Culture Magazine Thursday  08/12/2011 G Issue 355
فضاءات
الخميس 13 ,محرم 1433   العدد  355
 
دجاجة الأندية الأدبية لا تبيض ذهباً!!
عبدالله آل ملحم

تكالب بعض المثقفين للانقضاض على الأندية الأدبية يكرس وهم الإنسان القديم الذي كان يحلم بالثراء عبر دجاجة تبيض له بيضة من ذهب في كل يوم، الأندية الأدبية رغم أهميتها ليست كذلك، خاصة في زمن الميديا ووسائل التقنية الحديثة التي قللت من أهميتها كثيراً، هل سأبالغ إذا ما قلت إن مضمون الخطاب الذي يحمله بعض شباب الإعلام الجديد أكثر تأثيراً في الشارع السعودي وثقافته من الأندية الأدبية مجتمعة، وهل سأبالغ إذا ما قلت إن إنتاج ذلك الجيل، ذي الإصدارات المليونية على اليوتيوب والشغف بها من قبل الشباب بمختلف أعمارهم لا يمكن مقارنته بالتأثير المحدود لإصدارات وفعاليات الأندية الأدبية، تلك التي لا يقرأها ولا يشهدها إلا القليل من المهتمين بالشأن الثقافي؟!

الثقافة كمنتج ومنبر وإبداع ليس بالضرورة أن تمر بالأندية الأدبية لتكتسب مشروعيتها، أو لتسجل حضورها وانتشارها، هناك ما هو أكثر فاعلية وتواصلا من الأندية التي صار المهووسون بالوصول إليها يطئون على قيمهم الثقافية في سبيل الاستحواذ على مكاسبها المادية، لا سيما وقد تكشفت كواليس انتخابات بعضها عن مواثيق نقضت، ووعوداً أخلفت، لا لشيء إلا للاستفراد بغنائمها ووجاهة مناصبها، هناك من يسعى للفوز باللقب قبل أن يضع في حسبانه خدمة النادي وخططه ومشاريعه وبرامجه، وخدمة المثقفين الذين أوصلته أصواتهم إلى حيث يريد.

من يريد الثقافة للثقافة فبوسعه تحقيق ذاته خارج الأندية كما داخلها وربما أكثر، والغذامي على سبيل المثال تألق بعد أدبي جدة أكثر منه أثناءه، وآخر كالكاتب محمد الرطيان القادم إلى المشهد برواية وكتاب نثري، ما الذي سيضيفه له ناد أدبي؟ والمتواصلون معه في تويتر فقط يزيدون على الـ 150.000 متابعا، فيما أكثر جمعية عمومية لأكبر ناد أدبي لم تتجاوز المئتين من الأعضاء!!

الرطيان ليس شذوذ القاعدة الثقافية التي نتحدث عنها، وإنما أحد بدايات قاعدة ثقافية جديدة تتخلق الآن على الضفة الآخر من الوعي والاهتمام الجماهيري المتواشج مع العصر، بكل ما فيه من تقنية ووسائل اتصال متجددة، ورويداً رويداً سنرى المشهد الثقافي بكل أطيافه -وكما بعضه الآن- مهرولاً نحو تلك العوالم الافتراضية، ليجعلها منبره ونافذته على العالم الجديد، كما سبقت إليها الصحف والمجلات والقنوات الفضائية.

من الخطأ أن نجعل الأندية الأدبية المبتدأ والمنتهى في العمل الثقافي، وما هي إلا أوعية تجاورها أوعية، ووسائل تماثلها وسائل، ولكن هذا ما لا يريد البعض أن يتفهمه، كما أن بكائيات من لم تواتهم الفرصة للفوز في الانتخابات مخجلة حد الأسف، لأنها أشبهت التلاوم والبكاء على قضايا مصيرية كبرى، تماما كما لو كان التفريط في الوصول لمجالس الأندية الأدبية على ذات الأهمية لتفريطنا بفلسطين.

وحين أتابع ما تنشره الصحف عن استطلاعات آراء المثقفين حول الانتخابات أجد العجب العجاب، كل مثقف يريد تعديل لائحة الانتخابات لتتواءم مع صفاته ومؤهلاته، كما يحاول تشريك اللائحة بأكثر من عائق وسبب لعلها تسقط منافسيه، على أمل أن يخلو له الجو يوما فيجيء بمن يريد، ليس هذا فحسب بل إن بعض المثقفين في إحدى المناطق تواطؤوا مع إحدى المؤسسات غير ذات الصلة بالشأن الثقافي لإقامة فعاليات ثقافية لا لشيء إلا لتهميش دور النادي الأدبي في منطقتهم، ولم يكتفوا بذلك بل سعوا ونجحوا في إجهاض رعاية مالية سخية من تلك المؤسسة للنادي الذي يديره مثقفون من تيار فكري آخر!!

صراعات المثقفين على الأندية الأدبية لا تبعث على التفاؤل، في ظل وجود نوايا مبيتة على سوء الظن، وأخشى ما أخشاه أن يتغير كل شيء من حولنا، إلا المؤامرات والدسائس والضغائن التي قد لا يتغير فيها إلا نموها بنمونا، وتطورها بتطورنا، وحينذاك سيكون عندنا كيد ديمقراطي منتخب، لا يدعو أشباه الموتورين للتنافس بقدر ما يحفزهم لكيد جديد!

Twitter:@abdullah_almolh الدمام

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة