Culture Magazine Thursday  31/03/2011 G Issue 337
أوراق
الخميس 26 ,ربيع الآخر 1432   العدد  337
 
ثورة بنكهة سعودية
حصة العمران

«ثورة 18 مارس المجيدة» رفعت بيرقها وأعلنت موقفها.

حراك سياسي يعصف بالمياه الراكدة في أعماق وجدانها، كما عصفت رياح التغيير في وجدان كل عربي، ولِمَ لا...!! وهي التي تجري السياسة في عروقها، تشربتها منذ نعومة أظفارها في حضن والدها وهما يستمعان إلى إذاعة لندن كل ليلة قبل أن تظهر قناتا الجزيرة والعربية وشبكات التواصل الاجتماعي.

همها هم كل مسلم اغتيلت ممارسة شعائره باسم الإرهاب، وكل عربي حُوِّلت جغرافية وطنه للفاسدين والمرتزقة والاحتلال.

يبهجها كل صباح شعارات الثورات وهي تفتح التلفاز قبل الاستعداد للذهاب إلى العمل.

خفقت مشاعرها وصفقت مع ثورة تونس، وأهدت كل من حولها طوق ياسمين، ذلك اليوم الذي قال فيه مذيع العربية:

«..... غادر ابن علي البلاد.......»

حقاً إنها ثورة الياسمين، ما أجمله من يوم.. كبَّرت فيه المآذن، ورفعت النساء حجابهن فوق رؤوسهن.

تنفست هواء الحرية.. وتطعمت بلذة النصر وهي تسمع مذيع الجزيرة يقول:

«... أعلن الرئيس حسني مبارك تنحيه عن منصبه...»

مصر..» ثورة التحرير»، مصر التي كانت في قلبها «ثورة الحب» وهي ابنة الخامسة عشر ربيعاً، تعلمت مفردات لغتها اللذيذة وهي على مقاعد الدراسة، تشرح لهن «أبلا عزيزة» درس التشبيه «يمه القمر ع لباب» لتطل آلاف الأقمار متدلية مع نوافذ الأحلام كل ليلة.

مصر التي علمتنا كيف نحب؟ وكيف نقرأ؟ وكيف نكتب؟ وكيف ننتمي؟ وكيف نثور؟..

أعلنت الحداد مع ثوار ليبيا، وأقسمت أن لن تخلع ثوبه حتى يرفرف عَلَم الثورة فوق طرابلس. أما فلسطين فهي الثورة الأزلية، ستظل شجرة زيتون تخضر في وجدانها، يتمدد ظلها كلما أحرقت شمس الصهيونية حريتها.

تحس بعطش لثورة تتشرب دقائق عروقها اليابسة، ثورة تسكن آلام حلقها المحتقن بالصراعات السياسية، دواء يخفف حالة التشنج وهي تنتفض مع الشعوب:

«قولي يا ليبيا لكل الدنيا

احنا الشعب العربي أصيلْ.

شعب نضالْ وجهادْ وبطولهْ

وال يعادينا يشوف الويلْ.

وفلسطين حتعود عربيهْ

مع لبنان والفرحه تعودْ

على كل الأمهْ العربيهْ

ونغني أهازيج النصر..

ونغني...»

نظرت تحت قدميها إلى الأرض الواقفة عليها، رصدت بمقياس ريختر مدى اهتزاز ثورة مشاعرها؛ فهي تملك وطناً كالثائرين، ويحكمها ملك كالشعوب الهادرة بشعار «الشششعب يريييييد ااسقاااااط النظامْ». لم يسجل ريختر أدنى قياس للاهتزاز، رفعت رأسها فرأت قلبها معلقاً بثريا المحبة والولاء، جلست أمام مكتبها، تلمست مفاتيح جهازها الحاسوب وعيناها متسمرتان على شاشته، أشرت بالماوس على مفضلتها، ضغطت على فيس بوك، أدخلت بريدها الإلكتروني، رقمها السري، انفتحت صفحتها، ضغطت على عبارة الإعلانات والصفحات يميناً، أنشأت صفحة جديدة، حملت صورة ملك يحتضن شعبه في قلبه، دونت العنوان «الشعب يريد تعزيز النظام».

- الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة