Culture Magazine Thursday  20/05/2010 G Issue 311
فضاءات
الخميس 6 ,جمادى الآخر 1431   العدد  311
 
قرنفل طبعة ثانية!
رجاء الصانع والبنات والوعاظ
جارالله الحميد

إنّ نبْرةَ (الوعظ) الثقافي، ليست سوى مواكبة في (اللاوعي) لنبرة الوعظ العام. الديني والاجتماعي والإعلامي والسياسي ولكنّ الوعظ العام لا يخجل من إعلان نفسه (هاديا) للجموع من أجل (الصالح العام). وتبرز نبرة الوعظ الثقافي في طروحات بعض النقاد الأكاديميين والنقاد المثقفين وبعض حاضري دروسهم من فئة الكتاب الذين استسهلوا كتابة (الشعر) و(الرواية) وحوّلوا الوسط الثقافي إلى مكنة لصناعة البدائل (صناعة تحويلية) وهم معروفون لدى القراء بحيث يصبح القارىء حائرا: أيكون هذا هو الحقيقة في عملية الإبداع؟ أي أن السؤال عن قيمة الفن يستمد عناصره من عملية النقد القائم بكل مثله ورؤاه وكلاسيكياته ومرجعياته. فمثلا منذ صدور رواية (رجاء الصانع) ذات العنوان المثير للطفيليين (بنات الرياض) والجميع يرى على الأقل في حضور ثقافي أن الرواية المذكورة تجارية وغرائزية وكاتبتها باحثة عن الشهرة والزعامة، ويزيد هذا الانطباع المستنسخ كون الرواية جميلة وأنها الآن لا تقيم في الوطن.

والحقيقة أن رواية (بنات الرياض) هي رواية جميلة وتفتح آفاقا للأسئلة وتلك وظيفة الإبداع. أن يبث العمل الفني رسالة إنسانية فهذا شيء معروف والحوار حول هذا يصح. لأن البعض يرى أن الفن ليس مطلوبا منه أن يقوم بزرع قيمٍ ما. فقيمته في ذاته ويبرهن على ذلك الفن التشكيلي، إذْ إنه لا ينطق، لايحاورك بنفس لغتك وإنما بلغة مختلفة تماما، بالدلالات والرموز والحمولات. وحين أبادر إلى القول بأن (بنات الرياض) رواية جميلة فإنني أعني ما أقول بالمقاييس الفنية وبالرأي الصارخ بين سطورها. وهذا يذكرنا بأن المبدع يرى (رؤى)!، وليس ناقلا للأخبار، أو: سـاردا، كما يسمي بعض إخوتنا الخطاب القصصي بـالسرد!، وإن المبدع هو إنسان يستطيع أن يوظف وعيه، لا أن يصبح كالقائل:

وماأنا إلا من غُزّيّة إن غزَتْ

غزَوْتُ وإن تَرْشدْ غُزَيـّة أرشــد

فتلك مسألة تشـبه القبول العام بالواقع أيا كان ودون التساؤل ونعرف أن السؤال هو الأهم. لأن الإجابات المحتملة كثيرة ومفتوحة. إنه من الخطأ التعامل مع (رجاء الصانع) على أنها تتاجر بعملها هذا فهي مواطنة تعرف أن هنالك مجتمعا يسيء إلى وطنه بعملية تطهيره المستمرة للناس الملائكيين فيه وحتى وهو يعرف أن الله خلق الملائكة لوحـدهم!

تحية متأخرة إلى المبدعة رجاء الصانع، تحية جميلة!

حائل
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة