نفض الغبار سالم سلمان الغامدي
|
في حديث جمعني بأحد الأصدقاء ممن عرفوا بسعة الاطلاع غير انه صاحب أدب وثقافة وناقد رأيت فيه الألمعية لكونه يريك ما لا تقع عليه عينك، حدثني بقوله: أتعلم ما الجميل في مجلتكم؟ «المجلة الثقافية» قلت: ما الجميل في نظرك أنت!! فتبسم وقال: لقد استطاعت تلك المجلة ان تنفض الغبار عن عدد من المثقفين ممن تأثروا من العزوف الإعلامي وتطرقه مناحي أخرى أقل قيمة لدى المتلقي وكاد ينسينا إياهم على الرغم من أنهم من أبرز مثقفينا وممن لم يقدرهم مجتمع لم يعرف قيمة الثقافة الكروية التي تعشعش في أذهان كبارنا قبل صغارنا.
فقلت له: هل هذه حسنة المجلة فقط!! فاستدرك قائلاً: أعلم رحمك الله أن تلك الحسنة من أعظم ما قدمته المجلة فيكفيها فَخراً أنها ذكرتنا برجال عظماء لم يقتاتوا من كتاباتهم وهو حال مثقفي العرب يعيشون كفافاً أحياء وأمواتاً.
لقد أرجعت لنا أولئك المثقفين بعد ان غابوا في ظلمات غرف مكتباتهم، نفضت الغبار عن صورهم المعلقة في أذهاننا وأخذت بأيديهم من على أرفف المكتبات لتقول لنا: هؤلاء مثقفوكم ومبدعوكم لم نسيتموهم هناك بين أكوام الورق وأرفف المكتبات.
ويح أمة نسيت مثقفيها فلم ترعاهم ولم تكن لآرائهم تسمع ولم تتطلع إلى صوت الحكمة المنبثق من كتاباتهم وينبوع العطاء المتدفق من أحاسيسهم لعل ظمآن المعرفة من معينها يروى.
قلت لصديقي: إن الإعلام مطالب بأن يكون له دور في إبراز طاقات مثقفينا ومبدعينا.. وان يكون صوتا لهم وناقلا لأحاسيسهم ورؤاهم تجاه مجتمعهم..قاطعني وقال: ليت لدينا من يعلم بخبر أولئك النفر من أمتنا الذين ينتظرون الموت ليكرموا بعد فوات اوان التكريم لهم فيكون حالهم كحال برنارد شو الذي يقال عنه انه رفض جائرة نوبل عندما قدمت له متعللا بكونها كطوق النجاح الذي يلقى للغريق بعد ان يصل إلى بر الزمان.
ذهب صاحبي وأنا أنظر إليه وفي ذهني بحر من الأسئلة يتقافز كأمواج في يوم عاصف.. أحقاً نفضنا الغبار!!!!
فاكس: 4870927
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|