الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 20th October,2003 العدد : 33

الأثنين 24 ,شعبان 1424

المثقف العصري
د. عبدالناصر حسن محمد
من المؤكد ان إدوارد سعيد سيظل علامة مائزة تجسد صورة أصلية لما ينبغي أن يكون عليه المفكر والمثقف العصري.
ولاشك ان سعيد قد أسهم بفكره المستنير في بلورة كثير من القضايا والمفاهيم ذات الصبغة العالمية، وقد طرح أفكاره في مؤلفات عديدة متنوعة، مثل: «بدايات» و«الاستشراق»، «العالم والنص والناقد»، «مسألة فلسطين»، «الثقافة والامبريالية»، و«صور المثقف» وأخيراً ترجمته الذاتية «خارج المكان».
ولكن لماذا كان إدوارد سعيد علامة فارقة؟ لقد كان كذلك لأسباب عديدة من أهمها ما يلي:
استطاع من خلال كتاباته أن يحطم فكرة الأستاذ الجامعي التقليدي المنعزل عن القضايا الكلية، فكان مثقفاً عالمياً تتجاوز همومه الجزئيات مهتماً بقضايا الانسان والشعوب التي تنطوي بالضرورة على كثير من القضايا الوطنية.
لقد عانى إدوارد سعيد كثيراً وتألم كثيراً نتيجة لصدق مواقفه وجرأته ولمبادئه التي لا يمكن أن تقبل المساومة، فلم يكن يُدعى الى محاضرة في الغرب إلا وكان المتظاهرون والمحتجون عليه أضعاف من يستمع اليه.
استطاع أن يكسب لقضايا العرب بعامة ولفلسطين بخاصة تعاطف كثير من مثقفي العالم على اختلاف رؤاهم وتباين لغاتهم، حيث وضع فلسطين في ضمير العالم، ووضع العالم في قلب فلسطين.
استطاع ان يحدث بأفكاره وعياً لدى كثير من الشباب العربي المثقف ولأنه كان صادقاً وأميناً لمبادئه، فقد كان من أبرز المثقفين الذين دافعوا عن القضية الفلسطينية كما كان من أبرز المعارضين لسياسة السلطة الوطنية منذ اتفاق أوسلو.
لقد علمنا سعيد بكتاباته ووعيه الفكري ان مجابهة ثقافة القوة ذات القطب الأحادي لا تكون إلا بقوة الثقافة ذات العمق الحضاري والتاريخي، ونحن إذ نودع إدوارد سعيد فإننا نودع فيه الجسد لا الروح، نودع فيه العرض لا الجوهر، وستبقى أفكاره محلقة أبداً في أجواء الثقافة والوعي العالمي المعاصر شاهدة على دوره الأصيل بوصفه نموذجاً رائعاً للمثقف والمفكر العصري.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
المحررون
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved