Culture Magazine Thursday  24/06/2010 G Issue 316
الملف
الخميس 12 ,رجب 1431   العدد  316
 
حينما يكون الأستاذ أباً!
د. وفاء بنت إبراهيم السبيِّل

لا يختلف اثنان على الاعتراف بفضل الأستاذ على طلابه، فقد جاء فضله من مقامه العلمي الذي قال عنه خير البشرية - صلى الله عليه وسلم -: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهّل الله له به طريقاً إلى الجنة)، و(فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم). ولكن فضل الأستاذ يتجاوز ذلك إذا حباه الله إلى جانب علمه حسن الخلق ولين الجانب والرأفة والرحمة بمن يعلّمهم. إن مكانة هذا الأستاذ عند طلابه تصل إلى مقام الأب والوالد فيجتمع له حق المعلم وحق الأب.

ومقام أستاذنا الفاضل الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيِّع عند طلابه الذين نهلوا من علمه، ومن حظوا بشرف إشرافه على رسائلهم، مقام كبير، فهو أستاذ ومعلّم وأب. ولقد خصني الله بفضله عندما أشرف علي أستاذي الكريم د. الربيِّع في مرحلة الماجستير، بل إن له الفضل بعد الله في تسهيل تسجيل موضوع رسالتي التي كانت في موضوع ما زالت الأقسام العلمية في الجامعات تتوقف كثيراً قبل قبوله (أدب الأطفال). ولا غرو فهو يعد من أوائل المهتمين بموضوع أدب الأطفال سواء في بحوثه أو في المحاضرات واللقاءات التي تعقد حوله.

وكثيراً ما تنتهي العلاقة بين الأستاذ وطلابه بعد انقطاع أسباب تلك العلاقة، ونادراً ما يتذكر الأستاذ تلاميذه بعد ذلك. وعلى عكس ذلك كان الدكتور محمد الربيِّع وما زال يذكّرني بصفتي إحدى طالباته، ويُسند لي الأعمال في اللجان التي يشارك فيها، ويمنحني الثقة في تقويم البحوث العلمية وفحصها في الندوات والملتقيات العلمية، وليس ذلك لخصوصية لي ولكن هذا ديدنه مع طلابه كلهم.

إنني أكتب هذه المقالة القصيرة لأعبر عن امتناني الكبير وامتنان الكثيرين ممن عملوا مع الدكتور محمد الربيِّع أو تتلمذوا على يديه، وهو امتنان تعجز الكلمات أن تحيط به، ولكننا لا نملك إلا أن ندعو لأستاذ الجميع بموفور الصحة والعافية، وأن يمنحه الله طول العمر لينير لنا ساحتنا الثقافية.

/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة