Culture Magazine Thursday  21/10/2010 G Issue 320
فضاءات
الخميس 13 ,ذو القعدة 1431   العدد  320
 
هي حيلتي
فيصل أكرم

نزلاتُ بردٍ

أو سحابٌ

أو طلوعٌ للمطرْ

تلكَ انحناءاتُ المكابرِ

بين هزّاتِ الوترْ

والفراشاتُ المهذبةُ الحميمةُ

والمساءُ.. الشمعُ

والأشياءُ ترسلُ بعضها

للضوء.. غدراً

كاعتراض السكتةِ الملقاةِ في عمقِ الصَخَبْ

هو ذا البياضُ قد انسكَبْ

فالماءُ يندرُ أن يكونَ الماءَ..

تبعثه السماءُ،

وسوف تحفظه المصبّاتُ ارتحالاً

من فضاءٍ للقضاءِ

ومن قضاءٍ للقَدَرْ

ها أنتَ في رسْمٍ يميلُ لمنحَدَرْ

فالواقفونَ على يمينكَ يبحثون عن اليسارْ

والساهرونَ على منامكَ يذهبونَ مع النهارْ

والصامتونَ على كلامكَ يفقدونَ الاختيارْ

هلّ ثمَّ بعدَ الاختصار سوى اقتصارْ..؟!

يتقدّمُ الآنَ انتظارُكَ..

كالتطاول للوراء،

فهل وراء الانتظار سوى انتظارْ..؟!

كانَ الشتاءُ يجيءُ من فجواتِ نارٍ مسّها البردُ المنزّلُ في صحائفَ خالداتٍ يحتمي في حِضنها سيلٌ من الجمْرِ المجاور للحياةِ، إذا الحياةُ تهوّرتْ فتطوّرتْ أثوابُها في مفرداتٍ مثقلاتٍ بالأجنةِ والرفاتْ

والحياةُ هي الحياةْ

أشواطها بعضُ الشموسْ

وشموسها بعضُ اصطفاف الشُهبِ في فلكٍ يدورُ

وأنتَ في حَلكٍ تثورُ..!

رأتكَ عيناكَ اللتان رأتهما المرآةُ فاحمرَّ الإطارُ تميُّزاً:

- من كلَّمَكْ؟

- كانَ اجتماعٌ للكلام وكنتُ ضمنَ الحاضرينْ

- ومن الذي دلَّ المكانَ إلى مكانكَ..؟

- كنتُ وحدي،

كانَ لي

وقتي.. ولي

من كلّ أزمنةِ النعاسِ جفونها

أغفو كما يعلو بيَ الإغماءُ

أخطُرُ في هبوطِ الوعيِ

يسكنني التفافُ التيهِ في الحركاتِ

- تشبهُ بعضَها الحركاتُ..؟

- أعرفُ،

إنما.. هي حيلتي!

وهي التي، من كلّ أمكنة الشرودِ تشدّني

حتى التلاقي بي،

وبالنجماتِ شاخصةً على تعبي،

لأعرفني.. كما تتعرّفُ الصحراءُ بالريح المهاجرةِ المغرَّبةِ المشتتةِ الشقيّةِ، حين تأتيها بأمواج الرمالِ على الرمالِ، من الجنوبِ إلى الغروبِ إلى الشروقِ إلى الشمالِ؛ كأنما كان السؤالُ عن السؤالِ: ستشبهُ الحركاتُ بعضَكَ؟

- لستُ أعرفُ،

إنما.. هي حيلتي.!

ffnff69@hotmail.com الرياض
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة