Culture Magazine Thursday  24/06/2010 G Issue 316
تشكيل
الخميس 12 ,رجب 1431   العدد  316
 
وميض
وسطاء رابحون من مشاركاتنا الخارجية..!!
عبدالرحمن السليمان

التوجه الذي شهدته الأعوام الأخيرة نحو الخارج هو تحرك مطلوب وإيجابي يشترك فيه مجموعة من الفنانين والفنانات من عدة مدن سعودية، تتحرك به مجموعة من المهتمين بالفن ورعاته، وأيضاً من يفكرون بشكل مستقبلي فيه وفيما يمكن أن يعود به عليهم من أرباح مالية ولا أقول معنوية لأن الرابح المعنوي هو الفنان.

التقيت بأحد الفنانين التشكيليين الذين يشاركون في مناسبة دولية وأخذ شهرة جيدة نسبياً وأصبح مطلوباً إلى حد ما من خلال نتائج مختلفة توصل إليها، الطلب على أعماله ليس فقط من الداخل بل ومن الخارج وهو هنا أصبح في حال تكرار العمل وفق الطلب ولكن من الذي يبيع ويجني القدر الأكبر من العائد المادي؟ بالتأكيد الجهة الراعية أو المسوقة أما الفنان فلا يدخل عليه إلا الجزء اليسير.

فنان آخر عرضت أعماله في أكثر من موقع وكان ضمن مجموعة تحركت أعمالها ولا أقول الفنان إلى عدة مناطق ودول وكانت أعماله ملفتة بفكرتها أو بالعمل الفني ذاته الذي يخرج فيه من اللوحة التقليدية إلى لوحة ولكن التي ينفذها أشخاص من زمن ماض بمعنى أنها أثر له سحره على كثير منا.

بمعنى أن هناك من أصبح يتلمس هذه النتاجات المحلية بشكل أو بآخر لكن العائد على الفنان ليس ذاك المتخيل أو المتصور فكثير من العوائد يذهب إلى الوسيط وهو وسيط يأخذ حقه أحياناً بمبالغة وبرضا الفنان نفسه فهو يقدمه ويسوق أعماله ويمنحه شيئاً من السمعة والشهرة هذه الشهرة تتأتى من ترغيب الزبون للشراء من خلال السيرة الفنية للفنان ومن خلال منح الأعمال أهمية من حيث جدة الفكرة واختلافها وحداثتها ومستقبلها وغير ذلك مما يمكن أن يقال. وهو قول جميل إذا خلى من المبالغة.

استعيد أن عدداً من المهتمين بالتحرك بأعمال الفنانين إلى الخارج يقومون بزيارات إلى الفنانين وهي زيارات غير محدودة ومعظمها غير معلوم لأن كثير منا يغطون على بعضهم خشية أمر ما ربما فيه شيء من تجاهل. وتلك الزيارات غالبا تقتصر على مدن بعينها مثل الرياض وجدة، وأتذكر منذ أعوام أن أحد الوسطاء وهو السيد ستيفن من بريطانيا زارنا في المنطقة الشرقية وأخذناه إلى عدد من فنانيها مثالهم كمال المعلم وزمان محمد جاسم وعبدالله الشيخ وربما غيرهم، إلا أن النتيجة النهائية كانت سلبية في حين هيأ السيد ستيفن أحد الفنانين نفسياً للمشاركة في معرض أقيم قبل أعوام في لندن وأحسبه حافة الصحراء.

أعتقد أن هذه المناسبات التي أخذت تتداخل وتظهر على السطح فيها جانب من الخفاء الذي يتوجه إلى أشخاص عن آخرين فالمستوى ليس هو القياس أقول ذلك بناء على بعض المعطيات الحاضرة كالمراجع الخاصة بتحرك هذه المجموعات، وأسمائها، ومع أن مثل هذه التحركات في كل أحوالها إيجابية إلا أن الوضوح فيها محدود، وقائم على بعض الجوانب التي ليس للحداثة الفنية كما يدعي البعض دخل فيها، فهاهو أحد المشاركين المعززين بآخر يقول بحداثة أعمال عرفت بحرفيتها الفنية أو صنعتها العالية، هذا لا لشيء إنما لتبرير القول الحداثي للمشاركة، أي مشاركة!.. وهذه المناسبات أو التحرك حرّض بعض الفنانين نحو أفكار حداثية حقيقية، فعبدالناصر غارم العمري وهو أحد أهم الفنانين الذين غامروا نحو الحداثة حقق من خلال أفكاره المتجددة نتائج إيجابية وأصيلة، نتائج مختلفة ومتنوعة وتحمل كل منها حالتها الخاصة، ليس عمله تحويله الأوحد، فهناك أكثر من طرح قدم عبدالناصر في لندن وألمانيا ودبي وغيرها من مراكز فنية تعي ما هو حديث، بل إن هذا الفنان اختير بواسطة قاعة ألمانية للعرض ضمن مجموعتها في دبي هذا العام ضمن ارت دبي 2010 وهنا فالنتيجة التي يطرحها هذا الفنان تحقق أهميتها وتجاوزها في محطات تقدمه وتقدم تجاربه.

لاشك أن آخرين يتجهون إلى المسلك التحديثي ذاته وأن بمتغير من حيث الاشتغال على الفكرة ما يحملها ما لا تحتمله لتصبح حالة مكرورة توحي بشيء من العجز، وهذا إشكال ربما تغاضى عنه بعض الوسطاء من أجل شيء ما، أما البقاء أو النتيجة فذاتها بجانب الربح طبعاً.

aalsoliman@hotmail.com الدمام
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة