الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 20th October,2003 العدد : 33

الأثنين 24 ,شعبان 1424

ماجد الشبل
محمد الدبيسي

أبصرناه.. اطفالاً.. يقدم نشرات الأخبار!
ولم يكن يعنينا كثيراً.. وإن استودعناه ذاكرة الطفولة..؟
وإن ألفنا صوته الرخيم.. ومظهره الذي لا يتغير..!
** كان ذلك منذ أيام شاشة بلا ألوان..
وعندما جاء «الملوّن».. كان بذات المستوى
من الصوت الرخيم والملامح الجادة..
الموحية بالعفوية والصرامة..!
أبصرناه بالملون.. رجولة وضاءة.. وقسمات وقورة
.. وظل لم يتلوّن..!
الصوت المملوء ثقة.. لا يلحن.. ولا يخطئ..
قدم برامج المسابقات لسنوات..
** فألفيناه قريباً منا.. اعتدنا وجهه وصوته..!
ترنم بالشعر إلقاء فريداً.. يبعث
على الإنصات والتأمل..
شارة البداية لبرنامج «أبناؤنا في
الخارج» يتقاسمها بصوته الشعري
«العين بعد فراقها الوطنا..
لا ساكنا ألفت ولا سكنا»..
كبرنا.. ولم يتغير ماجد الشبل..
** ظل.. «يقرأ» نشرات الأخبار..
وتتجدد ألفتنا به.. ومعه..!
كتب عبدالمحسن حليت قصيدته الشهيرة «سيدة الدنيا»
فاستقبلناها بمذاق.. إلا أن ماجد
الشبل.. أذاقنا إياها بطعم.. الغناء الشفيف.. وتلاها.. مشربة
بيقين شرفات المدينة وآفاق مآذنها ولحن رواشينها المصفى
«أنا المدينة من في الكون يجهلني..
ومن تراه درى عني وما سألا..؟»
** ملامح ماجد الشبل الصارمة في نشرات
الأخبار.. تستحيل إيقاعات مشربة
بصوت الماء.. وجلال اللغة.. عندما يقرأ الشعر..
وذلك فن الإلقاء.. وروح الشعر.. وسمو
الفكر.. والبصيرة والاعتبار..
ومع ماجد.. انصرمت سنوات من أعمارنا..
ونحن نعلم أنه لن يغيب عن عيوننا..
ولكي يشد اهتمام مشاهديه.. استغل التلفزيون
ارشيفه الجميل ليقدم برنامج «بدون ألوان»..
فوجدنا «ماجد» يقدم حواراً مع طه حسين..
وقيل لنا أن قابل رموز الفكر العربي في حوارات متلفزة..
لم نسعد بمطالعتها.. لأننا سعدنا بمشاهدة
مقدمي ومعلقي برامج الفروسية..
** وظل.. ماجد يقدم نشرات الأخبار..
ليبقى ماجد الشبل.. إحدى مفردات الذاكرة والبصر..!
** وبعد ثلاثين عاماً.. أو تزيد..
غيَّبت «الجلطة» ماجد.. عن أبصارنا..
ولم يعد يقدم نشرات الأخبار.. ولا يقرأ الشعر..؟!
** وتقاعد ماجد الشبل من التلفزيون
ولم يقم له احتفال وداع تكريمي..
كما يليق بالمميزين والعظماء..!
** ويبقى ماجد.. في بصيرة الذاكرة
ويبقى ماجد .. في تواريخنا الجميلة..
وزمننا القديم.. نستعيده في لذة الحكايات..
وبدايات السيرة.. المخضبة «بطلعته البهية»..
** وسنحكي لأطفالنا كلما اشاحوا
عن الوجوه الشمعية.. من مذيعي ما بعد عام
2000 إنه كان ثمة مذيع بمواصفات حضارية
حين كان ماجد الشبل يقرأ نشرات الأخبار...!؟
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
مسرح
ذاكرة
مداخلات
المحررون
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved