن يخاف من غضبك ويأتي بسرعة! ومسكين أنت لأنه لا يفعل..

على العموم لا تفرح إن أتاك المصعد.. لأن أول ما ستراه فيه ستكون صورة قبيحة تحتل جزءاً في المرآة! -أتمنى ألا تكون صورتك-..

بعد سنين من الاعتكاف في صومعة النفس قررت الرجوع للخطوط الأمامية ومعاودة الصراع، وكم كانت فرحتي كبيرة عندما رأيت طريقة حياة (الشلة) لم تتغير كل ما يجمعهم رغبة واحدة قوية (النوم تحت سقف).. نعم بعضهم ينام في العراء ويقنع نفسه أن السماء سقف، وأن لسعة البرد على قفاه أوهم نفسه أن السماء لحاف، وله أيضاً في خداع نفسه مآرب أخرى! أعرفهم كما أعرف نفسي وأجهلهم كما أجهل نفسي! هذا رابط يقف عنده المرء حائراً لا يدري أيفرح بغبائه أم يرفع من شأن عقله ويفكر بشيء آخر!

هذه تحييني برقصة حاجب وتكمل متابعة (اللاب توب) الخاص بها وتلك تكف عن الشجار بالجوال وتبتسم لي بخجل نعم لا ألومها فهي تثرثر من جوالي!

وثالثة تصرخ وهي تبحث عن شيء في وجهي! (أهلاً.. أين أنت من زمان؟)

لا أحد يريد جوابا...

أهز رأسي وأتابع المسير للغرفة الأخرى، من هذه الغرفة خرجت ألف ليلة وليلة ولكن إبريقها لا يخرج إلا جنياً يأمر بالنهوض للعمل -إن وجد!- وشهرزادها مطعم تومض يافطته لتتحدى الأعين الناعسة!

هذا شخير يوسف وتلك كتب محمد تسقط على رأسي من جديد!

وهذه مشابك سعاد..!

أعجز أن أنام.. وكأني أسمع ثرثرة القمل في رؤوسهم! هذا رأس شيوعي وذاك رأس مالي!

هه!هذه قملة تهاجر إلى الرأس المقابل..أسمع هتاف الجمهور.. القمل (الأحمر) يهدد بسحب سفيره تلك قملة مفكرة تنفى إلى صلعتي..ما أشد البرد في صلعتي!

أضحك من سخافة الحاجة وبلادة الاختراع.. وأنام...

وكأني أرى شخصاً يشبه فاكهة (الكيوي) هذا حلم بشع! لم أرَ من قبل وحشاً يضع نظارات!

يا إلهي لقد صحوت هذا يوسف يلبس ثيابه! وهذه سعاد مازالت تثرثر من جوالي..!

لا يهم سأصحو من جديد... لا بد أني سأفعل!

قبل أن أنهض أتمنى لو كان عندي مصعد لأقف مع نفسي كل يوم..!

***

من أجل المقدمة

هل سمعت يوما بهذه المقولة: إذا ركلك الجميع فاعلم أنك في المقدمة.

لقد اكتشفت أن هذه العبارة غير صحيحة لأن الجميع كما يبدوا لي يركلون إلى الخلف وليس إلى الأمام فكثير من الناس قد توردت مؤخراتهم ومازالوا في الخلف، أرجوك لا تسخر فأنت وأنا بكل أسف منهم!

لقد حزنت كثيرا، أتعلم لماذا؟ لأن هذه المقولة لنا بمثابة الدواء السحري تسكت به شعورك بالمرارة والألم، فلكم تمنينا أن نتقدم بعد تلك الركلات إلى الأمام ولكن ليس هناك علاقة أصلا بين الركل وبين التقدم للأمام.. كم هو قاس أن تكتشف بعد فترة طويلة بأنك مغفل.

أتعلم لماذا هم يركلوننا؟ لقد كتب على ظهورنا بخط عريض (اركلني أنا مغفل).

أتراك تريد أن تسألني من كتب هذه الجملة؟ نحن يا عزيزي من كتبها على ظهورنا صحيح أننا لا نستطيع أن نكتب على ظهورنا ولكن نستطيع أن نسمح للناس بأن يكتبوا ما يريدون، ولكن لا تحزن كثيرا يا عزيزي لفقدك هذه المقولة فلو صدقتها أيضا لرأى البشر كلهم تلك العبارات المضحكة وسخروا منا وتذكرونا في نوادرهم.

حينها ستأسف حقا وستتمنى بأن ترجع إلى ذلك المكان القديم.

ألم تعرفه؟ إنه الخلف طبعا!!!!!!!!!!!!!!!!!...

***

هذه بتلك وما أعطيتكم شيئا...

أتحين الفرصة لأقفز.. من.. الأعلى، وأتلاشى...

يا ترى ما صوت ارتطام الأفكار بالواقع؟ تلك فكرة أيضاً لن أسمع دويها لعدم تفرغ فضولي!

إنهم كالنمل.. بل هم نمل! يعملون ثم يعملون، ها قد توقف أحدهم نعم فلقد مات!

في ساعة الذروة أنا أحد ثوانيها العاصية (ضحك سمج!) لن أسمح للعقرب أن يكمل دورانه...

إلا بعد انتهائي من عد السيارات، إني رومانسي هذا العصر الحديدي..

نجوم.. نجوم! أما مللتم إن أنوار الأحياء الفقيرة أكثر إلهاماً منها، كيف تشبهون أملكم بالشمعة؟

متى هبت ريح انطفأت، إذا أسمعوا أنا أملي مصباح يأخذ طاقته من نبض قلبي..

وقلبي يرقص يرقص! تعال يا صاحبي وأخرج ما في صدرك لهذه الدنيا.. لتعلم أنك وسعت شيئاً لا طاقة لها به!

أعرفك تعيش بين ومضات فتحة الباب وإغلاقه، حتى الشروح التي تهددك هي من تسمح للضوء أن يصل لمدارك الكسول، تمنى الصمم! فالأهازيج الوحشية تقترب.

إن احتضنت الوطن فلا تخنقه! غضبك هذا جبان تكدسه حتى تغريه الحياة فينقلب حقداً ..

جدد غضبك مثلي.. اصفع نفسك مرتين وتخيل أن الأولى من الجندي والثانية في وجهه!

بعدها أقم الولائم واشترِ لابنك حلوى لا يحلم بها ابن الحلواني (إلا إذا نام متخماً).

اكتب (حياتي أسباب سخيفة ودوافع مقنعة) وألصقها على ظهر من يجمع الظهور جميعها في كفه!!

ثم أجمع كفك مرة أخرى وأطلقها للريح.

ولكي أصدقك القول لا تنتظر بعدها يدك! إيه لقد ذهبت مع الذي ذهب..

والحكمة تقول (القناعة كنز لا يفني) وبما أني كريم فسأقتسم معك الحكمة..

فخذ أنت القناعة وأعطني الكنز!

الآن اتركني لكي لا تنحل قوانين البسيطة... اذهب ودر في فلكك ودعني نيوتروناً خاملا!

فلست مثلك أحلم بأمور يحققها (ابن جدة خال) ذاك الإنسان بوقت فراغه!

- عنيزة


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة