Culture Magazine Thursday  25/06/2009 G Issue 289
أوراق
الخميس 2 ,رجب 1430   العدد  289
مساء الغياب
سحر العساف

 

أبدو حمقاء في الكتابة هكذا كنت ولا أزال.!

لأن ما سَأخبركم بهِ هي الحقيقة بقليل من التظليل لحفظ ما أريد حفظه عنكم !

أسلوبي عادة ًيكون ثقيلاً عندما أحكي قصة حقيقية، وخاصة عندما تكون واقعية حزينة ّ لذلك تحملوا ما ستقرؤونه هُنا !

(في الدّرك الأسفل.!)

قبل انبلاج فكرة النص حاولت شنق الخفايا

المؤلمة على مقاصِلَ الفرح المؤقت لأجلب بعضاً

من الخيال المسرور وأتوكأُ على جبين الحياة

مداعبة أكتاف مفرداتها العارية،

لِيحلَ الظلام بِأماسي الإناثَ كَأنا.. واشٌعَ نوراً.. يركن بي إلى السٌكَون

في نفسِ المكان الذي (كسرت المغزل فيه.!) أتكاثر حنينًا لِشيء آخر يحمل المعنى.. بِطهارة قَلبٍ لا تسٌاوُيهِ قلوُبَ !

(هنآآآ)!!

سأنتزعُ جهاز التنفس من حلقِ العناء وأغرس أنفاسها بعذرية الورق،،

(لنغتسل معاً.!)

هَذا الصباح لآ يتنفسني كما يجب، لآ يُشبِهني كما يجب، بَل وَ يفتقر ابتسَامتي المعصُوبة كما يجب، فَ َ(منى) الصّبيَة الغزيرة الصياح وَ الرّقص تتعالى منها رعشات شّقية بِذّاكِرة عبقة بِمَلامح الملائكية،

وتُخدر الورق بدمعٍ يشق الطريق إلى السقوط

ليتَجعد كما السحاب الممتلئ وينهَال المطر

برعود الحنين فَتدثره الأقلام بغزارة الاشتياق.!

قالت (منى) سَأحاول أن أحيا بِأقراط النور لمن بعدي في الانتظار الطويل .. فَالله أرحمْ الراحمينَ بِحَال تقتلعني الآن..وآه منْ تلكَ السنينْ.!.!

(الساعة الثامنة والنصف صباحاً..)

انسلخَ الألم عن كلها وامتطتْ شهقات روحها أنفاسًا صاخبة .. بدأت كما كانت العادة بعد كل ليلة من (الكيميائي)

ترتشف الصور المُهترِئة وهي تتحسس شعرها وكأنها الحقيقة.! لِتغمسها في أكواب المحاليل وتحتضر كما روحها تماماً.!!

فَتحتضنها أجنحة الرّشد وَ أكذُوبة الامتلاء بِغصّة الوعي وَ أقنعة الأوكسِجين الفارغة بِسُلوك الفكر وَ العارية تماماً من هلوسَات جدائل الحُلُم البلَورِية.

(الليلة السابقة.!)

ارتشفتْ شهقاتَ الصّباح بكأسِ

الوجع بِعكس ذكريات الماضي وقهوة الفجريّه،، لتتحرك من أمامها الثياب البيضاء

معلنةً حالة طوارئ لتتساقط أشلاء الملامح

وتحسب تحت (السرقة غصباً).!

ويبدأون بِزرع (تاكستوتير) في الأوردة الحمراء

ويبدأ الجمر بالالتهاب لِيلوكها مرةً ويلفظها مرةً وهي تحاول التطاول لِسماء الثامنة ثمّ تعٌودني منهكة الخُطى.!فَتسكب ما في الجوف

علىَ أرصفة الوجود مُعلنة نهَاية حيَاة الشَبابْ

وعُنفوانهِ وتَصبح كالمومياءٍ المُتناثرة.!!

(شظايا أنثى تطارد ما تبقى من الجسد !!)

على مرمى البصرِ أمامها كانت ترى الطُرقات تتشابه فتسير بغير خوف أو حتى وجلّ

وعند كل مُفترق طريق ، ترتشف جرعات سخية تضفي عليها وعلى الكون المزيد من تلابيب الانتظار ،، فَهي كانت ترفض طُرقات لم تتَضمّنها طُقوسها الثّملة

بسبب الهفوات !!

(..قبل الخيبة..)

تضع نفسها على فراش الموت المسمى مجازياً (السرير)!! والمغطى من جميع جوانبه بغلاف المنع من الحياة الطبيعية

ليرتسم ظلها عليه كما كنت في السابق وهي تقُص فَروَة القطة السوداء وَ توسوس في أذن أخيها الصغير ((ابنة الجيران أخبرتني انكَ أهديتها علبة شوكولاتة وقبلة واحدة)) لتبتسم من دهشته ،، بدون وسوم الحقيقة من غطاء راسها وثوبها القطني القصير وأسورةٍ تحمل اسمها لتعرف مكانها ولا تغرق في الماضي..! فَتبتسم لِتتمزق من أمامها اشتِهَاءَات ذاكرة العيون الحالمة بِحدود بلادها.. لِتمدُّ يدّها وتلتمس طيفاً َ تلوح بهِ الصرخات في عراءِ الصّمت

مع طنين الجهاز بجانبها لِيتصلب الوجع وتقرع الأحذية معلنة الحضور.!

فَتصرخ...... (كنت أشتاق حقاً لأن ألثمني هناك، بل واحتضن السابق بعُنف لأنام أو لأغفو بأحضانه وأنسكبُ في أحلامي المقتولة تماماً كماءِ رقراق).!

حتى يتطاول ماسُكب في ضفاف الدم مفاصل الجسد محاولاً بِملء ثغراته ابتسامةِ أمل لا تنتهي..!

(..بعد الخيبة..)

أنظرُ حولي ولا أجدني ولا أُجيد المكوث أكثر، أوهامي تتلاشى، وأُمنياتي تموت..

وأنا في أعماقِ الجفاف أغرق..

لأمسح دموعاً تتوسد في الخد وأنسى مكمنها في العين لتعاود السقوط من جديد !!

لتتعالى الزفرات حيناً إلى منتصف الصدر

ملامسةً عضلة بكاءهْ.. معْقُوصَة !

تتلمذُ على أَيادٍ منْ حياةٍ.. وسيول منْ ألَمْ

لتنتصب هامةً خاوية على أرض بها السواد قد

تَيَمّنُ............ وبكثرة.!

فهل لدلالاتُ الخيبات أن تبدو

وصِيغُ الأفراد بين العالمين ظاهرة ؟!

لِتمضغ رموشها المشاكسة لمنعها من رؤيتهم ينتشلونها جثة فهي بنظرهم تحتاج فقط لِثوب أخر وَتعود كملاك..!

،،

،،

(منى)

ياوجع يملأ تفاصيل الأيام، ياقلب ينحني أمام ريح الألم فيخضع..!

ياهُتافات الصمت التي ت موت على اعتابِ الضجيج

ياضجيج الغياب المُبكر

يا حياة في رحم الظلام..!

لا عليك يا فتاة فَ روايات الأمل بهذه الدنيا

كابوسُ جاثم يقتل الأنفاس قبل موعدها !!

لا أعلم يا فجر البياض

لما

باتت ضوضاء الخيبات

تلتصق بِ جدار أفئدتنا حتى أنها

ل تذُوب بِ قاع فنجان قهوتنا

ونرتشفها صباح / مساء كل حُلم

لترمقني برمش الصفع

فَنتلآشي بعدها بِرائحة المرض الأسود..!!

لآرواحكم زهور بيضاء من الجنة.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة