Culture Magazine Thursday  24/05/2012 G Issue 374
فضاءات
الخميس 3 ,رجب 1433   العدد  374
 
مداخلات لغوية
جدوى الألف بعد همزة وألف
أبو أوس إبراهيم الشمسان

 

تلحق الاسم المنون المنصوب ألف زائدة في الرسم رعاية لحالة الوقف عليه؛ إذ يحذف التنوين ويعوض عن حذفه بمطل الفتحة السابقة، فيقال في (أكرمت زيدًا) أكرمت زيدا، وهذا ما ظنه القدماء من قلب التنوين ألفًا، ولكن هذه القاعدة الإملائية نالها شيء من التفريع؛ إذ تُرك رسم تلك الألف في الأسماء التي تنتهي بهمزة قبلها ألف فخولف في رسم (ماءًا/ سماءًا) عن أصله فرسم من غير ألف (ماءً/ سماءً)، قال ابن درستويه «وأما ما اجتمعت فيه ثلاثة أشباه فيحذف منها واحد، فمثل الألفات في (القراءات والبراءات والفجاءات)، وقد جاءا كلاهما، وشاءا، ولن يشاءا، ومثل الممدود كله إذا نصب ونوّن كقولك: [شربت] ماءً ولبست رداءً وأعطيته إعطاءً» (1). فالأصل هو (القراأات) و(شاأا) و(ماأا) بثلاث ألفات، وهذه الألفات المتتابعة مكروهة يتخلص من اجتماعها بحذف ألف أو أكثر.

وهُدي مؤلفو كتاب (دليل توحيد ضوابط الرسم الإملائي للكتابة العربية)(2) إلى إعادة الأمر إلى نصابه حين اعتمدوا كتابة الألف في هذه الأسماء المنتهية بألف وهمزة، وهذا يحمد لهم، لأن توخي سلامة النطق أولى من رعاية ظاهر الشكل، فالذين حذفوا الألف إنما حذفوها كراهة المتماثلات الخطّية (3)، وأيد المؤلفون عملهم بمتابعتهم لابن قتيبة والرضي الذي قال: «يقلب التنوين ألفًا، نحو: دُعاءًا، وعشاءًا»(4) .

وجدوى إثبات الألف ظاهرة ومنافعها مطلوبة، أولاها تقليل قواعد رسم الهمزة، وثانيتها تجنب الخلط بين ما ينون وما لا ينون لمنعه من الصرف، (أصدقاء/ أعداء)، تقول: (زرت أصدقاء) فلا تنون، وتقف بالسكون على الهمزة، وتقول: (حاربت أعداءًا) فتنون، فإذا وقفت حذفت التنوين ووقفت بألف، وهكذا يكون رسم الألف معينًا للقارئ على التمييز بين المصروف والممنوع من الصرف من الأسماء المنتهية بألف وهمزة، وثالثتها إرشاد القارئ إلى القراءة الصحيحة؛ إذ كثير من الناس يقفون بالسكون على هذه الهمزة لمّا رأوها غير متبوعة بألف، فهم يقرأون (ماءً/ سماءً) حين يقفون هكذا (ماءْ/ سماءْ) والقياس أن يقفوا عليها بإثبات ألف بعد الهمزة (ماءا/ سماءا)، فإذا التزمنا كتابة الألف كانت علامة للواقف فلا يقف بالسكون.

وربما يكون من المنفعة أن ترد ألف ما انتهى بهمزة على ألف مثل (أقترف خطأً) فالوقف على هذا الاسم إنما يكون بالألف أيضًا؛ ولذا من الأوضح رسمها (خطأًا).

***

1- ابن درستويه، كتاب الكتاب، 68-69. وانظر ابن السراج، كتاب الخط، 118.

2- أصدر الدليل المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج وألفه: د. عبدالله بن علي الشلال، د. محمد بن سليمان القويفلي، د.عبدالرحمن بن هادي الشمراني، أ.صالح بن إبراهيم الحسن، أ. حمود بن عبدالله السلامة، جمعان بن سعيد القحطاني. والكتاب مرفوع على الشبكة العنكبية.

3- انظر لمزيد من القراءة عن التخلص من المتماثلات خطًّا كتاب الشاذليات الذي كتبه الشمسان والقوزي والباتل والعتيبي. ص75.

4- الرضي، شرح الشافية، 3: 44. وانظر: دليل توحيد ضوابط الرسم الإملائي للكتابة العربية، ص 67ح1.

الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة