Culture Magazine Thursday  24/06/2010 G Issue 316
تشكيل
الخميس 12 ,رجب 1431   العدد  316
 
من الحقيبة التشكيلية
عشق الفروسية ونقل حب عنترة وعبلة إلى الصين
كمال المعلم يصطاد في أعماق الوجدان ويستنهض إحساس المتلقي
إعداد: محمد المنيف

من الأمور التي يعتز بها كل منتمٍ للساحة التشكيلية كثافة أعداد التشكيليين والتشكيليات فيها، ويزيدهم اعتزازا وجود نخبة متميزة تفردت بأسلوبها وخبراتها وباحترافية تنقلها من مرحلة إلى أخرى في تجاربها لا تنفصل بقدر ما تشكل سلسلة مكتملة العناصر والتلاحم، هذه الميزات أو الصفات شكلت نجوما ناصعة تتلألأ في سماء الساحة لا تغيب ولكنها تتوارى أحيانا لتعود من جديد بالجديد.

والواقع أن ظاهرة التكاثر في الساحة، الغير مقنن أو المفتقد للضوابط أحدث نوعاً من الضبابية لدى لمتابع العادي وأحدث صعوبة اصطياد واختيار الأفضل من بين هذا الزخم، فقد أصبحت أعداد التشكيليين والتشكيليات أكثر من شعراء وشاعرات الساحة الشعبية وهذه الكثرة لها من السلبيات ما يغلب على الإيجابيات إذا لم تكن متجانسة وفاعلة وتسير نحو تطوير ذاتها، ومن الجميل أن تلك الكثرة وهذا الزخم لم يؤثر على عين القناص (التشكيلي) الحاذق والعارف بمجريات الواقع والمتابع لتحرك هذه الأعداد وتزايدها سنة بعد سنة قادر على فرز الأسماء والأعمال الجيدة من بين كل هذا التكدس والعبث الذي أصبح ظاهرة أثقلت كاهل الفن التشكيلي المحلي وقادر على أن يلتقط الذهب من بين أكوام رمل أنهار الإبداع، وقد حظيت الساحة بمؤرخين ونقاد قادرين على التوثيق والرصد، وانتقاء نجوم الساحة التشكيلية الذين نسعد أن نقدمهم عبر هذه الصفحة من كل أسبوع عودا إلى سيرتهم ومسيرتهم المشرفة في الفن وبما شهد لهم من نقاد الفن محلياً وعربياً وعالمياً.

وليكن نجمنا اليوم الفنان كمال المعلم اسم حفر في ذاكرة تاريخ الساحة التشكيلية السعودية والخليجية وانطلق إلى العالمية.

ولادة مبدع

-ولد الفنان كمال المعلم عام 1954م في مدينة سيهات بالمنطقة الشرقية - المملكة العربية السعودية.

-يحمل درجة البكالوريوس فنون جميلة بدرجة امتياز من أكاديمية الفنون الجميلة بفلورنسا - إيطاليا 1982.

-مساهم في الساحة التشكيلية وعضو في العديد من اللجان منها

- مستشار الخطوط والرسوم للموسوعة العربية العالمية بدعم وتشجيع من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله (الطبعة الأولى) - الرياض.

- عضو مؤسس للجمعية السعودية للفنون التشكيلية.

- عضو بنادي توسكانا للفروسية - فلورنسا 1981.

- مثل المملكة العربية السعودية في معرض الشباب الثالث بليبيا وفاز بالمركز الأول 1975.

-شارك في مختلف المعارض المحلية منذ انطلاقة هذا الفن. وشارك في المعارض الخارجية ممثلا للفن السعودي فيها وحاز على جوائز متقدمة فيها منها معرض كولافيرا العالمي وفاز بإحدى الجوائز 1981. معرض الخريف بفلورنسا (قادا) 1982. معرض بلاقو وفاز بالمركز الأول مع شهادة دبلوم شرف 1982 أشرف ونظم العديد من الدورات الفنية ونظم جميع المعارض والأنشطة الثقافية التي أقامها المكتب الرئيسي لرعاية الشباب بالمنطقة الشرقية. أقام معرضه الشخصي (فرسي) في كل من: على صالة مكتب رعاية الشباب بالدمام تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز 1995، وفي دولة الكويت بدعوة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تحت رعاية أمين عام المجلس 1996. وفي أمارة الشارقة بدعوة من إدارة الثقافة والإعلام الشارقة بمناسبة انعقاد مؤتمر المنظمة العالمية للخيول الأصلية (الواهو) تحت رعاية حاكم إمارة الشارقة 1996.. وفي مدينة جدة تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة جواهر بنت ماجد 1997. وفي مملكة البحرين بدعوة من وزارة الإعلام والثقافة تحت رعاية وزير الإعلام الأستاذ محمد إبراهيم المطوع 1998. قدم مداخلة عن معرضه الشخصي (فرسي) في المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس تونس 1995 ومشاركة 1997 وحصل على الميدالية الذهبية.

- حكم مسابقة تصميم مجسم شركة حديد (سابك) والذي نفذ بجانب جسر الملك فهد السعودية البحرين 2001.

- شارك في تصميم النصب التذكاري لمشروع غاز حرض العملاق تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله شركة أرامكو السعودية 2004.

-صمم الهدية التذكارية بمناسبة توقيع اتفاقيات التنقيب والإنتاج عن الغاز غير المصاحب في شمال الربع الخالي شركة أرامكو السعودية 2004. -شارك في بينالي القاهرة الدولي التاسع 2004.

- فاز بالجائزة الأولى للنحت في معرض الفن السعودي المعاصر الثامن عشر للفنون التشكيلية 2004.

- شارك في مشروع منحوتات قافلة الجمال الدولي بدبي 2004.

- شارك في ملتقى الفنون البصرية بدعوة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث بدولة قطر 2004.

- شارك في المعرض الثقافي الفني لدورة الألعاب الألومبية الثامنة والعشرون أثينا - اليونان 2004.

- شارك في معرض تواصل للتاريخ لستة فنانين درسوا في إيطاليا - عزيز ضياء - عثمان الخزيم - محمد الصقعبي - أحمد فلمبان - محمد الأعجم - تنظيم القنصلية العامة الإيطالية بجدة 2007.

- شارك في سمبوزيوم تشانغشون الدولي في دورتيه التاسعة والعاشرة للنحت بالصين ونفذ عملين الأول بعنوان (حرير الخيل) والثاني عنترة وعبلة.

حضور مشرف ووعي بالفكرة

لم تكن فكرة الحصان والتعبير به في عمل يقدم على (طبق صيني) إلى أعين العالم أمرا سهلا وهو بيت القصيد في موضوعنا عن الفنان كمال المعلم ففي مختلف بقاع الدنيا تماثيل ولوحات عن الحصان والفروسية، لكن الحصان والفرس هذه المرة وبأنامل مبدع من الجزيرة العربية أصل الفروسية وتاريخ أمجادها التي لا زال صداها يتردد في أرجائها من الماء إلى الماء ومن جبالها إلى نفودها يختلف ويتفرد ويتألق ويكسب الإعجاب ويضع له موقع قدم من بين إبداعات فنانين عالميين اشتهروا أو أشهروا فجاء فارسنا كمال لينطلق في ميدانهم وينافسهم بجداره.

قبل أن نشير إلى ما نعنيه بهذه الأسطر أو المقدمة المختصرة عن هذه القامة المبدعة نعود لأحد معارضه ونستخلص جزءا صغيرا في عدد كلماته كبيرا في مضمونه، أختصر ما يمكن أن يؤلف منه كتاب حيث كسر هذا الفنان روتين تقديم المعارض بالعبارات المعتادة ليكتب قصيدته:

فرسي

تجردي من السرج واللجام

فالأحرار ترفض الأكفان

والسباق لم يزل طويلاً

ولي همسة في إيقاع حوافرك.

هذه هي الأغنية التي كانت تقديم لمعرضه، لحنها علي أبو زيد، وألقاها علي مسيري وأداها كل من حسين قريش وسلمان زيمان. يقول الفنان كمال أيضا عن علاقته بالفروسية التي أصبحت قضيته وقدره :

كانت الطفولة هي الومضة الباهرة التي فتحت عيني على الحصان الذي حملني أبي يرحمه الله مرة على ظهره، فتحولت الرغبة إلى حقيقة ألمسها بأناملي الصغيرة وأنا أمررها بلطف وحنو على عنقه».

«لو تعاملتُ مع هذا الكيان -الحصان- رصداً ووضعاً من الخارج دون محاولة التوغل في أعماقه لخنته، وهي خيانة لذاتي وخذلان لمشاعري المتأججة».

لا أعتقد أنا سنوفي هذا المبدع حقه في حيز مثل هذا ولكنا نقدمه اعتزازا بعطائه ونفخر أن يكون مادة للصفحة يضيف لها وهجا ويضفي به ثقافة ووعيا للناشئة ولأصحاب التجارب المماثلة.

حضور أكسبه العالمية

كانت مشاركة كمال المعلم مرتين متواليتان في سمبوزيوم تشانغشون (شوانينق) الدولي في دورتيه التاسعة والعاشرة للنحت في الصين أهم وأبرز نشاطه وحضوره العالمي بعد أن حقق الحضور المحلي والعربي حيث تم اختياره من قبل لجنة التحكيم من ضمن خمسة عشر فناناً عالمياً اختيروا من بين قرابة الألف فنان تقدموا للمشاركة في هذا الملتقى وكان قد شارك في الدورة التاسعة بمجسم يمثل فرسا تلد فلوها.

وفي الدورة العاشرة قدم عملا بعنوان (عنتر وعبلة) أظهرهما على شاكلة فرسين الأول بلونه الأسود ممثلا ل(عنتر) والثاني بلونه الأبيض يمثل (عبلة) في حالة عناق، هذين العملين يعرضان حاليا بصفة دائمة في الحديقة الكبيرة لمدينة شوانينق مع وبجانب كل عمل قطعة من الجرانيت تحمل اسم العمل والفنان ودولته.

هذا هو مختصر ما استطعنا تقديمه عن الفنان النجم كمال المعلم الغني عن التعريف، فنان عشق الفروسية ونقل حب عنترة وعبلة إلى الصين زارعا في ذاكرتهم قصة وأسطورة لا تقل عن أساطيرهم تحمل في ثناياها الحب والشجاعة والوفاء ليقول للشعب الصين والعالمي: إن هذه السجية هي منطلق الحياة في بلادنا.

فنان يصطاد في أعماق الوجدان ويعود إلى شواطئه بالغنائم، مشاعر تدغدغ العقل وتثير العاطفة، يستنهض إحساس المتلقي ويستفز فيه الذائقة ويطرح التساؤل ويكسب الإعجاب لغته لا تحتاج لمترجم فقد أجاد التحدث بها وبلغ رسالته إلى العالم، ينتقي الفكرة ويوظف أدواته الفنية بضربة معلم واحترافية خبير.

monif@hotmail.com
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة