الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 20th October,2003 العدد : 33

الأثنين 24 ,شعبان 1424

الوجه الآخر للحياة!!
تهاني بنت عبدالكريم المنقور
أعود مرة أخرى إلى الوجه الآخر للحياة.. ذاك الوجه النقي «بنان» بعضاً من التنهدات المباحة.. لزمن منزوع الملامح.. غريب الإنسان.. باكي الفرح.. مؤلم أهله!!
«بنان» أتذكرين لحظات اقتراب كوكب «المريخ» من كوكبنا المدعو ب «الأرض»؟؟ أتذكرين كيف كان يرسل إشعاعاته المشعة والخافتة في الوقت نفسه.. وكأنه كان يحمل رسائل للحب.. للأمل.. للحياة.. للسلام!! وكأنه كان يعلم مدى تلك الإرهاقات التي نعيشها في الأرض!!
يالله أتذكرين ما تمنيت لحظتها..!! تمنيت الهجرة إليه.. ربما تتجدد فينا رغبة الصدق والعطاء لحياة أفضل!! ربما نستطيع صيانة مشاعر من حولنا.. وتنقيتها من شوائب الرخص والغدر والاستغلال.. ربما نبدع في صناعة الحب من جديد.. المطابق للمواصفات والمقاييس الإنسانية الحقة!! فقد افتقدنا ذلك في حياتنا الأرضية..!! ستقولين مجنونة!! وسأقول لابأس.. إن كانت لحظة الجنون تلك ستبعدنا عن كل ما يسكن حياتنا ويعكرها ويعكر علاقاتنا البشرية.. فلغة الحب لدينا أصبحت «الحرب» ولغة الأمان أصبحت «إرهاب» ولغة العطاء أصبحت «لغة دماء» انظري حولنا كم من الحروب تتجدد؟! كم من الأسر تفقد الأمان؟! كم من الأوطان تفقد أبناءها؟! وذلك مقابل ماذا؟! «السيادة».. «السيادة» يا بنان.. الكل يرى ويعتقد أنه الصحيح.. وإن أفعاله هي التي يجب أن تتسيد..!! لم يفكروا قليلاً.. ولم يعطوا لأنفسهم مساحة من التفكير النقي فيما يصنعون..!! أصبحت لغتهم التي يتقنونها لغة واحدة «ارهاب ضد الجميع».. ونسوا أن هذا الجميع الذي أعلنوا عليه الرهاب.. وطن احتواهم.. أعطاهم.. سكنهم وسكنوه.. أم تسهر لأجلهم.. وتطمح بهم!! أرأيت كيف أصبحت الحياة يا «بنان»؟؟!! تلك هي الحياة التي نبكيها ونتشبث بها.. ما أغبانا.. فعلاً ما أغبانا.. نتمسك بحياة كلها.. بكاء أوطان.. ودماء فدائيين.. وسقوط سيادات.. وقيام أخرى!! وكأنهم نسوا أن السيادة واحدة.. سيادة بالإسلام والشرع.. وهي الباقية مهما حاولوا بغباء وتضليل إسقاطها.. فهي باقية!! السيادة هي ما كانت تحت (لا إله إلا الله) وليس ارتداءها ملامح فقط وخلفها مجرم كبير يدعى «إرهاب»..!!
أتعلمين يا «بنان» بعد كل ذلك أين يكمن الخطأ؟! الخطأ ياعزيزتي ليس في سيادة أو قيادة ولا في وطن أو شعب..
الخطأ في العقول.. العقول البشرية التي توقفت عن التفكير.. توقفت عن التمييز بين ما هو شائب وماهو نقي.. بين الصح والخطأ.. فقدت التمييز في ما يوافق التشريع الرباني وما يخالفه..!! الخطأ في تلك العقول التي أشرعت أبوابها لكل ما هو قادم دون التفكير في ما هيته ولا هويته.. وبدون البحث عما خلف ملامح القادم من غايات!!
أرأيت أين يكمن الخطأ؟! في عقل لابد من إعادة صناعته.. وصيانة محركاته وإعادة تأهيل العملية الفكرية له وحمايتها من أي يد عابثة تحاول أن تحول إنساناً من جنة خضراء.. إلى صحراء قاحلة موحشة!!
لكن ليتهم يدركون.. يا «بنان» ليتهم يدركون!! قبل انحراف مراكبهم.. وضياع بوصلتهم..!! ليتهم يدركون أن من معهم ملامح خداع كبيرة.. تجرح أوطانهم بهم!! ليتهم يدركون قبل أن يفقدوا طريق العودة!!


email: tmangour@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
المحررون
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved