Culture Magazine Thursday  31/03/2011 G Issue 337
الثالثة
الخميس 26 ,ربيع الآخر 1432   العدد  337
 
الغذامي مؤكداً خطأ قراءة الشباب العربي
لغة الشارع العربي أعظم وأبلغ من أي لغة

الثقافية - عطية الخبراني / تصوير: يوسف الخليفي

تمنى الناقد الدكتور عبدالله الغذامي لو لم تكن محاضرته في مهرجان عنيزة الثقافي الثالث في هذا التوقيت، قائلاً: «الزمن الذي تمر به الأمة العربية والإسلامية يجعل الإنسان يخجل من نفسه». مضيفاً: «لا تستطيع أن تتحدث عن ترفيات وأفكار وفلسفات وأنت ترى لغة في الشارع العربي أعظم وأبلغ وأقوى وأدق وأصدق من أي فكرة أخرى مهما كانت».

وقال الغذامي: «أمام هذه الأفكار لا نملك إلا أن نقرأ هذه الأفكار ونتفهمها ونعرف أن قراءاتنا كلها التي كانت في حياتنا لم تكن صحيحة؛ فكل الذين كانوا يتحدثون عن شباب الأمة العربي (جيل الجينز والهمبورجر)، وأنه لا يهمهم الدين والوطن والسياسة والتاريخ والمستقبل, تبين أن كل هذا الكلام غير صحيح تماماً».

وأضاف الغذامي: «الجيل العربي الشاب أقوى وأنجب وأكثر وطنية من كل الذين سبقوا؛ ما يعني قرب تحقيق الوعد الحقيقي الذي وعده الله لعباده بأننا خلفاء لله على الأرض, وأن خلافة هذه الأرض ليست عند واحد ولا اثنين ولا جيل ولا جيلين».

وفي رده على سؤال ل «الثقافية» بعد محاضرته في المهرجان الثقافي الثالث حول استحالة محاضراته للحديث عن تحولاته قال الغذامي: «لا يزعجني أبداً أن تتحول كل محاضراتي للحديث عن تحولاتي الفكرية». مرجعاً ذلك إلى أنه لا يستحيي من تحولاته, وأن ذلك لا يُعتبر قضية بالنسبة له؛ لأنها تصبح مزعجة حين يجعلها قضية.

وأوضح الغذامي أنه لا يمكن أن يزعجك شيء في هذا الكون إلا إذا أردت أنت له أن يزعجك, وما عدا ذلك فلن يزعجك شيء أبداً مهما كان.

وأضاف الغذامي بأن القصص والحكايات اختياراتنا, وأن الإنسان لا يختار شيئاً إلا إن كان بينه وبين هذا الشيء علاقة من نوع أو آخر؛ فبإمكانك أن تستقرئ الإنسان عبر النكتة التي يرويها أو الحكايات والقصص أو الأبيات الشعرية التي يحفظها ويعيد إنتاجها؛ فهذه أقنعة لأفكارنا، نتوسل بها للوصول إلى الناس. مشيراً إلى أنه اكتشف مع الزمن أن استخدام القصص والتوسل عبر السرد لإيصال الأفكار يكون أكثر تأثيراً, بدلاً من الملل الفكري؛ فالفلسفة والفكر ثقيلة ومملة في محاضرة عامة, وقد يتعب الناس ذهنياً وجسدياً منها, لكن القصص والحكايات تجعلك توصل أفكارك دون أن تُحدث مللاً في نفوس الناس.

وكان الغذامي قد فاجأ جمهور محاضرته بتحويل مسار المحاضرة للحديث عن الرحلات المعرفية وعن تجارب الآخرين الذين حاولوا أن يجربوا, وحاولوا أن يصنعوا من الأفكار ومن حياتهم نماذج يمكن أن تُستقَى وتُدرَّس. معتبراً أنه من الأخطاء الكبرى التي يرتكبها أي إنسان في حق نفسه أن يظن أن تجربته أو نفسه موضع حديث يلقيه للآخرين؛ فالمؤمن مرآة أخيه؛ وبالتالي فالفَهْم يقود إلى أن الإنسان ليس مرآة نفسه - على حد تعبير الغذامي -.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة