Culture Magazine Thursday  24/05/2012 G Issue 374
فضاءات
الخميس 3 ,رجب 1433   العدد  374
 
وتم العناق
جامعة الملك فهد وثقافة حفل التخرج من المسؤول..؟
حسن علي البطران

 

الجامعة هي منبع العلم وصقله وتوجيهه، والثقافة كما تُعرف أحيانًا مصطلح واسع وليس له مفهوم واضح أو محدد ودقيق ولكنه - أي مصطلح الثقافة - قد يقرب بعض الإشكاليات في أمور عديدة.. لستُ هنا في صدد مفهوم الثقافة ومعناها وأبعادها المتباينة، ولكنني أشرت إليها كون عنواني (جامعة الملك فهد وثقافة حفل التخرج من المسؤول..؟) وردت فيه لفظة «الثقافة» لا أكثر ولا أقل.. تلقيت دعوة لحضور حفل تخرج ابن صديق عزيز في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن قبل أكثر من شهر تقريبًا، كون هذا الخريج حائز على مرتبة الشرف الأولى، حسب ما أفادني به صديقنا والد الخريج.. حضرت من الأحساء إلى الحفل بالجامعة بالظهران الذي شرَّفه حضوريًا سمو الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية، ما شدني في الحفل كثرة الحضور والمدعوين وكذلك إعداد الخريجين الكبيرة، لا أبالغ إن قلت: إن مدرجات استاذ الجامعة الرياضي قد امتلأت بالكامل من الجنسين الرجال والنساء، وكأن المناسبة مباراة في كرة القدم بين قطبي المنطقة الغربية أو قطبي المنطقة الوسطى، وأعتقد أن هذا الحضور الجماهيري أكبر من حضور تلك المباراة بين الأقطاب المذكورة، لا شك أن كل هذا الحضور وهذه الجماهير الغفيرة جاءت من مختلف مناطق المملكة وربما من خارج المملكة من أجل تهنئة هذا الطالب الخريج - أقصد جميع الخريجين - من هنا ندرك أن الثقافة التي نملكها في هذا الجانب راقية وثرية، وبالرغم من أن الحضور كبير ومواقف السيارات قد امتلأت، لم نشاهد موقفًا سلبيًا منذ أن دخلنا إلى أن خرجنا بعد نهاية الحفل، وهذا يعطي مؤشرًا أن النمطية العشوائية أخذت في التلاشي، وإن حدث نزول الجماهير إلى أرض الملعب بعد نهاية الحفل تعبيرًا عن فرحتهم لا يخل بجمالية الحفل، وإن كان السبب الرئيس قلة رجال الأمن.. وهذا ليس هدفنا بقدر ما كان المخرج للحفل ومراسيمه من حيث مسيرات الخريجين حسب كلياتهم وتخصصاتهم الدقيقة والعامة، وذكر أسمائهم كلّه وفق آلية قد شكلت لوحة فنية جاذبة..

ما أحببت أن يكون في مثل هذا الحفل هو البعد عن التقليدية والنمطية القديمة، وأقصد بالتقليدية أن تكون فقرات الحفل هي الفقرات منذ عشرات السنين لم تتغير: كلمة لمدير الجامعة ووكلائها وكلمة للخريجين أو قصيدة، وكلمة لراعي الحفل أو ما شاكل ذلك.. لم لا يأخذ الحفل أكثر تطورًا بعيدًا ومغايرًا عن التقليدية..؟ بحيث يتواكب والنقلة الحديثة التي هي من سمات العصر الحديث، عصر التكنولوجيا والإنترنت والفيس بوك والتويتر، عصر الفضاء والتطور التقني والتكنولوجي، وهذه الجامعة رائدة في هذا المجال.. فلم لا يكون برنامج الحفل يتناسب وتوجه الجامعة، كعرض عروض علمية لإنتاجات الطلبة فيها والتعريف بأبحاث علمية وأكاديمية، وابتكارات علمية؛ كون الجامعة كما سبق تعتمد مرتكزاتها على الجانب العلمي، وأشياء أخرى حسب ما تقتضيه مدة الحفل، وهذا لا يعني إلغاء الكلمات الرئيسة ولكنها لا بد أن تختصر، لأن الكلمة تُنسى ويبقى المنتج ولو كانت العروض على شكل مشاهد مسرحية، فالمسرح فن محبب يوصل الفكرة بأقل وأسهل الطرق إلى المتلقي، بعيدًا عن الملل والروتين الذي تصنعه الخطابات والكلمات التقليدية.. المسرح أو العرض المسرحي يبقى محفورًا في الذاكرة ينتقل مع الفرد في تسلسله التاريخي والثقافي، ويسير معه الطالب المتخرج ومن جاء يهنئه، وهم بالآلاف يظلان يستعرضان هذا العرض وما يرمي إليه وذلك خلافًا للخطابات..

اليوم الذي يتخرج فيه الطالب الجامعي يوم فرح وسرور عليه ولكامل أسرته ومجتمعه الصغير والكبير.. شكرًا جزيلاً لمن دعانا وألف مبروك للخريجين جميعًا ولاسيما ابن صديقنا الطالب المتفوق حيدر ياسين الحداد ولأسرته.

الاحساء Albatran151@gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة