Culture Magazine Thursday  25/02/2010 G Issue 299
الملف
الخميس 11 ,ربيع الاول 1431   العدد  299
 
مسيرة زمن للشمس
عناد المطيري

الحديث المهم الذي لن تهمله ذاكرتي ما دمت حيا، هو أول لقاء تم بيني وبين الشاعر المسؤول الدكتور إبراهيم بن محمد العواجي وجهاً لوجه كنت آنذاك ذو حضور إعلامي ملحوظ وذلك من خلال الصفحات التي تعنى بالشعر الشعبي عبر صحافتنا اليومية ذائعة الصيت وعلى رأسها جريدة الجزيرة الموقرة من ذاك اللقاء وما جرى فيه من حوار عن حلو الشعر وقيمة الشاعر في زمن تغير تغيراً جذرياً عما سبقه من أزمان، وجدت أجوبة الأسئلة كانت ترهقني كثيراً، وتولدت أسئلة أخرى شكلت الإجابات عليها فيما بعد - من دون أن أطرح واحداً منها - وعياً فكرياً كشف لي سر تميز شاعر عن آخر فيما يخص الشخصية وبناء استقلاليتها.

أقول لم أطرح سؤالاً واحداً، لأن مجلس الشاعر إبراهيم العواجي الأدبي الاجتماعي شبه اليومي متنوع بحضوره تنوعاً يحيط بكل مواضيع الحياة، وما على من تقلقه أسئلة المعرفة سوى أن يصغي باهتمام ليجد الإجابة الشافية عن كل ما يدور بخاطره المجلس يضم نخباً مثقفة بارزة ورجال هامتهم السنون الصعبة الحكمة واليقين.

صحيح أن لكل من أولئك المتحاورين فكره الخاص وأسلوبه الخاص أيضاً لكن رعاية المضيف الذي تتنامى ثقافته مع كل جديد لم تتخلَ ذاكرته عن كل الثوابت المضيئة في ذاك الماضي، تجعل من الاختلاف قيمة أدبية تعود نتائجها بالنفع على كل الحاضرين.

د. إبراهيم لا يفرض تجاربه ولا استنتاجاته على محدثه حتى وإن أراد أن يوجه إليه النصيحة، لم أرَ منه مباشرة المعلم الملقن تلاميذه الدرس إنما رأيت منه تمريرات فكرية تنشط العقل من غير أن تمس كبرياء صاحبه.

الشعر لا يؤكل عيشاً

تلك المقولة التي سمعتها كثيراً من قبل لم يكن لها ذات المعنى الذي أوحى لي به معاليه حينما قالها ذات يوم ونحن نتحدث عن الشعراء الذين خدعهم الوهم بتميزهم عن بقية الناس..! ذلك ما جعلني أقف مع نفسي موقفاً حاسماً لأوجد لي مورداً يمنعني من السقوط فيما آل إليه كثير منهم، لكي لا يغدو شعري فضيحة لا يمكن سترها.

ما أكثر ما تعلمت من إضاءات المسؤول الشاعر الإنسان إبراهيم العواجي، فعلى الرغم من كثرة ارتباطاته العملية والاجتماعية لم تسيطر عليه نزعة (المزاجية) التي يعتقد الكثيرون أنه لا يكتمل العمل الإبداعي بدونها.

شخصية شاعرنا: شخصية متميزة بالوعي تعطي كل ذي حق حقه فالانتظام بالعمل وإنجاز ما يخدم الوطن ومواطنيه حركة دؤوبة لا تهدأ.. وتأدية الواجبات الاجتماعية بكل تفرعاتها تتم على أحسن وجه، مع أن محبي إبراهيم العواجي ومعارفه أكثر من أن تكفيهم مسيرة أيام للشمس، لكنها عبقرية المحب الذي يعرف كيف يدير الوقت، ويرد التحية بأفضل منها.

ثم ماذا..؟

من بين كل ذلك الزحام تتوهج قريحته المبدعة شعراً يعزف على أوتار كل القلوب..

لا حرمنا الله منك أبا محمد.. فأنت مثال نادر يحتذى به..

عذراً إن لم أفصك حقك.

/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة