Culture Magazine Thursday  16/04/2009 G Issue 279
مسرح
الخميس 20 ,ربيع الثاني 1430   العدد  279
كلمة اليوم العالمي للمسرح
أوغوستو بوال

 

المجتمعات البشرية كافة دراماتيكية في أساليب حياتها اليومية، وتنتج إشكالا متعددة من الأداءات لبعض المناسبات الخاصة، فهي دراماتيكية، باعتبار الدرامية واحدة من طرق التنظيمات الاجتماعية، لذلك فهي تنتج هذا الأداءات التي تشاهدون بعضها. وأن لم تكونوا مدركين، فإن العلاقات البشرية دائماً ما تتخذ صورة البناء المسرحي، من ناحية استخدام الفضاء، لغة الجسد، اختيار الكلمات، التنويع والتنغيم في الأصوات، مواجهات الأفكار والعواطف، كل ما نعمد على إيضاحه على خشبة المسرح، ونعيشه في حياتنا، نحن صنيعة المسرح!

مراسيم الزواج، والجنائز، كلها أداءات، وطقوس مسرحية، وكذلك الطقوس اليومية، فمن البديهي أننا لا نعى بها.

الأمهات، وطقوس الختان، وحتى قهوة الصباح، وتبادل التحايا وعلاقات الحب، وعواصف العواطف، والاجتماعات والمؤتمرات واللقاءات الدبلوماسية، كلها ممارسات مسرحية.

واحدة من أهم فوائد الفن هي أن نرفع من حساسية الإنسان بالأداءات اليومية، التي أيضا يعتبر فيها الممثلون متفرجون، وفيها يتوافق المكان مع خشبة المسرح، كلنا فنانون مبدعون، ومن إبداعنا المسرحي نتعلم أن نشاهد كل ما هو واضح وجلي، لكننا وبكل صراحة لا نتمكن من الروية لأننا وببساطة لم نعتد على مشاهدته. ما تعودنا عليه عادة لا نراه، وإبداع المسرح يعني عملية تنوير مسرح حياتنا اليومية روحياً وثقافياً.

في سبتمبر الماضي، أدهشنا يوم مسرحي، نحن الذين اعتقدنا أننا نعيش في عالم آمن. متجاهلين الحروب القائمة والتطهير العرقي، المذابح وتشويه السياقات، حتى ولو ظهرت في أماكن بعيدة ونائية. نحن الذين نعيش في أمن، باستثماراتنا المالية في البنوك المحترمة، أو في إحدى البيوتات التجارية الراقية والأمينة، أخبرونا بأن هذه الأموال لن تكون موظفة لتلك الحروب، فهو عملي واقعي خلق حزين من بعض الاقتصاديين غير العمليين ولا الواقعيين، الذين لا هم بالموثوق فيهم ولا هم بالمحترمين .كل شيء عبارة عن مسرح سيئ، عقدة سوداء، قليلون هم الرابحون والأغلبية العظمى هم الخاسرون. بعض السياسيين من الدول الغنية، يعقدون اجتماعات سرية، فيها يجدون بعض الحلول السحرية، ونحن المشاهدون ضحايا قراراتهم، ونحن جالسون على الصفوف الخلفية.

منذ عشرين عاما خلت، أخرجت للمسرح رائعة راسين ( فيدرا) فى ريدو جانيرو، كانت المناظر المسرحية فقيرة، عبارة عن جلد بقرة على الأرض، وبعض الخيزرانات حولها. وقبل كل عرض أعتدت أن أقول للممثلين، بأن الرواية التي تبدعها كل يوم انتهت.وعندما تعبرون هذه الخيزرانات، ليس في حق أحدكم أن يكذب. لأن المسرح هو الحقيقة الخفية. وعندما ننظر فوق الظواهر، فإننا نرى قاهرين ومقهورين في كل المجتمعات، والجماعات العرقية، والطبقات الاجتماعية، نرى عالما فظيعاً وظالماً. علينا أن نبدع عالماً آخر لأننا نعلم أن ذلك من الممكن. ولكن لنا خيار أن نبني ذلك بأيدينا، بالأداء على خشبة المسرح. وفي حياتنا الخاصة.

أحضر العرض الذي سيبدأ، وعندما تعود أدراجك إلى المنزل مع أصدقائك، ممثل مسرحيتك الخاصة، وانظر إلى ما لم تستطع النظر إليه: والواضح والجلي المسرح ليس مجرد قصة وحدث، فهو أسلوب للحياة.

جميعنا ممثلون لأن تكون مواطناً، ليس معناه أن تتماهى مع المجتمع، عليك تغييره.

- مسرحي برازيلي

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة