Culture Magazine Thursday  16/04/2009 G Issue 279
فضاءات
الخميس 20 ,ربيع الثاني 1430   العدد  279
ندى والضفدع
سارة الزنيدي

 

في البداية كانت ليلى والذئب، والنهاية كانت بالأميرة وال(الضفدع)..!

لديّ صديقة مزعجة جداً كثيرة الطموح والأمنيات ذات مساء قالت لي سراً إنها تبحث عن ضفدع كيّ تتوجه ملكاً وتخلصه من بشاعته ب(قبلة) حاولت جاهده أنّ أقنعها بأن الجميع هنا (ضفادع) وأنّ الزواج هو الأنسب دائماً لأن النساء يشتركن في (ذوق) معين، حيث إنهن يقتنعن بضفادعهن قصدي (أزواجهن) ويشعرن بالغيرة حينما تلمحه أي (امرأة) غيرها.. ربما هذه القناعة كانت من نعم الزواج وحكمة إلهية (خفية)..! كلها أصبحت ممكنة وصالحة وجائزة وتندرج تحت ال(المعقول)!

الحياة سنقبلها حتى لو( قلبناها)..

بالطول بالعرض،,

بالجملة والتفصيل....!

دائماً ما كنت أحذر صديقتي من خيالاتها كنت أقول لها بأني أنتمي وبطريقة غير (مرئية) ل(ليلى والذئب)..!!! ربما لأنها تشبه واقعنا أكثر..

لم تصدقني كانت تبحث عن (دليل) ستضيع ما تبقى لها من فرح كيّ يجرحها (الدليل)!!

لعلهاّ نسيت بأن الكثير ضاع منا تحت رحمة ال(المجهول) ولن يبقى حتى العمر!

بساطة القصص والحكايا القديمة كدوران الأرض والرقص في مواسم الأفراح، والوجوه هي الوجوه تستدير في كل لحظة كيّ (تخلع) أقنعه و(تلبس) أقنعة أخرى!!

ونحن لم نخلق ل(النسيان)..!

ربما نتمنى أن نقف على وردة الصباح ونصيح لله ب(ابتهال) ياالله لو للحظة فقط، امسح عنا الجراح...!!

للعمر بقية ولنا متسع من الوقت كيّ نقلب باقي الكتب ونسمع التراتيل ونشرب آخر فنجان من (القهوة).. نصوص كثيرة لم يأن أوانها بعد..!

والخريف مازال يقف خلف الباب، ونحن لا نسمح له إلا بالانتظار.. صديقتي تلك (البريئة) لها بها الوهم كثيراً وسحبها نحو جنة الخيال.. لكنيّ على يقين بأنها ستنتصر وستفوز بنجاة الجنون وتحقق ما لم يحققه الآخرون.. لأنّ الأميرة الجميلة تسكن في داخلها.. وأنا على ثقة تامة بأن داخلها هو أكبر مستودع للطفولة العذبة والنقاء.. ضفدعها أميرا على الأقل في (عينها).. وهي سعيدة...!!

لكن الذئب متعفف جداً فهو لا يأكل الأموات لذلك أنا أجلس بجواره من دون ارتياب!!

في النهاية، كانت الأميرة (لديها كرة ذهبية تحب أن تلعب بها قرب بحيرة الحديقة، في أحد الأيام تدحرجت الكرة إلى البحيرة وغرقت إلى أسفل وأصبحت الأميرة تبكي.. فجأة سمعت صوتا يناديها لماذا تبكين أيتها الأميرة؟! فالتفتت الأميرة لتجد أن الذي يخاطبها لم يكن إلا ضفدعا قبيحا.

روت الأميرة للضفدع سبب حزنها فقال: لها الضفدع سيحضر لها الكرة إن هي حققت له أمنية.

سألت الأميرة: ماذا تريد مني هل تريد مجوهراتي؟ أم تاجي الذهبي؟

أجاب الضفدع لا أيتها الأميرة كل ما أريده أن تدعيني أكل معك وأن أنام في فراشك.

ظنت الأميرة أن الضفدع يمزح معها فأجابت: نعم أعدك بذلك غطس الضفدع في البحيرة وسرعان ما عاد بالكرة الذهبية. أخذت الأميرة الكرة وفرت هاربة صاح الضفدع: انتظري خذيني معك؟ ولكنها لم تلتفت إلى الوراء!.

وفي المساء عندما كانت تتناول العشاء مع والدها سمعت طرقا على الباب. فتحت الباب فإذا بها تجد الضفدع!!.

أغلقت الباب بسرعة، ولكن والدها الملك تساءل عن الضيف فاضطرت لإخباره بما حدث لها ذلك اليوم!.

قال لها والدها: عليك أن تحفظي وعدك! وأدخليه إلى الداخل. تبعها الضفدع إلى الطاولة وأكل من طبقها. بعد ذلك أخذته إلى فراشها، وما أن لمس الوسادة حتى تحول الضفدع إلى أمير وسيم الشكل!.

أخبرها أن ساحرا قد سحره على هيئة ضفدع وأنه يمكن لابنة الملك أن تعيده إلى حالته إن هي حققت له أمنيته طلب منها الأمير أن تتزوجه فوافقت وعاشا في سعادة وهناء)).

(تمت)..!!

* * *

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7991»ثم أرسلها إلى الكود 82244

عنيزة sara.alzonaidi@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة