Culture Magazine Thursday  31/12/2009 G Issue 292
تشكيل
الخميس 14 ,محرم 1431   العدد  292
الحرف غيمة
مرحبا
د. مها السنان

 

مرحباً بالعام الجديد ومرحباً بعودة الثقافية ومرحباً بهذا النشاط الثقافي الفني بكل ما يحمل من آمال وأحلام وتطلعات، بعضها بدأ يتحقق وربما نرى شيئاً منها قريباً، بينما البعض الآخر لن يراه سوى أحفادنا وغالباً سيذهب جزء منها إلى مقبرة المشاريع....

ولكن لن يحبطنا ذلك، سنظل نأمل ونتطلع، ونكافح بل نحارب حتى يأتي اليوم الذي يكون للفنون البصرية مكانة مناسبة في ثقافة ذلك العربي الذي لم يستسغ سوى القصيدة كمخرج إبداعي لغوي يصنف في خانة الفنون.

نحن أبناء الصحراء، الذين حاربنا الفنون البصرية لفترة غير قصيرة، وتركنا الفن الإسلامي ينمو خارج الجزيرة العربية التي نشأ فيها ذلك المعتقد، نحن الذين كنا نمارس الرسم التصويري والنحت منذ آلاف السنين، سنعود إليه وسنجعله جزءاً من ثقافتنا البصرية، لأن ما منعنا عنه سابقاً انتفى، كنا جماعة صحراوية معزولة عن الثقافات الأخرى نعيش في فقر وحاجة تجعل الفنون التي هي رمز للحضارات ودليل على الثراء بعيدة عن آمالنا التي لا تتجاوز سد الجوع في النهار بالعمل مع إشغال فضاء الليل بالقصيدة والقصة والأسطورة (والسبحونة)، ولم يكن حينها للوحة مكان....

الفنون البصرية اليوم أصبحت حاجة، أصبحت متنفساً، وبالتأكيد ثقافة، بدأ يعيها الجيل الجديد الذي يستخدم عدسة التصوير الملحقة في الهاتف الجوال ليصور كل ما حوله، ثم يعرض الصورة في منتدى منتظراً رأي الآخرين وكلمة (حلوة)، في سؤال الأب أو الأم الشابة التي ترى ابنها أو ابنتها تمارس الرسم وتشجعها، وتتمنى أن تصبح في يوم من الأيام فنانة تشكيلية!!، بدأ يعيها صاحب العمل الذي يبحث عن المصممين الذين يبهرونه بالشعار أو الإعلان الذي يجذب الجمهور، بدأ يعيه ذلك الذي يحلم بالمنزل الجديد في سعيه لمهندس معماري ومصمم داخلي يجعل (بيت العمر) مميزاً ومختلفاً، بدأت تعيه تلك الفتاة المقبلة على الزواج وبدل أن يكون محور اهتمامها حياتها الجديدة، ينصب تفكيرها في المقارنة بين مصممات الأزياء باحثة في إنتاجهن عن أفضل تصميم لفستان الزفاف!.

الفن في أحلامنا جميعاً، وسيغيرنا جميعاً، سيهذبنا الفن ويسمو بنا، سنترك العنف والتطرف، لأن الفن يغذي الجمال، ويريح الذات، فهو متنفس للضغوط وفوق ذلك كله ألا يكفينا قوله تعالى:

(قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ) الآية 32 سورة الأعراف.

الرياض msenan@yahoo.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة