الثقافية - محمد عطيف:
حفل المؤتمر الإعلامي الدولي الأول عن مستقبل النشر الصحفي الذي عقد في العاصمة الرياض مؤخراً بشفافية عالية في الحديث عن جوانب غاية في الأهمية فيما يتعلق بشؤون الإعلام.
معززات الأمل تبلورت في ردم فجوة الخوف من انحسار سوق الصحافة الورقية أو المقروءة أمام طغيان وشعبية الإعلام والصحافة الإلكترونية، وإن رُبط الأمر بضرورة أن يتناغم الورقي مع التقنيات الحديثة، ومعانقة التطور التقني في جديده الذي يكاد يكون يومياً.
وإذا كانت التوصيات ثقيلة الوطء بتوجيهها الاتهام غير المباشر إلا أن القدرات الصحفية الورقية حالياً ما زالت تعاني عدم التجاوز والقدرة في صناعة الخبر والاكتفاء بنقله للوصول للقول إن ذلك لا يحقق (الأهداف العامة للمجتمعات)، إلا أنها قالت أكثر من المتوقع. وبالرغم من التأكيدات المتواصلة على أن وسائل الاتصال والإعلام عملية تكاملية وليست تنافسية، وأن التغيير في مستقبل النشر الصحفي حاصل لا محالة، إلا أن قيادة ذلك التكامل - في الصحافة الورقية - تبقى رهين الكفاءات البشرية العاملة في وسائل الإعلام، التي وصفت في المؤتمر نفسه - أي الورقية - بأنها تعاني أزمة بشرية وتطويرية وليست اقتصادية.. وبينما لا يخلص المؤتمر إلى وضع أو تقنين (كيفية معينة) ينصح بها إلا أنه بذلك يضع الثقة والمسؤولية بين أيدي صنّاع الإعلام، وإن لم ينزع في الحقيقة تلك المخاوف من سيطرة الإلكتروني ونسب ابتعاد القارئ عن الإعلام الورقي الذي حاول مسك العصا من المنتصف بالنسخ الإلكترونية والمواقع التفاعلية.
