الغريب
|
الغريبُ الذي ملّ هذي الحياهْ
الغريبُ الذي كسر الطينُ بهجتَهُ
الغريبُ الذي جاء من بلد الله..
جاء يعيدُ إلى وردةٍ في المراثي صداهْ
يفكِّر أن الحديقةَ ترنو الى دمه الشفقيّ
فيكتبُ سيرتَهُ عند أول موتٍ
يفكِّرُ أيضاً
بهذا الشموخ الصغير
الذي يتكدّس مثل البراري على جسد العمر
يرمي بسنارة القدمين وراء المفازات
يُلقي بأوجاعه دفعةً واحدَةْ
يطيّرُ سربَ صباحٍ إلى وطنٍ ليس يعرفُهُ
كان ظلُّ الغريب يزيِّن للشمس أن تصعد
الروح صوب كلام الحصى
يا غريبُ
بلادُكَ من حجرٍ، لا تقدُّ الطريقَ
بلادُكَ لا تستفزّ المنافي
لكيلا تجرب هذا الحنين
بلادُكَ ليست خُطاكَ
تماماً
وليستْ يدْيكَ اللتين تشقان لمساً فلمساً
صخور النهار
فأين سترمي عيونك فينا غداً يا غريبُ؟
وكيف ستبصرُ بالقطْفِ
حين جهاتُكَ لا تتودّدُ للورد خلف الحواس
هنا يا غريب
تفقّدْ مكاحلَنا
قُلْ لمرودنا القدريّ
طبطبْ على عينهمْ. هؤلاء الحيارى
وكحّلْ برمش الضحى روحهم والبوادي
«الغريبُ رمى ظله في الحديقةِ
كي لا تقول الفصولُ كلاماً عليه
وباح الغريبُ بسرّ دمٍ لم تطأه الجراح:
سينقرنا القمحُ يوماً
لنعرفَ أن العصافير بعض الصباح»
ولدتُ غريباً
ومتُّ غريباً
هكذا
مرَّ صوتُ الغريب
الغريب الذي كسر الطين بهجتَهُ
وانتشى
حين عانقه في الجحيم متاه
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|