Culture Magazine Thursday  31/12/2009 G Issue 292
أقواس
الخميس 14 ,محرم 1431   العدد  292
أدبي الرياض ينشر الحب.. ويثري الحوار

 

في اللقاء الأخير الذي أقامه منبر الحوار في نادي الرياض الأدبي ظهر خلف الضيف ومدير الحوار لوحة كبيرة كتب عليها عبارة (حب) بخط كبير، وأسفل منها كانت هناك عبارة (ضيوفه الكرام)؛ فكان هناك همس بين بعض الحضور حول هذه العبارة، وأن النادي يعمل على نشر الحب بين رواده. وحقيقة العبارة كانت (يرحب)؛ فالذي حصل هو أن حرفي الياء والراء اختفيا خلف البوستر الذي يشير إلى محاضرة الليلة، ليس هذا حقيقة موضوعنا، لكن هناك علاقة بينهما، وهو أن النادي بما يقيمه من فعاليات يؤكد حب جمهوره، وبالذات عبر منبر الحوار، الذي يقدم الكثير من المحاضرات والندوات الجادة التي تناقش الكثير من القضايا الإشكالية والحيوية في حياتنا اليومية، التي ربما لا تتمكن كثير من الجهات الرسمية وغير الرسمية من الحديث عنها أو التصريح بها. إن آخر استضافة - على سبيل المثال - للمنبر كانت مع الكاتب الأستاذ نجيب الزامل الذي تناول موضوعاً غاية في الأهمية، هو (الشباب وثقافة الشك). إن طرح مثل هذه الموضوعات هو من الأمور التي ينبغي أن ننشغل بها؛ فالسكوت عن مثل هذه القضايا الكبيرة في الحياة الفكرية للشباب يؤدي إلى استفحال الأمر، ويجعلهم يصبحون كريشة في مهب الريح؛ فالكشف والصراحة والوضوح في مثل هذه القضايا الأيديولوجية بالغة الأهمية، خاصة أنها ترتبط بالإيمان واليقين والاعتقاد، ترتبط بالدين، والقيم والمبادئ التي بدأ كثير منها ينهار في وقتنا الحالي مع التحولات الكثيرة التي نعيشها على المستويين الفكري والثقافي، وعلى مستوى مصادر الحصول على المعلومات التي أصبحت متعددة وكثيرة، ولم نعد نعيش داخل قمقم في معزل عن العالم، بل إن الانفتاح الكبير على تعدد وتنوع الثقافات جعل كثيراً من القيم والمبادئ تنهار لدى شبابنا وشاباتنا، وجعلهم غير قادرين على فَهْم المعادلة التي تربط بين النظرية والتطبيق، وهم لا يجدون تأثيراً لتلك النظرية على السلوك الحقيقي الذي يعيشه كثير من المنظرين، على المستوى الفكري أو الديني في بعض الأوقات، وأصبحت حقوق الإنسان التي تدعو إليها القيادة الرشيدة وجعلت لها جمعيات متخصصة لمتابعة تطبيقها وهي الموجودة في ديننا الإسلامي العظيم - قد يحصل عليها فئة من أبناء المجتمع وقد لا يحصل عليها آخرون، وتظل المرأة على سبيل المثال هي الأكثر عرضة للقمع والظلم وانتهاك حقوقها في أشكال وصور كثيرة؛ ولهذا كان حديث الضيف الزامل في النادي مخيفاً عندما أكد من خلال دراسة أجراها أن نسبة الشك لدى البنات في مجتمعنا تزيد على الشباب؛ حيث تصل إلى 75%، وهي نسبة كبيرة ومخيفة للغاية. ونحن نؤكد في هذا الصدد حاجتنا إلى إيصال الرسالة بأهمية تناول مثل هذه الموضوعات وطرحها بكل جرأة؛ حتى يمكن مناقشتها، والعمل على علاجها قبل أن تتفاعل وتكبر فلا يمكن السيطرة عليها. نحن بحاجة إلى نسبة أكبر من تلمس احتياجات شبابنا وشاباتنا، إلى الاقتراب منهم ومحاولة فهمهم بشكل أكبر، إلى تلمس احتياجاتهم العاطفية والفكرية والإنسانية بشكل عام، هذا الأمر منوط بالدرجة الأولى بالأسرة التي تحمل عاتق هذه المسؤولية، وعلينا كجهات مسؤولة أن نعمل على تحقيق أكبر قدر من حاجات هؤلاء الشباب؛ فهم النواة الأساسية لمستقبل أفضل لبلادنا الذي لن يبنيه سواهم.

عوداً إلى ما يقدمه منبر الحوار بنادي الرياض الأدبي والرسالة المهمة التي يحققها من خلال مشرفه الكاتب محمد الهويمل، أود توضيح أن ما يقدمه من قضايا تستحق النقاش والحوار وتلامس هموم الشباب والأجيال الجديدة؛ ولهذا نجد أن عدد حضوره يفوق أعداد أي فعالية في أي ناد أدبي محلياً، وقد ناقش منبر الحوار كثيراً من القضايا المؤرقة، من أبرزها المرأة والصحوة، أسرار العيادة النفسية، دراسة التحولات الاجتماعية من خلال العيادة النفسية، رسائل الجوال والحس الإبداعي عبرها.. وأقام حواراً بين اللبراليين والمحافظين، وغيرها من القضايا الكثيرة التي طرحت.

خالد الخضري Kald_2345@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة