Culture Magazine Thursday  08/12/2011 G Issue 355
فضاءات
الخميس 13 ,محرم 1433   العدد  355
 
وتم العناق..
أوبريت الجنادرية والقلم النسائي
حسن علي البطران

لا يغفل الوطن عن أبنائه بتكريمهم وإعطائهم حقوقاً هي لهم في الأصل والأساس، وكذلك في المبدأ وإن تأخرت فهذه فلسفة منه ربما لا ندرك عمقها وبعدها.. فها نحن أبناء الوطن نحظى من وقت لآخر بمزايا ومكرمات في شتى أمور وعلى مختلف صعد، بناء على رؤية صائبة نظير حراكاً يحمل صبغة توافقية، وما الحراك الثقافي والأدبي والإبداعي إلا أنموذجاً لتلك الفعاليات المتلونة والمتباعدة الأطراف، ولكنها في مصب ومجرى واحد.. ولعل اختيار أوبريت الجنادرية في دورته القادمة الـ 27 لشاعرتين لدليل كبير لتلك المكرمات، التي يحظى بها المثقف والأديب السعودي الرجل والمرأة على حد سواء، وقد أخذت المرأة الفاعلة وذات الحراك نظرة ثقة من صاحب القرار، فاختيار كلمات الشاعرة مستورة الأحمدي والشاعرة نجلاء المحيا لأول مرة في تاريخ مهرجان الجنادرية منذ انطلاقته عام 1410 هـ أي قبل 21 عاماً، لحدث هام وكبير يضاف للتتويجات التي تحصل عليها المرأة السعودية في ظل حكومة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والتي سبق لها وأن مُنحت عضوية مجالس الأندية الأدبية، ومجلسي الشورى والبلدي، هذا يعكس المكانة المرموقة التي وصلت إليها المرأة في مجتمعنا في شتى المجالات، خاصة وأنها تمتلك ثقافة عميقة ذات أبعاد واسعة الرؤى في مختلف التوجهات.. وأنها أصبحت لصيقة للرجل في كل المحافل.

نعم المرأة في عهد عبدالله نالت حقوقها، وستأخذ المزيد، وأنها فعلا برهنت أنها شريك فعال في كل الأدوار التي يقوم بها الرجل لا تختلف عنه، إلا في كثيرٍ من التميز المصاحب للحماس، فهي ذات حراك ثقافي وإبداعي محموم في صعد متعددة وعلى ساحات واسعة، أياً كان نوعها. وأرى اختيار كلمات الشاعرة مستورة رحمها الله تعالى والشاعرة المحيا في هذا الأوبريت يؤكد النهج الذي أُخذ في إعطاء المرأة السعودية المكانة التي تليق بها، ومشاركتها للرجل في المحافل الوطنية، وقد سبق وإن شاركت المرأة في محافل أدبية وثقافية بقصائد في افتتاح، كما حدث في معرض الرياض الدولي للكتاب، وهذا ليس بغريب على المبدعة السعودية، وإعطاؤها الفرصة في مثل هذه المناسبات الوطنية الهامة، وكانت لتلك التجارب الأولية صدى جميل لدى المسؤولين، ولا يخفى أن مشاركة المرأة في مناسبات عديدة ونجاحها فيها أعطت الثقة لدى صانع القرار، وأنها حقاً تستحق أن تشاطر الرجل في جميع مناشط الحياة، ولا سيما الحراك الثقافي والإبداعي.. والشاعرة مستورة من المبدعات اللاتي حققن انجازات يُصفق لها على مستوى الوطن وخارجه، وليس بمستغرب أيضاً على الشاعرة نجلاء أن تكون كلماتها مشاطرة لكلمات مستورة، كونها شاعرة تستحق أن تُعطى مثل هذه الفرصة، في هذا المحفل الوطني العريض..

مهرجان الجنادرية.. المهرجان الوطني للتراث والثقافة، يعكس الصورة الثقافية والإبداعية والاجتماعية والتراثية للمملكة، فهو فعلاً أنموذجاً لماضي وحاضر المملكة، ويمثل الشعب السعودي بكل أطيافه ومناطقه، ويرسل انطباعاً واقعياً وحياً للعالم بأجمعه.. فشكراً وتقديراً لمن كان له القرار السديد في اختيار نماذج نسائية، في هذا المهرجان الوطني.. شكراً جزيلاً لصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس الحرس الوطني، رئيس اللجنة العليا للجنادرية على هذا القرار، الذي أصفه، بالصائب والذي أنصف المرأة المبدعة وتوّجها إبداعاً ومكانةً ورفع من كعبها.

Albatran151@hotmail.com الأحساء

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة