Culture Magazine Thursday  25/02/2010 G Issue 299
فضاءات
الخميس 11 ,ربيع الاول 1431   العدد  299
 
ازرعوا.. فلا بد من حاصدٍ
محمد القشعمي

جميل أن تجد كلمة حق في حقك ولو من باب الإطراء والشكر لعمل قدمته ولو بعد حين.. فكيف بعمل قدمته ونسيته.. ومضى عليه من الزمن أكثر من ثلاثة عقود.. لقد افتتحت صباحي هذا اليوم 12-7-1430هـ برسالة شخصية من الأخ سليمان بن عبدالعزيز العتيق من حائل مرفقاً بها ديوان شعره الجديد (تجليات الوجد والمطر) وكنت قد قرأت له كتاب (حائل قبل مائة عام) سيرة مدينة.. في سيرة رجل، وكنت أعتقد أن كاتبه يماثله بالاسم (سليمان العتيق) إذْ كان كما عهدته قبل ثلاثين عاما يدير مكتبة ثقافية تجارية بالشارع العام بحائل أثناء وجودي هناك.. ولكن بعد وصول هذه الرسالة.. اكتشفت أنني واهم، فلقد وجدت بالرساله شهادة ذكرتني بأيام الشباب والعمل مع الشباب، إذ كنت وقتها أدير مكتب رعاية الشباب هناك فقد هزتني بما تحمله من طيب مشاعر ونبل عواطف لم تدفنها الرمال أو يلفها النسيان واسمحوا لي أن أذكر طرفا منها: (.. أخي العزيز قد لا تذكرني لا بتأثير السبت والأحد ولكن بهذا الخضم المتلاطم الذي تطير في أجوائه وتسبح في بحره من المعارف الكثر والنشاطات الحية الفاعلة وهذه الديناميكية الدائبة (ما شاء الله عليك) وأعيذك من كل سوء ومكروه، ولكنني أذكرك وأتذكرك كلما تذكرت تعلقي وبداياتي بالأدب وأجوائه والشعر وتباريحه، وذلك لكونك جزاك الله خيرا أول من قدمني لأخطو خطواتي الأولى في هذا السبيل عندما أقمت أمسية شعرية وأنت على رأس رعاية الشباب فرع حائل وكان على ما أذكر من الحضور المرحوم فهد العريفي والأستاذ محمد رضى نصر الله ومن الشعراء عبدالله الصيخان المشارك بتلك الأمسية ودعوتني بإلحاح وتشجيع ترك أثراً طيباً لا يزال يعيش في نفسي وألقيت شعراً كان من ضمنه قصيدة لفتت أنظار الحاضرين مقارنة بصغر سني في ذلك الزمن وهي موجودة بالديوان المرفق تحت عنوان المدينة الخاطئة وكان من نتائج اهتمام المجموعة بهذه القصيدة أن كلفوا مندوب الإذاعة لإجراء لقاء معي غير أنني في حينها لم أوفق بذلك اللقاء وارتبكت وارتج علي وذلك بسبب الجو المتوتر عند إجراء اللقاء الذي انشحن نتيجة انفعال المرحوم المخرج سعد العفنان (الفريح) عندما أعدت قراءة القصيدة اعترض بعنف بالغ وهو يشد شعره حينما قرأت البيت الثاني منها والذي نصه (قبل أن أبدله (يا بركة النبيذ والنساء) لكونه يرى أن هذا النص لا يليق إلقاؤه من خلال مكرفون الإذاعة ولم تذع المقابلة أو أنها أذيعت ولم أسمعها ثم إنني انقطعت عن تلك الأجواء ونسيتنا يا أبا يعرب، ولكننا لم ننسك وقد ألحت علي رغبة قوية في دخيلة نفسي أن أسرد لك هذه الذكرى راجياً ألا أكون قد أضعت من وقتك الثمين فيما لا يستحق..).

في الختام لا أجد ما أقوله للأخ الشاعر سليمان بن عبدالعزيز العتيق إلا أن أشكره على عواطفه وشعوره الطيب. ووالله ما كنت أعلم أن بذور الوفاء والإخلاص تمكث في الأرض كل هذه السنين، ثم تخرج نبتاً يانعاً يسر الناظرين. ولعلها تذكرة كي نزرع الحب والوفاء،.. فلا بد من وقت يحين فيه حصاده.

الرياض abo-yarob.kashami@hotmail.com
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة