Culture Magazine Thursday  30/04/2009 G Issue 281
أقواس
الخميس 5 ,جمادى الاولى 1430   العدد  281
« المجلة الثقافية » وزعت في اليونسكو
غازي القصيبي: نصٌ واحد لألف مستمع

 

كان مساء السابع من إبريل مساءً استثنائياً بحق، ومسوغات الاستثناء ليست في شخصية الأمسية الجذابة، ولا في مقر الأمسية الفاخر، ولا في عدد الحضور المذهل، ولا في نوعية وتعددية الحضور المفرح، بل هو في كل ذلك. تجلى الشاعر القصيبي تلك الليلة.. وكان يجب عليه أن يتجلى، وعلى كل شاعر، في مثل هذه الأجواء المفروشة للنجاح والتميز، هذه هي المرة الأولى لشاعر سعودي يعتلي منصة اليونسكو، وهي ليست المرة الثانية والعشرين لشاعر عربي، بل المرة الثانية فقط لشاعر عربي أن يعتلي منصة الإلقاء في اليونسكو طوال ستين عاما، عمر المنظمة منذ إنشائها عام 1945م.

أن تكون ثاني شاعر عربي في اليونسكو فهذا يعني.. الكثير للمملكة العربية السعودية، وأكثر لغازي القصيبي، فبعد سنين طويلة من الغياب السعودي عن بيت الثقافة العالمي، سوى من سداد قسط الميزانية بانتظام! تحضر السعودية فجأة وبهذه القوة وهذا الوهج الذي أحاط بأمسية السابع من إبريل. وهج لم يكن ليكتمل لولا اكتظاظ قاعة الاحتفالات الكبرى في المنظمة بقرابة 1000 من الحضور العربي والغربي، من النساء والرجال، من الذين يفهمون العربية واشتاقوا إليها من جالية العرب في فرنسا، ومن الذين لا يفهمون العربية من الأجانب الذين نالوا نصيبهم من المتعة عبر قراءة النص المترجم على الشاشة المعلقة مع الاستماع إلى الموسيقى الشعرية من صوت الشاعر الذي كان شاعراً وممثلاً تلك الليلة، عبر مسرحة النص الذي قسمته موسيقى العود الشرقية والأضواء المتنوعة الألوان إلى ثلاثة فصول، يتنقل فيها الشاعر غازي مع بطل قصيدته المطولة الشاعر العربي القديم سحيم عبد بني الحسحاس، من الغزل إلى الحنين إلى الأنفة إلى المأساة. مما جعل الجمهور الغفير ينسى هل جاء ليستمع إلى شعر أم ليشاهد مسرحية، وقد ظفر بالاثنتين معاً: شعر في مسرحية أو مسرحية شعرية.

سفير المملكة العربية السعودية لدى اليونسكو د. زياد الدريس هو الآخر لم يبتعد عن الطقوس الشعرية لتلك الليلة؛ فكانت كلمته في مفتتح الأمسية شبه قصيدة بعباراتها الشعرية الوصفية لفنون وجنون غازي القصيبي.

الكل قد أحس بتحرك الوجود السعودي في اليونسكو خلال السنوات الأخيرة وبالذات مبادرة إنشاء برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية في المنظمة، ثم دخول المملكة لائحة التراث العالمي من خلال تسجيل مدائن صالح وكذلك الفوز بمقعد في انتخابات المجلس التنفيذي وغيرها من الإنجازات، لكن تظل أمسية السابع من إبريل ذات طعم إبداعي ثقافي مختلف.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة