Culture Magazine Thursday  21/10/2010 G Issue 320
أفق
الخميس 13 ,ذو القعدة 1431   العدد  320
 
نص
إزهار مؤقت ..
عبد العزيز الجبره

خلود الجمال أو صرخة نداء عاجلة، لا فرق فكل دلالات العنوان تستجدي غائباً ركب الهجر في قرار مستبد لم ألمس وأنا أتجول في سبحات عقل الشاعر من خلال النص ما يوحي أن هناك مبرراً لارتكاب مثل هذا الجرم العاطفي المتجني، وحقيقة لم أكن هنا لأقدم نقداً فنياً أو قراءة أدبية موضوعية أو علمية للنص، فلست متخصصا في هذا الشأن، ولا أملك الحس الفني النافذ لبيان الجمال ونقيضه، والغث وسمينه، ومكاسر الحديث الآسرة في قامة نص أجد مآقي تجف منه وتبتل كلما أخذت بيتاً منه أو شطراً مع أنني مقل إلى حدٍ بعيد في قراءة هذا النوع من الأدب، وأجدني غير متذوّق جيد للشعر النبطي مع ما يمتلكه من حكمة وما يفيض به من فنون جميلة تطرق موضوعات شتى تلامس هموم الغالب من نسيج المجتمع العربي.

لكن ما استوقفني هنا، هي النبرة الحزينة الموغلة في الألم، والأنفاس الحارة الباكية وهي مشهد من آلاف المشاهد بل ملايين المشاهد الموجعة الناتجة عن ما يسمى (الهجر أو الفراق) المفاجئ دون مبرر في الغالب أو أن الخطيئة قد لا تعادل مأساة الرحيل في صمت أو قرار الابتعاد وإنهاء العلاقة وجرّ الويلات على من نحبهم أو نوهمهم أننا كذلك، ونترك الويل والثبور لإخلاصهم في حبنا وعلاقتهم بنا، ونتلذذ بما نلمسه من معاناة سببناها لهم في قصيدة أو بيت من الشعر أو قصة على صفحة مجلة أو متصفح إنترنت.

العزف على ذكر اللحظات السعيدة والمواقف الماتعة الفائتة انحناء حد السجود، واستجداء حد التسوّل لا يليق بشخص يعتدّ بنفسه وقد يكون اعتباريا في محيطه، ويجعل من لحظة عابرة مأتماً ينتظره المتربصون لكل لحظة ضعف يمر بها الفتى أو تمر بها الفتاة ليجهزوا على ما بقي من عمر الحقيقة الشامخة في طهر وعفة المشاعر وصدق النوايا تجاه الآخر مدعي الحب، وأعتقد جازماً أن من يستطيع الرحيل متى شاء أن حبه رخيص وتقليدي لا يتجاوز «ترقوته»، ولا يستحق من طرفه الآخر أن يبقيه في الذاكرة ولو للمثال السيئ في الجفاء والصد أو الخيانة والغدر، من ينتظر عودة هذا النوع من العشّاق ليطفئ لهيب البعد كمن ينتظر سراب البيد ليطفئ هجير الظمأ وما هو بكائن لا هذا ولا ذاك .! كتبت لكم عن ذلك وأنا القائل:

قولي بربك كيف

كان رحيلنا

كيف انتهت قدسيّة اللحظاتِ ؟

كيف انتهى عهد المحبة وانقضى ؟

وتبدلت أفراحنا حسراتِ

/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة