Culture Magazine Thursday  01/12/2011 G Issue 354
أقواس
الخميس 6 ,محرم 1433   العدد  354
 
الجهيمان في الثقافة «التويترية»
رائد حفظ التراث وروح بحجم وطن

الثقافية - عطية الخبراني

من بين كل أكوام الكتابات والتغريدات, ومن بين كل ضجيج هذا العالم وصخبه وأخذه ورده, تخرج نفوس وفية تحتفي بمن يستحق الوفاء في زمن يعاني فيه الرمز من التهميش والتغييب, بعد سنوات طويلة أفنى فيها عمره وهو يركض في ساحات العمل والأدب والثقافة والفكر. والحديث ليس حصراً على مجال بعينه, فثمة وزراء أُهملوا بعد أن تركوا الكراسي التي أنفقوا فيها العمر والسنين, وأدباء غيبوا بعد أن كانوا سادة الحرف وقادة المضمار, ومفكرون حملوا شعلة الفكر عمراً وحين تواروا نسيتهم الأجيال وغطتهم سحائب الجدل والأخذ والرد وقلة الوفاء.

احتفى الناس بالأديب والرائد عبدالكريم الجهيمان على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، وقد كان الأمر في البداية لا يعدو اقتراحاً, ما لبث أن تحول إلى أمسية وفاء كان قطبها الأول الدكتور إبراهيم بن عبدالرحمن التركي كصاحب اقتراح، وقطب آخر كان سيد المجلس وهو الدكتور عبدالله الغذامي الذي احتفى بالجهيمان الاحتفاء الذي يستحقه وكتب عنه الكثير من التغريدات وتفاعل الناس من محبي الجهيمان ومن تتلمذوا على كتبه أو قرؤوا عن هذا الرائد.

يصف الغذامي الجهيمان بأنه أخذ طريقة العلماء العرب الأوائل في التدوين والروي والرصد، وأعاد منهج الجاحظ والأصفهاني، وكان شجاعاً في سرده وواقعياً في قول كل شيء دون تدخل مخل.

كما يروي الغذامي إحدى القصص التي تستحق أن تظل نبراساً للأجيال في اختلافاتها أن منازعة علمية حادة حدثت بين الشيخين الجهيمان والجاسر في الصحف وظل الجهيمان يزور الجاسر كل خميس كصديقين حميمين رغم المنازعة العلمية واصفاً ذلك بالخلق النبيل.

أبرز ما ميز الجهيمان في رأي الغذامي أنه قدم اللغة الفصحى برغم فخامتها والذي يعد أحد أشد عوائقها بصيغة مبسطة حتى لكأنها كلمات الفلاح البسيط ولكنها فصحى.

وفي الجانب الإنساني يقول الغذامي عن الجهيمان إن قلبه بحجم الوطن كله، وروحه خارطة في الحب، ووجهه كتاب في الوفاء، وقلمه كان شموعاً تضيء طريق المعرفة على مدى مئة عام, هي عمره الثري بالعطاء.

ومن خصائصه العلمية كما يتحدث الغذامي, دقته في إسناد الرواية لشخوص من رجال ونساء، وكان أميناً في مروياته، وحفظ لنا تراثاً ضخماً لن نعرفه لولا جهده الخارق والمذهل.

ويحكي مقربون من الجهيمان أن أوفياء ما يزالون يرتادون دارته مغرب كل اثنين رغم علمهم بأن أبا سهيل ليس من عرفوه، ولعل أبرز هذه الأسماء هو الأستاذ سعد البواردي والأستاذ محمد القشعمي وآخرون, كما أنه اختار عزلته الاختيارية ربما ليأسه من الجو العام.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة