Culture Magazine Thursday  30/04/2009 G Issue 281
فضاءات
الخميس 5 ,جمادى الاولى 1430   العدد  281
لديك أنا (أميرة)
أميرة القحطاني

 

قالت صديقتي بأسى:

عندما تمر بأزمة صحية وتقف على حافة التحاليل تنتظر النتائج التي قد تفتح لك باب النجاة أو قد تقذف بك إلى مجاهل المرض.. هناك في تلك المنطقة تعرف من هو صديقك ومن هو صديق المسرات الذي يقطف من وقتك دمت مورقاً..

(أبعد الله عنكم المرض جميعاً وجنبكم الجلوس أمام طبيب متجهم لا يبعث وجهه خيراً)..

أتعلمين يا أميرة؟

كل إنسان بحاجة إلى هذا الاختبار، قد تقولين إنه اختبار صعب، قد يكون كذلك.. اتفق معك.. لكنه ضروري، اسأليني أنا الفتاة التي لا هم لها سوى الجمال والبحث عن الجمال، أنا التي أتذمر من بعض الوزن الزائد أو من سمرة أو خشونة قد تعتري يدي الناعمتين، أغضب عندما ينكسر لي أظفر مطلي حسب الموضة أو تسقط من رأسي بعض الشعيرات، أغضب عندما أذهب لشراء هاتف أو حذاء أو حقيبة أو قلم روج أو أي شيء تافه أسعى له دائماً ويكون قد نفد!

(الحياة حلوة) هكذا يراها من يملك الصحة والمال..

توقفت صديقتي هنا للحظة مدت بصرها بعيداً أبعد مما أرى أنا ثم أكملت:

كل شيء في هذه الحياة يصبح صغيراً.. هل سبق لك أن رأيت الذرة؟

أجبتها: لا

كل شيء في ناظري أصبح أصغر من الذرة وأتفهه من أن يشغل بالي خصوصاً المال، وحده الإنسان يحظى باهتمامي هذه الأيام.

سألتها أي إنسان تقصد؟

قالت: الإنسان الذي كنت أعتقد أنه حولي وإنني احتاجه..

لم تكن هذه الإجابة شافية أردت منها أكثر سألتها مرة أخرى ماذا تقصد.

قالت: يكون حولك بشر (أصدقاء أحباب معارف زملاء عمل.. إلخ) هؤلاء البشر يحدثون ضجة في محيطك يعتاد عليها سمعك، منهم من يكون قريباً جداً يلامس روحك كالأصدقاء والأحباب الذين تتصورين أنهم سيكونون لك بمثابة الدعامة في حال مالت بك الدنيا أو دفعت بك إلى هوة مظلمة.. لكن.

- لكن ؟!

لكنها (الحياة) مليئة بالمفاجآت غير السارة تلك المفاجآت التي قد تلطم وجهك بجحود الأصدقاء أو تصفع ثقتك باختفاء الأحباب لحظة الحاجة لهم..

قاطعتها حين وجدتها تضحك: أتضحكين؟!

- نعم فشرّ البلية من ما يضحك.. أنا أسخر من طريقة تفكيري عندما كنت بصحة جيدة تلك الطريقة التي كانت تلتقط لي صوراً زاهية وترسم لي أقواساً من قزح.. تنثر لي الياسمين أبيض والجوري أحمر..

كانت روحي ترقص مرحاً، كانت حلوة وترى كل من حولها حلواً، لا شيء يعكر صفوها وحين توقف الرقص انفضّ السامر واختفى الأصدقاء.. تلاشى الأحباب.. توقف تفكيري عن التقاط المرح، أصبحت وحيدة مع الهواجس.. لا أحد سوى المرض!

- لديك عائلتك.

- هم الدعامة الحقيقية أعلم ذلك وهذا ما يجعلني صامدة قوية.

- ولديك من الأصدقاء أنا (أميرة).

- الحمد لله أنك ما زلت هنا.. لا أحد يعلم قد تغادرين ذات يوم.

- صحيح قد أغادر.. ففي هذا الزمن الرديء كل شيء جائز!

* * *

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7904» ثم أرسلها إلى الكود 82244

دبي amerahj@yahoo.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة