Culture Magazine Thursday  20/05/2010 G Issue 311
أوراق
الخميس 6 ,جمادى الآخر 1431   العدد  311
 
يَا طُفُولتي العَذبة...!!

في طفولتي كنت أرى الأشياء نائية ومدهشة، وكنت أطرح مئات الأسئلة الحائرة بلا توقف..!!

وأظل أستجدي إجابات شافية لتقنع عقلي الصغير المتطلع إلى الحقيقة دائما...كانت أسئلتي تبدو تافهة ومملة لمن حولي..وفي الحقيقة لم تكن أسئلتي تافهة ولم تكن مملة..كنت لا أنخدع بالإجابات السطحية متعمقة في الأشياء من حولي ببراءة وبلا رياء محاولة استحضار الإجابات بدهشة طفولية تجتاز من خلالها كل ماهو شائك ويخدش الكبرياء الزائف في عالم الكبار. لم تخدعني حكاية سندريلا وفستانها، وعصا الساحرة الذي يحولها من خادمة ممزقة الثياب إلى فتاة جميلة ترتدي فستاناً رائعاً وحذاءً أنيقاً، وتستقل عربة فخمة، كنت أتساءل ما معنى ساحرة..وماهي ماهية هذه العصا العجيبة..؟؟

كان عقلي بريئاً وواقعياً، لذلك لم تستهويني قصة سندريلا في طفولتي..!! فلقد تعودت على تمزيق الأشياء المألوفة لدى الكبار، لأحرّك بحيراتهم الراكدة..أدفعهم للتفكير معي، متطلّعة إلى حل وجواب ونهاية، فالأفكار تحاصرني بلغة قاسية متسائلة من نحن ومن نكون؟ فتتسارع الأسئلة كبحر له هدير يضج في البحار ويتودد للسواحل وبتفكيري الثائر وملامحي الضاجة بالحيوية سكبت حبر أسئلتي لتأويلها، نحن تاريخ جميل من البسمات والدموع والآمال والآلام المنسّلة كضوء الشمس عند الشروق. نحن حاضر من الأنفاس المتقطعة، ومستقبل من سلسلة تحديات تطرق أبواب المستحيل. نحن أرقام وحروف وأوراق متطايرة في كل اتجاه مع أول رشة من مبشور الهواء. إن أفكارنا المتتالية وبحثنا عن ذواتنا بين غابات الاستيعاب يدفعننا للعيش وسط الجموع، نستوعب الآخرين بدقة شديدة، ولكننا لانستوعب أنفسنا بوعي عميق، والآن بعد أن كبرت أصبحت أحن إلى طفولتي القلقة والمشغولة بالبحث والاكتشاف..لأنها كانت تهتك أستار حقائق كثيرة أصبحت مألوفة لدى الكبار...!!

تقول زينب: الطفولة هي الصندوق الذي نستودع به مشاعرنا تجاه الحياة من حب وخوف وقلق وتهديد.

زينب إبراهيم الخضيري- الرياض
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة