Culture Magazine Thursday  24/03/2011 G Issue 336
تشكيل
الخميس 19 ,ربيع الثاني 1432   العدد  336
 
محطات تشكيلية
تعتبر رافداً من روافد الإلهام الفني
التشكيليون وجدوا في الفنون الشعبية بمختلف تنوعها منهلاً لإبداعهم
إعداد: محمد المنيف

في الحلقتين السابقتين بدأنا بالإشارة إلى مصادر الإلهام عند التشكيليين في المملكة ومنها الواقع البيئي والاجتماعي وما ينتج منه أو عنه من صناعات ومشغولات أو أنماط بناء أو مجالات عمل لحقبة معينة من التاريخ برزت فيها سبل العيش لا يختلفون في استلهامها عن بقية الفنانين عند شعوب أخرى كون مثل هذه المصادر الأقرب إلى العين عند بداية اكتشاف أي مبدع في عالم الفنون الإنسانية بكل فروعها شعراً ورواية وتصوير فوتوغرافي من العادات والتقاليد إضافة إلى الفنون التي تعبر عن ثقافة المجتمع وتشكل صورة حية تنتقل من زمن وجيل إلى آخر، بما تختزله ذاكرة أولئك المبدعين منذ الطفولة فيصبح مصدر إلهام لهم منهم من ينقله بشكل مباشر وفوتوغرافي ومنهم من يمزجه بوعي ورؤية جديدة دون خروج فيها عن روح الفكرة بقدر ما يوظفها بإبداع حديث يتوازى ويتجاوب مع متطلب الواقع الإبداعي للزمن الذي يعيش فيه الفنان، من هذه الجوانب التي أصبحت قواسم مشتركة بين مختلف المبدعين على اختلاف مواقعهم مهما بعدت المسافات فيها توظيف المشاهد للفنون الشعبية الحركية ونعني بها الرقصات ومظاهر المناسبات العامة والخاصة التي تتنوع في بلادنا حسب المنطقة التي تمارس فيها، فللجنوب نمط وللشمال أيضاً كما للوسط الطريقة أو التعامل مع هذه الفنون ولكل منها مسمى وصفة وطريقة أداء تجمعهم الحركة التي وجد فيها الفنانون التشكيليون مصدراً ومنبعاً ومنهلاً لا ينضب، بل وجدوا ما هو أكثر من ذلك في جوانب أخرى تضاف إلى إيماءات الجسد وقوة الأداء وطريقة استخدام الإيقاعات وهي تنوع الأزياء التي تخصص لمثل هذه المناسبات وتلك الفنون.

واليوم نلتقط بعضاً من توظيف هذه الفنون في اللوحة مشيرين إلى أننا هنا لم نعتمد أو نختار بناء على مستوى معين أو اسم بقدر ما وجدنا في هذا التنوع لأجيال عدة ما يعبر عن أن مختلف مراحل الفن التشكيلي الأولى قد اشتملت على مثل هذه الأعمال التي جعلت من فنون الرقص أو العرضات الشعبية كل في منطقته منهلاً يرتوي منه المبدع والمتلقي. في هذا الاستعراض جاء الاختيار لمجموعة لوحات لكل من الفنانين:

عبد الحليم رضوي، طه صبان، نبيل نجدي والفنانة منى القصبي والفنانين محمد ديروم، وفايع الألمعي. اقتنص كل منهم الحركة ومرونة الجسد مع أهمية الرقصة التي تتنوع بين الرقصة الرجالية التي تبين القوة والاتزان والرقصات النسائية التي تظهر رقة وليونة الإيماءات وإبراز الشعر والأزياء، وهذه الرقصات النسائية تقام في حدود الحفلات التي تختص بالنساء. هذا الانتقاء من قبل التشكيليين على مختلف أساليبهم وقد يكون الغالبية من في الساحة قد تطرقوا لها بالبحث والتقاط الجوانب الاجتماعية على مختلف تعددها الإنساني من عادات وتقاليد أو بيئي كالمناظر الطبيعية، هذه المصادر ستكون تباعاً ضمن سلسلتنا التي نسلط الضوء فيها بشكل عام على أن نقدمها في مرحلة أخرى عبر قراءات وتحليل أكثر تفصيل.

monif@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة