Culture Magazine Monday  26/03/2007 G Issue 192
عدد خاص
الأثنين 7 ,ربيع الاول 1428   العدد  192
 
الخلاص

 

 

خَلَعْتُكَ يا شيخي.. هنا ينتهي الوِردُ

فَسِرُّ خلاصي أنهُ مسلكٌ فَردُ

وحسبي بأنَّ العُشبَ أهدى (صحيحهُ)

إليَّ، وأعطاني (تعاليمَ)هُ الوردُ

فدعني أشدُّ السهمَ في قوسِ قامتي

فليسَ لغيري في انطلاقتهِ قَصدُ

تتبعتُ في غاباتِ نفسي غزالةً

وقبل انتصافِ الصيدِ فاجأني فَهدُ

فعدتُ ولكنْ عودةَ القوسِ حينما

يُحملُها أثقالَ خيبتهِ، الصيدُ

وما اتكأتْ روحي على غيرِ زفرة

أصعدها حتى يشادَ بها طودُ

أنا بدويُّ الروحِ ما زلتُ أنتمي

إلى الريحِ لم يهدأْ لأمواجها مدُّ

إذا لوحت لي غيمةٌ.. قلتُ: ناقةٌ

تطيرُ.. جناحاها هما البرقُ والرعدُ

ولو كانتِ الصحراءُ ثوباً خلعتهاَ

وألقيتها عني، ولكنها جلدُ

أدورُ مع الأيامِ حول حقيقتي

أدورُ.. ولا قبلٌ هناك ولا بعدُ

أحاولُ أنْ أمضي إليَّ وكلما

أضاءَ خبا (ليلى) تباعدني (نجدُ)

وليسَ طريقاً واحداً ذلك الذي

أحاولهُ، لكنهُ طرقٌ حشدُ

على اللحنِ تحريضُ القدودِ لرقصةٍ

وليسَ بذنبِ اللحنِ إنْ خانهُ القدُّ!

هنا غيمُ تكويني يفورُ، فلم أزلْ

على مرجل الأحلامِ يخلقُني الوعدُ

غريقٌ ولا وقتٌ لديَّ لأصطفي

يداً لخلاصي ملءُ راحتها الرشدُ

أموتُ وحيا كلَّ وعي وفكرةٍ

فإنْ لم يسعني المهدُ أكملهُ اللحدُ

وأسردُ شيئا من دمي في حكايتي

مخافةَ أن يخبو من اللوعةِ، السردُ:

رأيتُ العبودياتِ كثراً.. وشرُّها

إذا لم يكن يدري بأغلاله، العبدُ

ولم ألقَ كالإيمان قيداً محبباً

فآليتُ أن يقتادني ذلك القيدُ

وما ضمني يوماً عناقٌ على الهوى

فآثرتُ أن يبقى على ساعدي زندُ

وإنْ أطبقتْ روحي على الحبِّ أطبقتْ

بمعتقدٍ ألا يفضهما الفقدُ

وكم جَردتني من هواها مليحةٌ

فما فلَّ حدَّ السيفِ ما أنكرَ الغمدُ

تموتُ الموسيقى نغمةً بعد نغمةٍ

إذا انكسرَ الخلخالُ وانقطع العقدُ

ويبقى بأضلاعي من اللحمِ فائضٌ

لأخلقَ (سلمى) حين تنكرني (هندُ)


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة