Culture Magazine Saturday  05/10/2013 G Issue 414
فضاءات
السبت 29 ,ذو القعدة 1434   العدد  414
 
مقامة العرّاب في الأرض الخراب!
من رسالةٍ كتبها إلى شيخه الذي علمه السحر «وما ينبغي له!»
علي الجبيلان

 

يفزع كل لحظة يتأمل، فإذا غربة روحه عن موطئٍ من أرواح بني جلدته أعظم من غربة الأجساد عن مقامٍ وموطن.

تأملَ ما بال القوم لم يحمدوا السرى ولم يستبن لأعينهم صباح

وأنى لهم ذاك والعهد بتلك القرى صياحٌ في صياح؟!

طال ليلهم كلما لاح لهم ضوءٌ أخبوا وهجه

وكلما أراد أن يقطع بهم «بحر الظلمات» هادٍ قطعوا نهجه!

أجودهم من يُضيِّق واسعا

و»أسودهم» من يُعِيق واقعا!

أزكاهم من تهافت تهافت الفراش على ما ادعى منه ودعا فيه إلى العصمة!

وأبينهم من تعهد لسانه فأفصح عما يعقل في قلبه من العُجمة!

ذاك حفظ ولم يكن حجة!

وهذا اطلع رويده فلم يلبث أن كان لجة!

كلٌ يلهث خلف نفسه ولو أفسد ما أفسد في سبيل نفعه!

تلك الأرض «فضاءٌ» و»فناء»..!

يُسوَّد فيها من ليس بأهل سؤدد

ويُمجَّد بين ظهرانيها من لا يمجد!

فالفارس الفارغ والرائع الرائغ والأنبل الأنذل!

وكل الصيد في جوف «الفراغ»..!

وربنا الرحمن المستعان على ما يصفون ويصففون ويصفقون!

إلا من رحم ربك ..

أما فتى وشرذمةٌ قليلون فكلهم حائرٌ يترقب.. يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية.. كم تفتح عينيك فيها على كثيرٍ ولكن لا ترى أحداً!

ليست شكوى إلى عليم حليم، إنما هي نجوى.. لعله يخف محملها.. ولا يخفر حاملها!

أما هو فلم تشق عليه حاله ولم تشقه..

إنما استكثر من بني قومه أن يرى سعيهم وقد أوجب نعيَهم

ليت شعري.. ما أنأى ذوي الأحمال والأحلام

وما جعل ذوي الأعلاس من الأعلام؟!

ضجر حتى لم يعد يحفل.. فمضى غير عابئٍ بكل عابثٍ، وكل ما يراه مُصَدَّرًا سفه.. وكل من يراه صدرًا سفيهُ

.. أما البصير فما أشد أسفه على من سينكر حلمه ويطعن فيه!

إلا ما رحم ربك..

إلا إن كل اجتماعٍ على من لا يفقه اتفاقٌ على فُرقة..! وإن فُهِمَ كما وُهِم!

كلهم - إلا ما رحم ربك- صار خير المستعرضين المستعرفين! يتباهى حتى إذ يتباكى، بينما يمنع ولا يصنع! فإن وجد ماكنًا يريد ليحرك ساكنا قعد له كل مرصد، ورماه عن كل قوسٍ بكل عظيمة، ونذر ليخرجن الأعز منها الأذل، والأعلّ منها الأجلّ!

ضجر أن يكتب عليك الشقاء بقلوب من حجر..!

أما لهذا الليل من آخر؟

الولايات المتحدة - إلينوي

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة