Culture Magazine Thursday  09/02/2012 G Issue 362
فضاءات
الخميس 17 ,ربيع الاول 1433   العدد  362
 
وتم العناق..
الدكتورة أروى الخميس
حسن البطران

 

الدكتورة أروى خميس

ليست فقط كاتبة أطفال

ف(على الأرجوحة.. تتناثر الأسرار) دليل إبداعها

لا يختلف اثنان على أن الدكتورة أروى خميس كاتبة قصص أطفال سعودية، ومن البارعات والمشار إليهن بالبنان اللاتي شق لهن طريق في هذا الجنس من الأدب فقد أصدرت أكثر من (12) مجموعة قصصية للأطفال، ولكن ما لا نعرفه أن أروى خميس كاتبة سردية من نوع آخر، فقد أبهرت بكتابها الأخير (على الأرجوحة.. تتناثر الأسرار) والصادر في طبعته الأولى 1430 هـ قرأه كثيرون، فهو أول تجربة لها في غير قصص الأطفال حسب تتبعي لنتاجها.

الفكرة التي بنت عليها الدكتورة أروى كتابها تحمل فلسفة سردية اختارت لها مفردات ذات رشاقة لغوية تدلل على قدرتها الإبداعية السردية، فقد مازجت بلغتها الشفافة ما بين أطياف السرد المتنوعة بأسلوب ابتكاري لفكرة لم تكن جديدة، وإن اختلف معي آخرون..! لكن الكاتبة تميزت لدرجة الجذب والشد اللذين أغرت بهما القارئ، وهو موجه لجميع الأعمار.. أروى خميس اختارت أسلوب البوح بالأسرار ما بين الأم وابنتها؛ مرة من وجهة نظر الأم ومرة من وجهة نظر البنت، وذلك على شكل رسائلٍ بصبغة مقاطع قصصية، استطاعت أن تكشف عن أسرار البنت من خلال البوح لها بأسرارها، وفي مراحل عمرية مختلفة.. بوح شفاف تجاوز كل المحظورات التي تعيق الغوص في الأعماق ما بين الأم وابنتها.. نجحت الكاتبة خميس في اختيارها هذا اللون من السرد المغاير للنهج الذي سارت عليه ككاتبة قصص أطفال.

(على الأرجوحة.. تتناثر الأسرار) سلسلة من الرسائل المتبادلة بين الأم وأبنتها، التي عكست القدرة الإبداعية للكاتبة، وأنها ليست متخصصة ومبتكرة فقط للأطفال كما عودتنا عليه سابقاً بل هي مبدعة تنقلنا من حديقة سردية لأخرى. في هذا الكتاب تسرد الأم موقف ما وتعاود البنت بسرد الموقف من وجهة نظرها، حيث اختلاف التفاصيل ما بين الموقفين، ولا يخلو الموقفان من بعض التناقض بين الأم والبنت في بعض المواقف وإن كانت بسيطة جداً، بعيداً عن وجود أي خلل في التكنيك السردي، وعلى هذا المنوال واصلت الدكتورة أروى إبداعها.. يقول الدكتور غازي القصيبي عن كتاب (على الأرجوحة.. تتناثر الأسرار) وعلى غلافه الخلفي: «لا توجد علاقة حميمية دافئة تشبه علاقة الأم بابنتها. ولا توجد علاقة تحمل من العقد ومزالق سوء الفهم كعلاقة الأم بابنتها. وفي هذا الكتاب الجميل (لا أجد كلمة أخرى!) يستمع القارئ إلى حوار مهموس، جريء خجول، صريح خفي، ضاحك دامع، بين أم وابنتها.

سيدهش هذا الكتاب كل أم..

وكل بنت..

وكل أب..

وكل ابن..

كما أدهشني..

أروى..!

شكراً !»

وكأنها - أروى - في كتابها هذا، تقترب من المذكرات الشخصية أو السيرة الذاتية أو ما شابه ذلك، ولكنها ليست كذلك.. ف»على الأرجوحة.. تتناثر الأسرار» نتاج أدبي فرض وجوده واختار له مكاناً في المكتبة السعودية والخليجية والعربية. وهو أرضية خصبة للدراسة والنقد، هذه إشارة ودعوة تنتظر من يسهم فيها بالنقد فهو إبداع سردي يستحق الوقفة والدراسة.

ولستُ أغفل عن إخراجه فقد كان مميزاً، كان بوح الأم ببنط ونوع (خط) معين وبوح البنت بنوع آخر من الخط وبنطه، وكأن الدكتورة خميس تقول هذا البوح للأم، وهذا للبنت، بالإضافة إلى رسومات زينته وأعطته بعداً رمزياً أضاف إليه جمالاً رغم جمال النص نفسه، وحتى حجمه مختلفاً عن مثيلاته من الروايات والقصص وبقية السرديات.. لا أنسى أن رسومات الكتاب بريشة الفنانة روعة عادل بخش، وتصميم سارة داود. و(على الأرجوحة.. تتناثر الأسرار) أدهشني كما أدهش الدكتور القصيبي الوزير الشاعر، والأديب الناقد.

albatran151@gtmail.com الأحساء

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة