Culture Magazine Thursday  11/10/2012 G Issue 383
فضاءات
الخميس 25 ,ذو القعدة 1433   العدد  383
 
رؤية
ماذا تقول لغة الجسد
فالح العجمي

 

نقلت صحيفة النيويورك تايمز تعليقاً على المناظرة التلفزيونية بين الرئيس الأمريكي أوباما والمرشح الجمهوري رومني، أن لغة الجسد لدى كل منهما مهمة فيما تنقله إلى الشعب الأمريكي، وتؤثر في فرص فوز أي منهما. فبعد المناظرة التلفزيونية الأولى بين كل من جون كينيدي وريتشارد نيكسون قبل 52 عاماً أدرك القائمون على الحملات الانتخابية بأن الناخبين يمكن أن يحكموا على المرشح في مثل تلك المواجهات من خلال مظهره وحركاته، تماماً مثلما يحكمون عليه من خلال كلماته.

وكان بيجي هاكني، الذي يعمل في مختبر تحليل الحركات التابع لجامعة نيويورك، قد اختبر لغة الجسد عند كل من الرئيس أوباما والمرشح الجمهوري رومني في عدد من الخطابات واللقاءات. واختصر هاكني الحركات المميزة لكل منهما في عدة خصائص مميزة.

حركات أوباما؛ وجميع استخدامات اليد عنده في الشمال حصرياً: 1 - التلويح باليد (بشكل كروي)، وفيها تكون ثلاث أصابع إلى الأعلى مع انحناءة متوسطة للخنصر والبنصر.

2 - القطع باليد الشمال (وهو أيسر)، وهي حركة لا تكاد تفارق ظهور أوباما عندما يحدد خطوطاً عامة لسياسته أو مبادئه التي يؤمن بها.

3 - الإشارة (بين السبابة والإبهام)، مع كون السبابة في وضع أفقي.

حركات رومني: 1 - الإشارة (بين السبابة والإبهام)، مع كون السبابة في وضع شبه عمودي.

2 - التطويق باليدين (بما يشبه الترحيب واحتضان الأصدقاء).

3 - ميل الجسم والإيماءة (وهي ذات صفة متعمدة)، وتصاحب الظهور الجماهيري المباشر، وليس التلفزيوني في المقابلات.

واضح أن الرئيس أوباما يستخدم أسلوباً منضبطاً (تحت السيطرة)، أكثر مما يملكه المرشح الجمهوري رومني. ومع القوة في حركاته، فإنه يستطيع جذب المشاهدين لمساندة حجته، فيدفع بها إلى الأمام في مرحلة تالية. كما أن الحركات المنضبطة يمكن أن تجعل المشاهدين يشعرون بأن الطريق المقترح لن يكون سهلاً أبداً. وفي حركة التلويح باليد التي يمارسها أوباما بشكل متقن ومتكرر؛ يتحرك فيها ذراعه في شكل دائري من المرفق مع انفتاح الكف، بأصابع مقوسة قليلاً، كما لو كان يمسك بكرة البيسبول. وهو يستخدم هذه الحركة غالباً، عندما يحاول أن يمرر فكرة محورية، ويريد من المشاهدين مشاركته في تبني صدقيتها.

ماذا جرى أثناء المناظرة وبعدها؟ في الواقع إن غياب واحدة من الحركات المدهشة عند أوباما في تلك المناظرة لم يكن في مصلحته، والتي ربما أسهمت في فوزه الكبير في فترته الأولى هي دخوله النشط والسريع بما يشبه الركض إلى ساحة الاستعراض الخطابي، أو الموضع الذي يكون معداً للقائه بالجماهير. وقد كانت حركة جاذبة لعدد كبير من مناصريه الذين يرون فيه القوة والإصرار على أخذ المبادرة، وهو أمر مطلوب لدى القائد السياسي؛ وعلى وجه الخصوص كانت العناصر النسائية الشابة تنصهر إعجاباً مع ذلك الجسم الأسمر الممشوق، وهو يندفع إلى الأمام بقوة وثقة، وكان يصحب ذلك الاندفاع ابتسامة عريضة، يعرف صاحبها متى يحولها إلى صوت نداء ترافقه تلك الحركة المتقنة باليد اليسرى. وربما كان لمساحة الاستديو المحدودة دور في عدم قدرة أوباما على ممارسة ذلك الإبهار.

أما التوجه بالخطاب لدى كل منهما، فقد كان مختلفاً جداً بين الاثنين؛ ففي حين اتجه المرشح الجمهوري رومني إلى الرئيس أوباما محاولاً إحراجه في عدم تحقق أي من وعوده الانتخابية في الفترة الأولى، أخذ الرئيس أوباما - المحامي والخطيب الذكي - منحى آخر توجه من خلاله إلى جمهور المشاهدين مبرراً العجز بثقل التركة التي تركها له سلفه الجمهوري جورج دبليو بوش. وبعد المناظرة مارس رومني حركات الاحتضان مبالغاً في قبلات وزعها على أسرته وبعض معاونيه.

الرياض
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 9337 ثم إلى الكود 82244

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة