الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 20th October,2003 العدد : 33

الأثنين 24 ,شعبان 1424

لا اقتراحات.. ولا توصيات.. بل اجتماعات وزيارات
رمضان على الأبواب وبعده موسم الحج
والهيئة الاستشارية للثقافة «محلك سر»
* الثقافية عبدالله السمطي:
استبشر المثقفون السعوديون خيراً بعد ولادة الاسم المشترك: وزارة الثقافة والاعلام، خاصة وان الحلم بانشاء وزارة للثقافة كان يراود مخيلتهم منذ زمن مديد.
لكن هذا الحلم بدلا من أن يأخذ طريقه الى الواقع، ضل طريقه الى البيروقراطية المحضة التي تجيدها تماما شعوب العالم النامي. فكان تشكيل «لجنة» بمثابة تعطيل للحلم. إنها هيئة استشارية ضمت مجموعة بارزة من العاملين في الحقل الثقافي.. وبدلا من ان تسرع الهيئة في تقديم مقترحاتها مضت شهور طويلة على صوغ اجتماعات، وأوراق عمل، وأفكار، وزيارات بدأت بالقاهرة وربما سورية، والكويت، وربما تصل الى جزر القمر ولشتنشتين. وكأن الهيئة لا تعرف قضايا الثقافة ومشاكلها. كثير من المثقفين السعوديين يتبرم من هذا البطء، القاص أحمد الدويحي يرى ان «دور اللجنة محدود، عليها ان تضع الأسس وتمضي». ويضيف موضحاً:«إذا انطلقت هذه الهيئة الاستشارية من الواقع الراهن لن تفعل شيئاً، لأن الاسماء الموجودة من صميم المشهد الثقافي الحالي، وهي أسماء اختيرت ولم ترشح، نحن بحاجة الى تجاوز مرحلة التعيينات، والمثقفون يختارون ماذا يناقشون، وماذا يطرحون من أسئلة، فأين هو عمل هذه اللجنة أو الهيئة الاستشارية حتى الآن؟».
ولعل الهيئة الاستشارية وهي تضم زمرة من الأسماء والوجوه الثقافية تنتبه للحاجة الفعلية للواقع الثقافي والمتغيرات المحلية والعالمية، هنا يرى د. محمد العيد الخطراوي ان الهيئة مطلوب منها ان تتحسس الحاجة الأكيدة والماسة لانشاء حركة أدبية فاعلة ومنتجة تعبر عن واقع الحياة الأدبية في المملكة، والثقافة العربية بوجه عام.. والبحث عن السبل والوسائل التي تقيم بها ذلك.. وأن يتم ذلك بشكل عاجل لأن الهيئة الاستشارية تضم مجموعة من المثقفين العارفين بهموم الثقافة ومشاكلها.
وعن تحويل الأندية الأدبية الى مراكز ثقافية كمقترح جديد ستتبناه وزارة الثقافة، أو كما يدعو البعض قال د. الخطراوي وهو نائب رئيس نادي المدينة المنورة الأدبي:«لا أعتقد أن الغاء الأندية الأدبية وتحويلها الى مراكز ثقافية سيكون عملا نافعا، وفي بلاد عربية أخرى هناك ناد للقصة وآخر للشعر وثالث للرواية وتجد في المدينة الواحدة أكثر من ناد أدبي ومركز ثقافي». وأضاف بشكل مفارق «هناك مجموعة من الناس ترى أن دور الأندية الأدبية ان تحول العالم كله الى أدباء.. وهذا شيء مستحيل».
ويعزو د. منصور الحازمي عضو الهيئة الاستشارية التي شكلتها الوزارة البطء والتأخير في اعلان المقترحات والتوصيات الى «العطلة الصيفية» وأن «الأمور تحتاج الى نوع من التريث وهناك ارتباطات كثيرة للوزارة، وهناك أشياء كثيرة لم تحل بعد، خاصة في الأجهزة الثقافية التي ستنقل لوزارة الثقافة والاعلام».
ومن جهة أخرى يؤكد محمد رضا نصر الله عضو الهيئة الاستشارية للثقافة ان الهيئة «شغّالة» وآخر شيء رفع خطاب للوزير حول المسرح، وكان هناك اجتماع موسع وشكلت لجنة من المسرح باشراف د. نعيمان عثمان لوضع التصورات العملية لتطوير العمل. ويضيف نصر الله أنه سيكون هناك اجتماعات أخرى مع الفنانين التشكيليين، وقطاع الأندية الأدبية ورؤسائها، والاستماع لشكاوى المجتمع الثقافي في المملكة وصوغ ذلك في مقترحات عملية، كما ستقوم الوزارة بدراسة مسحية لمتطلبات المثقفين في كل المجالات وفي كل آفاق الواقع الثقافي.
هكذا فإن العمل فيما يشير نصر الله يجري على قدم وساق، ورغم مرور عدة أشهر على تشكيل الهيئة الاستشارية لم يظهر شيء حقيقي على ساحة الثقافة بالمملكة، وما يخشاه البعض حقيقة هو أن يظل هذا العمل الثقافي الاستشاري على الوتيرة نفسها حتى دخول شهر رمضان الكريم، وموسم الحج، ثم العطلة الصيفية مرة أخرى، وربما يستمر أكثر.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
المحررون
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved