Culture Magazine Thursday  25/06/2009 G Issue 289
الثالثة
الخميس 2 ,رجب 1430   العدد  289
من منهما سيقول (كش ملك)
وسائل دخل الصحف الإلكترونية هل يجعلها تتفوق على المطبوعة

 

الثقافية - خلود العيدان:

بمتابعة دقيقة للتنافس بين المطبوعة والإلكترونية أشبه بلعبة شطرنج يتساءل فيها متابعو ما يجري ترى من سيقول كش ملك؟ الأسئلة حول الموضوع كثيرة إلا أن السؤال الأهم الذي تردد كثيراً بين أوساط المثقفين ومتابعي الصحافة المطبوعة والمنشغلين بمناقشة مستقبلهاوالتنبؤ بسطوة الصحف الإلكترونية من عدمه يتمحور حول كيفية حصول الإلكترونية على مستوى دخل يوازي أو يتقدم على الدخل الإعلاني الهائل الذي تستند عليه المطبوعة.

وللإجابة عن هذا السؤال ذكر الدكتور سعود كاتب، الكاتب والمؤسس للموقع العربي الأول للإعلام الجديد ل (الثقافية) أن هناك شبه إجماع من قبل المتخصصين حالياً على أن الأمل الوحيد للنجاة بالنسبة للصحافة المطبوعة يتمثل في التحول ولو بشكل تدريجي إلى نموذج دخل جديد من خلال التقنية الرقمية وهو ما فعلته العديد من الصحف الورقية مؤخراً ومنها كريستيان ساينس مونيتور التي تحولت بشكل كامل إلى نسخة إلكترونية.

وأضاف أن الصحافة الورقية مازالت تتنفس وهي ستظل قادرة على العطاء لسنوات عديدة قادمة, ولكن المشكلة تكمن في التآكل المستمر الحاصل في العمود الفقري للصحف المتمثل في الإعلانات والتوزيع، وهذا التآكل يحدث بشكل تدريجي ومتنام في الوقت الذي ترتفع فيه كافة المصاريف الأخرى ومن ناحية أخرى فإن الجيل الجديد من القراء أصبح يخصص معظم وقته سواء في حصوله على المعلومات أو الترفيه وذلك عن طريق الوسائل الإلكترونية.

فالإعلانات الإلكترونية تنمو سنوياً في الوقت الذي ينخفض فيه الدخل الإعلاني للصحف الورقية مع ضرورة الأخذ في الاعتبار الفرق الكبير في تكاليف الإنتاج الخاصة بكل وسيلة، فهناك أربع وسائل لتحقيق الدخل من موقع الصحيفة على الإنترنت أولاها تحصيل مبلغ اشتراك للدخول على الموقع، وثانيها فرض مبلغ معين مقابل المحتوي، وثالثها الإعلانات، أما رابعها فهو التجارة الإلكترونية.

وعن تحصيل مبلغ اشتراك للدخول على الموقع أوضح دكتور كاتب أن عددا قليلا من الصحف نجح في إقناع عدد كاف من المستخدمين بدفع قيمة اشتراك مقابل الدخول على الموقع فواحدة من أكبر الصحف التي حققت نجاحاً في تطبيق هذه الإستراتيجية هي صحيفة وول ستريت جورنال ونجاح الموقع يعود بصفة أساسية إلى المحتوى المتميز المغري لنوعية معينة من المشتركين مستعدة للدفع مقابل الحصول عليه.

وأكد أن هذه الإستراتيجية من ناحية أخرى يصعب تطبيقها من قبل الصحف ذات الاهتمام العام بسبب أن محتوى هذه الصحف يمكن للمستخدم الاستغناء عنه والعثور على بديل له بسهولة من مواقع أخرى عديدة على استعداد لتقديمه للمستخدم مجاناً، وعلى ذلك فإن نجاح الصحيفة في تطبيق هذه الإستراتيجية يعتمد بشكل أساسي على نوعية المحتوى الذي توفره، وهي تكون قادرة على فرض رسم اشتراك إذا كان ذلك المحتوى فريدا ومتميزاً يصعب العثور على بديل له في مكان آخر على الإنترنت.

أما عن فرض مبلغ معين مقابل المحتوى ذكر أنه إذا كانت عملية بيع الاشتراكات على الإنترنت مازالت صعبة وغير مقبولة من المستخدم، فإن عملية بيع جزء من المحتوى المتميز ذي القيمة لدى المستخدم يعتبر عملية أكثر سهولة، فبعكس فرض قيمة اشتراك للدخول على موقع الصحيفة على الإنترنت الذي لم تنجح في تطبيقه إلا قلة من الصحف فإن معظم أو حتى جميع الصحف نجحت في عملية بيع المقالات والصور الموجودة على الأرشيف الخاص بها وموقع الصحيفة ينبغي أن يحتوي على محرك بحث يسمح للمستخدم بالبحث في أرشيف الصحيفة عن معلومة أو مقال أو صورة معينة، عملية البحث هذه تتم بشكل مجاني بحيث ينتج عنها قائمة من العناوين ذات العلاقة بالموضوع الذي يبحث عنه، وإذا ما قرر المستخدم اختيار مقال معين وقراءته أو تحميله على جهازه فإن عليه أولاً أن يقوم بدفع مبلغ معين لقاء ذلك ولحسن الحظ فقد ظهرت عام 1999 تكنولوجيا جديدة تسمى مايكروترانزاكشن أو ( العمليات بالغة الصغر)، هذه التكنولوجيا تجعل بالإمكان بيع جزء صغير من محتوى الصحيفة بسعر منخفض وذلك مثل الصور والدخول على ساحات الحوار وتحميل مقالات معينة وغير ذلك.

عند الحديث عن محتوى الإنترنت فإنه لا يقصد بذلك الفصل بشكل كامل بينه وبين محتوى الإعلام التقليدي طالما أن ذلك الإعلام التقليدي تم تطويعه ليتناسب مع الوسيلة الجديدة، فالمقالات والصور الصحفية على موقع الصحيفة الإلكتروني ولقطات الفيديو المأخوذة من التلفزيون والتدفق الصوتي لمحطات الراديو وغير ذلك جميعها تعتبر محتوى مقبولا للإنترنت وباستثناء البث الإذاعي فإن معظم المحتوى المشار إليه يحتاج إلى عملية تطويع ليتناسب مع بيئة الإنترنت، من أجل ذلك فإن من المهم أن تقوم الصحف بطلب محرريها كتابة تقاريرهم مرتين، مرة للنسخة الورقية ومرة أخرى للنسخة الإلكترونية نظراً لأن أسلوب الكتابة الخاص بالصحيفة الورقية لا يناسب الوسيلة الإلكترونية والتي تميل عين القارئ فيها للانتقال بشكل سريع من صفحة إلى أخرى، في حين تتحرك عين قارئ الصحيفة الورقية بشكل أكثر بطئا عند قراءته للمحتوى الخاص بها وبالنسبة للأرشيف الصحفي فإن الإنترنت تعتبر الوسيلة المثالية للتعامل معه وهذا المحتوى لا يحتاج إلى أي عمليات تعديل بل يمكن عرضه بصورته الأصلية على الإنترنت.

كما أكد في حديثه عن الإعلانات أنها مصدر دخل أساسي للصحيفة الالكترونية وهو دخل ينمو بشكل مستمر وإن لم يكن حتى الآن بنفس حجم وأهمية الدخل الإعلاني في الصحيفة الورقية.

وختم حديثه بالتجارة الإلكترونية كدخل تمتاز به الصحيفة الإلكترونية،حيث قامت بعض الصحف بإضافة مراكز تسوق افتراضية على مواقعها يمكن للمستخدم الدخول عليها لشراء السلع والخدمات في حين تحصل الصحيفة على نسبه معينة مقابل كل سلعة او خدمة مباعة. مثال ذلك مركز التسوق الافتراضي الخاص بصحيفة اليو إس اي تودي الذي يمثل دخله أكثر من 40% من إجمالي دخل الموقع.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة