Culture Magazine Thursday  30/04/2009 G Issue 281
أقواس
الخميس 5 ,جمادى الاولى 1430   العدد  281
الزامل في ليلته مع القراءة:
في مجلس الشورى (لا أقرأ)

 

الثقافية - خلود العيدان

ما بين انبهار بثقافته وابتسامات تصاحب خفة ظله، وبفتنة أعظم رسائل الوداع في التاريخ، أنصت حضور مكتبة الملك عبد العزيز العامة ضمن فعاليات المشروع الوطني الثقافي لتجديد الصلة بالكتاب للأستاذ نجيب الزامل قارئاً متأملاً لمقطوعة حزينة (بالإنجليزية)، عاش معها الحضور لحظات (فيرجينيا وولف) قبل إقدامها على الانتحار في أعماق النهر، وشهدوا أحداثاً في قلب قصتها وملامح من حياتها.

إلا أن فيرجينيا لم تكن الأنثى الوحيدة التي أشار إليها في تجربته مع القراءة، بل كان لحضور (هيرا) الإله في الميثولوجيا الإغريقية نقلة من الواقعية للأسطورة في حديثه عن سر وجودها، وأتت الأنثى أيضاً في حديثه عن شغب بداياته وكتاب هوليودي بغلاف لمارلين مونرو، مركزاً في التطرق له على فن العنوان المبهر ومعلقاً على ضعف هذا الفن في العالم العربي.

(جئت لأتحدث عن كتب لا تعرفونها، ومن لا يعرف القرآن!)، كانت هذه إجابته عن تساؤل من الحضور لما لم يتطرق للقرآن الكريم والكتب الدينية في حديثه؟ رغم أن (تفسير الطبري) أخذ جزءاً كبيراً من عرض الأستاذ الزامل، والحديث عن الإسلام كان أكثر المشاهد التي وصفها مفصلة في قلب رواية (شانترام) لجريجوري روبرتس التي قرأها خمس مرات وترافقه كثيراً كما أسرّ لحضوره. وكما كان للكتب التي أسرته نصيب فإن للكتب التي لم تعجبه نصيب أيضاً من حديثه أمثال (آيات شيطانية) لسلمان رشدي و(وليمة أعشاب البحر) لحيدر حيدر، ليؤكد من خلاله بأنه (لو لم يقرأها ما عرف سوءها).

(هل يصح أن أتكلم عن كتاب لا أذكر عنوانه) هذا ما قاله الزامل مؤكداً أنه بحث عنه طويلاً ولم يجده، إلا أن ذاكرته احتفظت بمضمونه الجميل عن جاليليو الفلكي الإيطالي وابنته ماريا التي كانت روايتها لقصصها الحالمة لوالدها ومستقبل الإيمان به طاقة صبر ضعفت بموتها.

وفي بحث أحد الحضور عن سره في إيجاد وقت للقراءة رغم مشاغله، ذكر ببساطة تناقض تاريخ طقوس الكتّاب بأنه يقرأ في كل مكان، فالكتب معه في السيارة وفي البيت، مستدركاً بخفة ظله المعهودة (إلا في مجلس الشورى)! وخفة الظل صاحبت قراءته لتجربته في أجزاء عديدة من تلك الليلة أحدها انتقاؤه بعض مما جاء في كتاب (1001 الأكثر إضحاكاً) لستيفن برايس.

وبوجود الشيخ عبد الله المطلق والدكتور عبد الله الربيعة ضمن الحضور في تلك الليلة، تحدث الزامل عن كتب دارون ونظريته المدهشة للبعض والساذجة برأي البعض الآخر - على حد تعبيره - مسترسلاً في وصفها بالنظرية التي استقبلتها العامة.كما لم يمنح الزامل حضوره عناوين وإجابات فحسب، بل كان لإثارة التساؤلات نصيب أيضاً بسؤاله: هل المستشرقون ضرر أم نفع؟ متلازماً مع حديثه عن كتاب (تفسيرالطبري) الذي اختفى ولم يظهر إلا في العام 1990م بجهد مستشرقين.

ويأتي جنون مبيعات (هاري بوتر) وجمهور عظيم يتصدره الأطفال من الجيل الرقمي، كإجابة له ومحاولة قراءة فنجان لمستقبل مستقر للكتاب الورقي وإثبات لحقيقة بقائه. وفي جانب آخر من الحديث أكد إغراء عبارات الكتب الأكثر مبيعاً في إجابة لسؤال أحد الحضور مستشهداً بستيفن هوكنج و(الثقوب السوداء) مؤكداً على روعة الكتب العلمية التي تصل للعامة.

ورسم للحضور خط فصول روايته (صندوق الهند) التي لم ينتهِ من كتابتها بعد، بل شاركهم بعض مشاهدها وحتى ختامها.الزامل في ليلته لم يستعرض كتباً فقط، لم يمجد غزارة ثقافته ولم يهاجم جيلاً لا يقرأ كما يحبون تسميته. بل روى تجربته مثرياً ومحفزاً ومشجعاً لحضور كتبَ رؤوس أقلامه بسرعة شديدة محاولاً تتبع غزارة معلوماته وكثرة قراءاته، ومتسائلاً عن ترجمة ما يقرأ وما قرأ، كان في جعبته الكثير مما أخفق الوقت في منح متابعيه إياه إلا أن (ذكاءه) في الإجابة عن التساؤلات والتعليق على المداخلات جعله يضمن بقية الكتب التي أعدها في قائمته مسبقاً في إجاباته!


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة