الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 20th October,2003 العدد : 33

الأثنين 24 ,شعبان 1424

كمال أبو ديب يتعالق مع «سعيد» في الرؤى المعززة
* الثقافية ع.ش:
يتخصص الباحث الدكتور كمال أبو ديب في بعض أعمال المفكر الراحل إدوارد سعيد وذلك من خلال ترجمته لبعض الأعمال التي برع فيها وربما أحدث هذه الاصدارات التي عكف عليها «أبو ديب» ترجمة وتقديماً هو كتاب «الثقافة والإمبريالية» الصادر عن دار الآداب بيروت العام 1997م.
يلفت المترجم انتباه القارئ العربي إلى أن ما قدمه إدوارد سعيد هو من قبيل الإيمان العميق للإنسان بضرورة التواصل والتفاعل والإثراء المتبادل بين الثقافات والمجتمعات، وذلك ما كرسه مؤلف «الثقافة والإمبريالية» وما تفرضه طبيعة الموقف الفكري والأخلاقي الذي ينطلق منه إدوارد سعيد في معظم أعماله.
ويؤكد مترجم هذا الكتاب على أن المؤلف (إدوارد سعيد) كان قوياً وصارماً في تأويلاته الجديدة، ونظرياته المتعلقة بالعالم، وحركات المجتمعات الإنسانية، وحركة التاريخ، والثقافة والأدب الروائي.
ويعترف الدكتور أبوديب بأن كتاب «الثقافة والإمبريالية» هو رسالة عميقة وشاقة يتطلب من متابعها ومقتفي أثرها أن يكون مدركاً لأبعاد «الهوية العزلوية».. تلك التي تفكر دائماً بمعزل عن سياق النظرة التاريخية للوقائع والأحداث، ومصدر قلق «المترجم» لهذا الكتاب هو ما يوضحه في مقدمته المستفيضة عن رؤية إدوارد سعيد.. بل إنه يتعمق في تحليل خطاباته الحسية التي يصوغها على هيئة تأثيرات عقلية عميقة تستظهر حاجة المخاطب إلى التخلص من هذه «الهوية العزلوية» التي تتشبث بتاريخ وهمي متخيل ومختلف يفسد المعرفة ويسهم في شل قدرات العقل الإنساني في مواجهة الحالة الاستنطاقية.
ويتعالق الأستاذ الدكتور كمال أبو ديب مع المفكر إدوارد سعيد في ضرورة فهم هذا الاختلاف الواضح والمفضوح للإمبريالية حينما تقدم العديد من الصور الوضيعة مثل أبطال القصص والروايات والذين يكونون في الغالب الأعم مرفوضين من المجتمع إلا أنهم يقدمون للقارئ على مستوى العالم كصور معززة لما تبتغيه هذه «الإمبريالية» التي تسعى إلى فرض هذه الوصفيات الوضيعة.. تلك التي لا تمثل اسهامات المنظرين الذين يعكفون دائماً على بناء خطاب استشرافي عام وليس إلى تصوير انتقائي يظهر أحادية التصور ويفرضها على المتلقي (الكتاب ص 133).
«كمال أبو ديب» يصور حياة المفكر والأديب الراحل إدوارد سعيد وكأنها رحلة مكتشف يسبر أغوار المحيطات ليصل إلى الحقيقة من وراء تلك الأمواج.. حتى يرى وبثاقب رؤيته أن الامبريالية تحمل عدداً كبيراً من المفارقات التي تكشف الزيف واللبس الذي يصاحب هذا المشروع المتفرد في عالميته رغم ما يمكن أن يسجل ضده من مآخذ واستدراكات.
ويقف «أبو ديب» عند امتياز موقف إدوارد سعيد وروعته من منظور المقاومة الإنسانية والفكر النقدي التثويري، بل يراه رائعاً حينما يرفض خرافة «نهاية التاريخ» التي ابتكرها فوكوياما ترسيخا للعقائدية الأمريكية.. حتى إن سعيد ينبري لمثل هذه «المهاترات» التاريخية ليفندها من خلال ما يطرحه الغرب أيضاً ليكون الحكم في هذا الأمر نابعاً من حيثية التصور الواقعي لما بعد هذه الادعاءات التي تعتمل في ضمير الأمة المغيبة.
«كمال أبو ديب» ينبري وفي كل مراحل هذا الكتاب الذي يمكن لنا أن نصفه بالمتميز ينبري إلى ايضاح خطاب إدوارد سعيد الخلاَّق.. ذلك الذي يقدم جدلية العالم الحر ويقبل الجدل حول ثقافة الآخر ويرحب بما يصاغ حولها من أفكار وطروحات من كل أنحاء الأرض.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
المحررون
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved