Culture Magazine Thursday  25/02/2010 G Issue 299
أقواس
الخميس 11 ,ربيع الاول 1431   العدد  299
 
في مناقشة رائعة ماركيز
من المربع إلى ماكوندو في لمح البصر

الثقافية - خلود العيدان

بوقع خطوات السامبا، وبرائحة الغابات الاستوائية المطيرة، كانت (لأميمة الخميس) تحية للحاضرات (تلبستها) الرواية المنتظرة، تحية تنبأت بملامح ليلة من الألق والمتعة والخيال بمناقشة رواية (مئة عام من العزلة) لغابرييل غارسيا ماركيز في قلب مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالمربع، تلك الرواية التي ترجمت لـ 33 لغة، وطبعت منها 30 مليون نسخة!

وكما جمعت الرواية جنون ماركيز جمعت ليلة الأحد الماضي الانبهار بالأسطورة والدهشة بتفاصيل الأحداث والحنق على التجاوزات الأخلاقية والإنهاك من مصير الشخصيات المتجهم. والحق أن المتابع لحماس الحاضرات يكاد يجزم أنه حماس (مثقل) بالأسماء الكثيرة والأجيال المتتابعة والمعقدة بـ100 عام حفلت بها الرواية!

طرقت الخميس أبواب الإجابات، والأجمل أنها شاركت الحاضرات تساؤلاتها وما أشكل عليها في مزج جميل بين المناقِش والمناقََش، تساءلت عبره عن إشكالية موت (أورليانو) أكثر شخصية ذات طابع أسطوري في الرواية!

لم تفصل الخميس بين ماركيز وروايته؛ بل ألقت الضوء على ملامح من حياته وظروف بداية كتابته ل(مئة عام من العزلة) تحديداً، ربطت فيها بين خيوط عائلته الممتدة ونسيج أجيال اختزلتهم 536 صفحة! وصورت للحاضرات الشرارة الأولى في محبته لعالم الرواية، وهي حكايا جدته وعماته، كما التقطت في تحريكه للشخصيات مواقفه الأيديولوجية من ميول لنبض العمال والمناضلين؛ فكان لا بد حينها من أن ترسم مشهد دعوة (كلينتون) له في البيت الأبيض بعيداً عن توجهاته الشيوعية، حتى أنها لم تدع الصراع بين (أرسولا) روح الحبكة و(فيرناندا) الأرستقراطية يمر مرور الكرام!

إسقاط، انتقام، اضطراب خيط السرد، شخصيات كالدمى تنتزع من المشهد فجأة، حروف مغمسة بماء الشعر، حشو ورواية بلا هدف، والكثير من الآراء التي كانت مع أو ضد أو الاثنين معاً، إلا أن الإجماع اللافت في النقاش كان أن الصفحات المئة الأولى هي الأجمل والأمتع والأقوى، وما دعّم هذا الإجماع بعث ماركيز لتلك (المئة) لناشره قبل اكتمال الرواية؛ ما جعل الخميس تؤكد الانفصال النفسي الذي تعرض له الكاتب في جزئه الأول بل وفي بقية الأجزاء.

ماركيز، الحاصل على جائزة نوبل للأدب 1982م، استمد سحره من واقعه؛ فالواقعية السحرية والشخصيات والتكنيك السردي كلها مفاتيح اجتهدت بالإعداد لها وبعرضها باحترافية عالية منحت الحاضرات القارئات أو اللاتي لم يقرأنها بعد بوصلة ل(ماكوندو)، القرية الغامضة على ضفة نهر صغير، وأسرّت لهن بهيبة المشهد الجنائزي لموت خوزيه بوينديا، وبغرائبية مشهد الرماد الذي وصل لقلب روبيكا! ذلك وأكثر جعلها مناقشة مميزة جمعت الصورة بالسيرة بالأسطورة!

/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة