Culture Magazine Thursday  30/04/2009 G Issue 281
فضاءات
الخميس 5 ,جمادى الاولى 1430   العدد  281
كلمات
هي مطلب الجميع!!
محمد بن أحمد الشدي

 

صورة إنسانية تتكرر في كل زمان ومكان ألا وهي البحث عن السعادة: ما أكثر الذين يبحثون عن السعادة في هذه الحياة ولكن ما أقل الذين يجدونها!

لقد اختلف الناس في فهم معنى السعادة فمنهم من ظنها في المال فسعى وراء المال سعيا دائبا لا يعرف الكلل أو الملل!

ومنهم من ظن أن السعادة هي كثرة الأولاد فتزوج أكثر من زوجة وأنجب البنين والبنات!

ومنهم من يرى السعادة في المنصب الرفيع والشهرة الواسعة فضاعف من جهوده لبلوغ المناصب الرفيعة لينال الشهرة التي تجلب له السعادة كما يريد ولكن واحدا من هؤلاء لم يجد تلك الأمنية العزيزة ولم يكتشف كنه السعادة وحقيقتها حتى ظن الناس أن السعادة لفظ بلا معنى وشيء بلا وجود. كثير من الناس رزقهم الله وبسط لهم يد الخير وحين تسألهم عن السعادة يهزون رؤوسهم نصرا عليها وغيرهم رزقوا بالبنين، وآخرون وصلوا إلى أعلى المناصب والدرجات وظل ينقصهم شيء واحد هو السعادة فما هي هذه السعادة الحلم التي لا يعرفها إلا قليل من الناس!

طرحت هذا السؤال على شيخ مجرب ذاق طعم السعادة الحقيقية وعرفها حق المعرفة قال الشيخ: السعادة ليست وافر الثروة ولا الفوز بالمناصب الرفيعة ولكنها بالقناعة والرضا!

فالغني يعمل غاية جهده لتنمية ماله وزيادته فلم يعد يقع بشيء ومن أجل ذلك يسهر ويتعب ويرهق نفسه في التفكير المتواصل ولا يجد وقتا لراحة النفس والقلب وهكذا قد يكون المال سببا في متاعبه وشقائه بدلا من أن يسعد به ويشعر بالاطمئنان.

ومثله ذوو الأولاد الكثر وذوو المناصب الرفيعة هذا يشقى لتحصيل قوتهم وكسوتهم ويلاقي المتاعب في تعليمهم وتربيتهم التربية الصحيحة الصالحة وذلك يطمع في الوصول إلى رتب أعلى مما هو فيه ويظل في قلق دائم لا يهدأ له بال ولا يستقر له حال.

فالقناعة والرضا هما السعادة الحقيقية التي عرفها جيلنا وما قبله من أجيال وعزت على جيل اليوم الذين أكلهم الوقت وأرهقتهم المشاغل ولهثوا وراء الحياة بلا قناعة ولا رضا.

وذهلت من كلام الشيخ وبدأت أجل هؤلاء الكبار السن الذين يقولون إنهم عاشوا سعداء رغم الفاقة ورغم المصاعب والمشاق في عصر لم يكن فيه من منجزات الحضارة إلا القليل واقتنعت بأن على الإنسان أن يسعى ولكن لابد له من القناعة والرضا حتى يعرف معنى السعادة!!

* * *

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتب«5064» ثم أرسلها إلى الكود 82244

الرياض

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة