Culture Magazine Thursday  05/04/2012 G Issue 368
الملف
الخميس 13 ,جمادى الاولى 1433   العدد  368
 
الإبداع المتجدد والمغامرة الفكرية الرابحة
عالي القرشي

 

الدكتورة فاطمة الوهيبي اسم لمع في حراكنا الثقافي منذ فترة مبكرة، سمعت اسمها في حديث للدكتور عبدالله الغذامي قبل أن تحصل على الماجستير، ثم كان تعرفي عليها عن طريق مقالاتها في الصحافة، حيث لفت نظري في مقالاتها الطريق الذي ترومه للدخول إلى الفكرة التي تعالجها؛ حيث لم تكن معالجاتها سطحية ولا مكرورة، تتوسل للمعرفة بالغوص في حقول ومنافذ متعددة، ففي مسألة جنوسة الكتابة تجدها تلج عالم النفس والفلسفة لتخرج بنتيجة إنسانية النص وخفوت التأثير الإجناسي فيه، وقد ذكرت ذلك في كتابي (نص المرأة - من الحكاية إلى كتابة التأويل ، دار المدى ، دمشق عام 2000م).

وكانت دراساتها للإبداع في المملكة مميزة جعلت كتابها (دراسات في الشعر السعودي) يفوز بجائزة نادي الرياض الأدبي مناصفة، وكتابها (المكان والجسد والقصيدة: المواجهة وتجليات الذات) يفوز بجائزة باشراحيل، وما ذلك إلا لأنها تدخل لتحليل الإبداع برؤية تتجاوز إبراز الجماليات إلى تحريك هذه الجماليات في سياق حركة الإبداع والسياق الإنساني، وكان كتاباها نظرية المعنى عند حازم القرطاجني، والظل, مثيرين للتأمل والنظر؛ فعلى الرغم من الطروحات السابقة عن حازم إلا أن كتابها الذي تتبعت فيه نظرية المعنى وما أضفاه حازم من رؤية جديدة لتشكيل المعنى، والعلاقة بين إنتاج المعنى ووجوده في الأذهان والأعيان كان ذلك منها مشيرا إلى وعي فلسفي تمتلكه الباحثة جعلها تضع حركة النظرية في سياقها الثقافي والفلسفي

وكتابها الظل كان مثيرا بعمق البحث المعرفي، وتجلي اكتشافات المغامرة لديها التي جعلت الفكر العالمي والإنساني حول الظل يتصاهر مع بعضه، ويشكل الرؤية، وحين تفوز الترجمة بالجائزة العالمية للترجمة التي تحتضنها مكتبة الملك عبد العزيز العامة؛ فإن ذلك ينبئ عن تقدير عالمي وإنساني لعمق الكتاب الأصل.

إن فاطمة الوهيبي اسم يجعلنا نقف أمام منجز لأبناء هذا البلد يتخطى المألوف والمكرور، ويشتغل على المغامرة الواثقة والاكتشاف الباهر، ويجعل الأكاديمي في مأمن من ألسنة النقد الحاد للبوابات والأطر التي تكتنف حدود أبحاثه.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة