Culture Magazine Monday  26/03/2007 G Issue 192
عدد خاص
الأثنين 7 ,ربيع الاول 1428   العدد  192
 

- فيما عدا التوقيت فإننا لا نختار شكل كل عدد من المجلة الثقافية: أعامًّا أم خاصاً أم هما معا بوجود ملف ضمن مواده..؟!

** ورغم أننا نشرنا أكثر من سبعين ملفا عن شخصيات ثقافية تمثل أكثر من ثلث أعداد المجلة (هذا العدد هو 192) فإنها لم تصدر سوى بضعة أعداد خاصة هي تحديدا عدد محمود درويش وعدد عبد الرحمن البطحي وعدد الرحابنة وعدد عبد الله الغذامي وهذا العدد الذي أردناه الأسبوع الماضي ليتزامن مع ...>>>...

أبصره أدونيس يوماً - عندما تأمل حكايته

ونماذجه وتاريخه - متحولاً من

(القبول إلى التساؤل).. ومضى يتتبع متوالياته

وتراكماته..؛.. رصدها وسجَّل سيماءها..ّ!

** استنطقه ليستقطر منه التجربة والموقف ..

عقد له (ديواناً).. كان منتخبات

تشير إلى ذائقته.. وتقدم للقارئين

روح ذلك الشعر؛ فلسفته ومنطوياته وأسئلته ..!

بعد أن تملّى ووعى مقياساً سكَّه مبكراً

- سلفه الفذ - (ابن رشيق القيرواني) ...>>>...

أشعل مدادك يكفي حبرنا الورم

وما به تتخم الأوراق والقلمُ

أشعل مدادك وجه الصحو منطفئ

وغادة الشعر ثكلى والحروف دمُ

أشعل - فديتك - ركضًا وجه صافنة

تستقدم الصبح ليلاً حين تقتحمُ

أشعل - فديتك - جرحًا طعم حرقته

نارٌ تمرد في أحشائها الألمُ

* * *

يا واهب الصخر رعبًا طلعه ثمرٌ ...>>>...

لم أقل لأبي في الصبا ما يُسرّ الفتى لأبيهْ

وبأني تقوّيت بالمفردات لأعلو على كذبي

بخيال الصبيّ النزيه

لم أقل قد رأيت فؤادي يطير بلا أجنحةْ

وبأني غداة عدا الذئب في غنمي

كنت أبحث عني، قريباً من الغيم فوق البيوتِ،

وخلف ارتعاش ثياب الصبايا على (الأسطحةْ)

لم أقل كان يتبعهن فؤادي فأسلمتُ مزرعتي للجرادِ،

وإذ جئتني غاضباً

قلتُ يا أبتِ: كيف أحمي الحقول وقلبي بلا أسلحة؟!

يا أبي لم أقل ...>>>...

لم أقل أيكما السيف..؟ فأنا أعرف من أنت وما السيف.. وما بينكما من شبه واضح في العدل وفي أمر همام..

سيفك في مقبضه التأمت شعوب الأرض إذ أبدأها الله في محكم آياته بالقول فقال:

(وجعلناكم شعوباً وقبائل)..

صدق الحق السلام

سيفك.. في مقبضه اجتمعت يعرب عن آخرها..

وأظلت راية التوحيد عدنان.. وقحطان.. ويام

سيفك في مقبضه تحتمي يثرب والبيت الحرام..

بوركت يمناك من عام لعام

سيفك لا في حده الحد كما ...>>>...

سوف تأتي القصيدة..

لهذا المكان الذي أنتَ فيه

ستأتي القصيدة.

ستأتي على موجةٍ من وعود،

ستأتي على غيمةٍ مزقتها الرعود،

ستخرج مثل العروس

بِقُبًعةٍ طرًزتها الورود,

وسوفَ تخاصرني،

وتسافرُ بي نحو آفاقها..

-سيكتبها البحر موجاً،

ويكتبها الغيمُ ديماً،

ويكتبها الوردُ عطراً..!

وتلك النوارسُ.. سوف تُغني مقاطعَها،

وترقصُ - لي - في الليالي السعيدة.

- هذه ( طنجة) تتزينُ لي،

وتلبس هذا ...>>>...

عيد وغزوة المحيا

سؤال

ظل يجلدني

ليحرمني

من التفكير

والتنظير

ويسرق

مني الإحساس

بالفرحة

كما المعتاد

***

فأسألكم

بني وطني

بلا إحراج

لماذا

نرتدي الأبيض

لعيد

لونه أحمر

أعيد

مثله الأعياد

***

وكيف الحال

يا ثكلى

وكيف الحال

يا جرحى

بلا أوصال

وكيف الحال

يا الحاد

***

وكيف لنا

أحبائي

بأن نهرب

وأن نطرب

بيوم العيد

ويوم هزيمة

كبرى

وفي ...>>>...

صورة

تراوغ ذات اليمين

وذات اليسار

وتقفز كالبهلوان

وترقص زهوا

لصوت الشعار

وهزج الأكف

تنادي باسمك

مثل الكبار

وتحسب أنك صرت

بمالك

أنك صرت

بجاهك

مثل الكبار

تظل على الناس

من ثقب وهم

ومن سوء فهم

بفعل هدير

الدوار

وحين تفيق

وحيدا

غداة انحسار

البريق

بريق النفاق

ويسطع نور

النهار

تراقب ظلا

تلاشى

وضوء الخرافة

يخبو

وأنت ترى

بعينيك بعد الخيار

فتبحث في دفتر

الذكريات

لعلك ...>>>...

إن لي وطني

ولشخصك أوطان أعرفها في تعرق كفّيك

أنت من شرقنا............

وأنا من هنا، كلما بلّ وجهي لحنٌ تذكرتها في جميع البقاع

تتودّدُ للريحِ أن أبلغيه السلام، وتنسى

فتعتذر الريحُ لي: إنها الآن تسلك درب النجوم الطويل إلى كوكبٍ سوف يُخلق على الرغم منك ومنها. شالها، أتخيل ألوانه، شكله لا يشي بالأحاديثِ الحميمة عن روحها

وردها لا يقول الكثير

وابتسامتها لستُ أعرف منها سوى القوس يرسلني للغياب ...>>>...

أنا يا أبي كالحياةِ

كبيروت..

حين مادت يدٌ في يدي

عاد بعضي لأرضيَ؛ ما أبشعَ الأرضَ:

كمّ مرّة صرتُ أسلافَنا فانطفأت.

أفتّشُ عن جَلَدٍ لم أذق طعمَهُ ساعةً

وأنقشُ حكمةَ زوبعتي الماثلة

كظلِّ براقٍ يحيطُ بصبري التليد:

عاش عزيزاً

ومات عزيزاً؛

فما وسعتْهُ الصفات.

كلّ نخلٍ أبي يا أبي،

في سماءٍ حديديةٍ ينثني الوعدُ

يبلِّلُ فينيقُ (بيدرَه) بالرجاءِ

وحين تحرَّرَ؛ ماتَ الوريثُ الوحيدُ ...>>>...

أجملُ لقطةٍ تتخطف الأبصارَ

نِرفانا..

وأجرأ لحظةٍ في دفترِ الأعمارِ

نرفانا..

أريق العمرَ

كلَّ العمرِ كي أحظى بطلعتها

فقد أدمنتُ هذا الحسنَ

منذ براءةِ الأظفار

هذا الحسنُ يُدعى

في كتابِ الحبِّ:

أمطارُ الخيالِ

وغابةُ الأسوارِ.. والأسرار

نرفانا..

* * *

هي الأسنى..

إذا غاب النهارُ.. وغُيِّبَ المعنى

إذا لاحتْ تدفقت الليالي

لؤلؤاً.. كرَزَاً.. وألحانا

وإن خطرتْ تمنَّى كلُّ من ...>>>...

(شاعر وطني)

لاجئ في العباراتِ

يقتات من وشوشات الحروفِ

وما عتّقتْه دوالي الكلامْ

ويلوذ بدفء الكناياتِ

إن عربد النقعُ

أو ناوشتْهُ

نيوبُ الظلامْ

(نظرة)

رمقَتْه

والمدى ساج ٍ -

كريحْ

وتولّتْ

وهو كالغصن الجريحْ !

(هيولى)

كلما شام دربا وضيئا

وضجت طبول الهربْ

أقعدتْهُ ..

هيولى الذنَبْ !!

(نعي)

لاخبرْ

......

......

كان ظلا يتلوّى

في لظى (أرض ٍ حرامٍ)

واندثرْ ...>>>...

أحرى بهذا القلب الذي لا يغني

أن يرجع عوداً

عبّاس بيضون

آنَ لِهذا القلبِ أَن يُغَنِّي

أَو أنْ يعودَ عُودا

آنَ لَهُ أن يرشُقَ الطريقْ

أنْ يرشُقَ المَمَرَّ والزميلَ

والبيتَ والأسفلتَ والصديقْ

آنَ لِهذا القلبِ أن يعودا

* * *

مِن وترٍ يَنْبُعُ

أو مِن مَنْبعٍ يَفيضْ

آن لهُ أن يرشُقَ الهديلْ

آن لهُ أن يرشُقَ الإزميل

أن يُغْوِيَ الحصاةَ

عن وجومِها

أن يُغِْريَ البلبلَ

عن سُهومِهِ

أن ...>>>...

بي عنك تستدني الشمالَ وليس لكْ

وتظنُّ أنَّ الحُبَّ نجْمٌ في فلكْ

فتُذيب نور الروحِ في أفلاكهِ

مُسْتشرِفا تأويلَ نجْمٍ أمْهَلكْ

وَتُريقُ من عينيكَ ماءً كالنّدى

لتَمُدَّ شرياناً إليها ... أمّلكْ

* * *

تُب عن فِراقٍ ليس يخلُقُ وصْلَها

يَا عاشقا تُرْتَابُ فيمن علَّلكْ ...>>>...

كن جميلاً.. جليلاً..

كي تصطفيك مباهجي..

كُنْ بَهِياً..

ومُشْرِقاً

كي تَفْتديكَ مَوَاجعي

لا شيء مثلي..

عندما يعاشرني الوَجْد

ويحاصرني الولَهْ..

كنْ أبيضَ

ناصعاً

مجللا بالنُّور

تتهادَى إليك مساكبُ الضياء

كي تجتليك حقيقتي المُوغلةُ أبداً

في مَنَافي السّهومْ

فلا شيء يُهْديني

شَطْرَ يَنَابيع الجدوى..

مثلَ أَنْ تَتَهَجَّاني

بواكفةٍ من سَنَاكْ..

ثم تُشْعِلَني..

بمائجهٍ من ...>>>...

غرامُك نبضي فانسجي من دمي دربا

وصوغي ثواني عمرنا بالمنى حُبّا

وسيري بنا فوق السحاب وقيّدي

سَنَا البدر في أقدامنا - قيدي الشُّهْبا

وقولي لأزهار الربيع تمدّنا

بأزكى شذاها - أو سنأخذهُ غصبا

ومدّي جناحينا على الكون كله

سروراً - وقومي غرّدي.. أسمعي الصّبا

فأنتِ وربّ البيت روحي وراحتي

وأنت نسيم الشوق في مهجتي هبّا

فؤادي أسيرٌ - دون قيدٍ - أسرتهِ ...>>>...

تركتُ يدي تجمع البردَ في الطرقاتِ

وجئتُ أرتّبُ فيكِ الأماكنَ والذاكرةْ !

تجمعتُ داخل ظلي

لألقي عليك الصباحَ

فلا توقظي سوسنات العصافير من نومها

قد تجفّ على صوتها

حين تلتفّ بي قسوةٌ في الغيابْ

فكيف أمارسُ فيك المدينةْ؟

وفي جسدي قريةٌ كاذبة ...

تموت النجومُ التي أقفلُ الليلَ من حولها

في زوايا الهواءِ

وتلمعُ أحزانُ يومكِ في صدرها

أقلّدُ صمتَ الجدارِ لأربكَ في مقلتيه الضجيجَ

وحينَ ...>>>...

-1-

يدركونَ بأنا خُلِقْنا

ببعضِ ملامحِهِمْ

التشابهُ فخُ الكنايةْ

والبساطةُ أغنيةٌ..

-2-

ربما يلمسونَ تقاسيمَنا بابتهاجٍ

كذا لن يغالوا بكبتِ ابتساماتِهمْ

................

بعدها سوفَ ندركُ ما فاتَ

من دورةٍ للتناسلِ بين ملامحِ أجسادِهِمْ

-3-

..............

..............

..............

بعيداً سيمضونَ خلفَ طفولتِنا

يتركونَ ملامحَهُمْ

تتأوهُ عاريةً ...>>>...

وآتي إليك يا بلكونتي..

كي أفحص قلبي الصغير وهو يلقي على الأشياء دقّاته،

دقّاته المعزولات في صدري كمريضاتٍ بالجذام،

لم يخترن أن يكنّ معاً، لكنها الصدفة الملعونة!

آتي كي أنصت إلى قلبي..

ودمه المرتبك يتسارع،

داخلاً خارجاً مثل عانسٍ مدعوةٍ إلى سهرة،

لكن الليل ينقضي سريعاً، ولا أحد يصطحبها!

آتي إليك يا بلكونتي كي يقف قلبي على حدّك..

وينعق كالغراب،

ويحدق في العالم كالبوم،

ويتكرمش في خيبته ...>>>...

إيه يا أرض العرب؟

سرقوا منك طلائع شرقك،

من فلسطين ولبنان ،

إلى شط العرب..

واستغلوا فرصة الأيام من قبل..

باسم الجور من رحم الرموز الكاذبة..

وتمادوا ينسجون الخبث من بعد..

فصبوا كيدهم، من حماقات،

تمنوها،

وطالوها،

بلفظ الكره، وال كفر،

ونيران الأيادي العابثة..

آه من جهل تعنكب..

في عقول البعض منك،

فاستباحوا ضوءك..

واستباحوا ظهرك..

واستباحوا الحنث....

قتل الأعراب أنفسهم ..

فتحوا ...>>>...

ذاكَ الذي يسمِّيهِ الآخرونَ شارعا، يسميه هو نهرا: ليس جهلا ولا تقربا ولا خوفا، ولكنه تواطؤُ الفرشاةِ مع الرسام، وحيلةُ الشعرِ في مواجهة العالم!!

لعبتُهُ أن يرى الأشياءَ على غيرِ ما هي عليه:

- ألا يتكئَ على جدارٍ لكي لا يؤلمَه...

- ألا يرمي حجرا لكي لا يجرحَ الهواء...

- أن يجلس على مقعدٍ مفترضٍ في الشارعِ، فلا يمدَّ ساقَه مخافةَ أن تسقطَ شجرةٌ هاربةٌ فرتْ من جذورِها...

لعبته أن يذهبَ إلى ...>>>...

بمحْضِ إرادتنا

ارتقينا المنصّةَ

للكنَبَيْنْ..

لنلهو: عريساً.. عروسهْ..

بغير إرادتنا أنزلونا

وقالوا لنا:

- هيهْ

- أنتما

- يا صبيّ..

- يا صبيةْ..

عَيْبْ

***

بمحضِ إرادتهمْ

صعّدونا المنصّةَ...

نلهو:

عريساً، عروسة..

وقالوا لنا:

- هيهْ

- أنتما:

زوجٌ، وزوجهْ!!

***

و

كمنحوتتينِ

بأطراف باردةٍ،

وارتعاشِ يدينْ..

مغمضَينْ

وفي ظرف

ثانيتينْ

وحقلُ كلامٍ ... يجفُّ

(نسيناه ...>>>...

القَصيدةُ لا رنينها، أنتبذ بها المساءُ مَهجعاً

لمَّا شَبَّ هُيامُها..... انفجر الهباء؟

فها أنَا أدُمُّ...!

أدُمُّ أنثرُ العشمَ.

فهل دَعسْتُ بالغناء؟

يا نساء.....؟!

لولا السُّويعةُ فيها على الماءِ، أُرمِّمُ رُوحي...،

لهرّعت عار

فلمنْ سيكون عِتابي؟

إنّ كتابي أهدى من الموتِ إذْ جاء!

وكما باءَ بيَ الطفلُ

ففي العمرِ الذي تُوشكُ سَماؤه...،

هناكَ المُستوي بالقلبِ، كم أغرتهُ نَجمةٌ،

قد يكتبُ ...>>>...

خَلَعْتُكَ يا شيخي.. هنا ينتهي الوِردُ

فَسِرُّ خلاصي أنهُ مسلكٌ فَردُ

وحسبي بأنَّ العُشبَ أهدى (صحيحهُ)

إليَّ، وأعطاني (تعاليمَ)هُ الوردُ

فدعني أشدُّ السهمَ في قوسِ قامتي

فليسَ لغيري في انطلاقتهِ قَصدُ

تتبعتُ في غاباتِ نفسي غزالةً

وقبل انتصافِ الصيدِ فاجأني فَهدُ

فعدتُ ولكنْ عودةَ القوسِ حينما

يُحملُها أثقالَ خيبتهِ، الصيدُ ...>>>...

لا بُدَّ من عَمَلٍ جَمالِيّ لوجهِ الأرضِ..

قد كَثُرَتْ تجاعيدُ المكانِ

وهذِهِ الجغرافية الشمطاءُ لا تحنو على الغرباءِ..

نحن ضيوفُها الآتونَ من أصلابِ محنتِنا

نهاجر في المدَى كالوقتِ مصلوباً على بَنْدُولِ ساعتِهِ

ونسقطُ كالدقائقِ والثواني...

لا بُدَّ من عَمَلٍ جَمالِيّ يُخَفِّفُ ما نُعاني!

لا شيءَ يبدأُ من عَلٍ

هذا الترابُ هو البدايةُ..

لا حقيقةَ دون (سُمّ)

ما يزالُ (السُّمُّ) ...>>>...

أورقتُ حُبَّكِ ،

ألقيتُ تينَ جنوني

على عشبكِ النرجسيّ الجميلْ .

وأوشكتُ أنْ أتساقطَ كُلّي

على رملك القمريِّ الصقيلْ .

ولكنني ..

كي أضمَّكِ في غَسَقِ المستحيلِ

تريثتُ حيناً من الحُّبِ

حتى أُذيبَ جليدَ التساؤلِ ،

حتى أراكِ تُعيدين ترميمَ روحكِ

في نبضيَ الواجفِ المشتعلْ .

أورقتُ حُبَّكِ ،

أين أُخبئُ زهوَكِ ؟

والطيرُ

تبني على كلِّ غصنٍ من القلبِ عُشاً

وترحلُ في أملٍ للرجوعْ ...>>>...

نساءٌ كثيرات بالكادِ يسندنَ غُصْنَ القمر

وحدَكِ أُنثى تدبِّرُ ليلَ المواعيدِ

تُشقِي مساءاتِها باعتناقِ الهديلِ الأَخيرِ

إلى رغبةٍ في جناحِ السفر

السنينُ التي طوَّحتْ عمرَكِ ريشةً

في مهبِّ البعيدِ

تُعيدُكِ ثانيةً لفراغِ البداية

ترجعينَ إلى ليلِ وحدتكِ المعدني،

دروبُ الحريرِ التي بسطَ الحلمُ أهدابَها

في ربيعِ رُؤاكِ... تضيقُ بخطوكِ هذا المساء

لأنكِ تَنسينَ ما يصنعُ العمرُ ...>>>...

تعبت من الحب

هذا عذب أجاج

وهذا ملح زلال

ألمُّ على وجنتيه الضياء

ومما تعبت

أطارد في مقلتيه الضلال

يذهل في راحتيه النخيل

انحناء المدى

فوق ضيق المجال

تعبت

وما هدني تعبي

غير أني تعبت

ومن تعبي كل شيء محال

تمور بصدري الجياد

تمور اشتهاء

ليصهل في حلمتيه الخيال

ويورق من شمسه عرقي

يزهر رشحا

يثمر كرما

ثم يكون نبيذا حلال..!!

وأثمل

غير أني ابتدأت

لأشرب من سحره ما يطال

يضحك..

ثم يبكي ...>>>...

لتلك التي سوف تسترخي مثلَ اندلاق العسلْ

وتلك التي ستنام كسجادةٍ....... ..........

وتلك التي نهضت من غلاف المجلهْ

وتلك التي جَرَحَتْني بياء النداء تمدّ المسافة بيني وبين ميدان خيلٍ لإسطبل

أضلاعي الصاهلات وجرحي بوابةَ الفاتحين

لكل العيون التي ورطتني بفاتورةِ الماءِ والكهرباء

لكل لفافة أنثى

ومتر حريرٍ بدكان شهبندر العاشقين

........

لعكاز جَدة هذا المكان وشينٍ عجوزٍ تبلل بسملةَ ...>>>...

غيابها ليس أكثر من بقائك وحيدا، ليس أكثر من مكوث قدح الشاي في يدك طويلا، إصغاؤك إلى قطرة الماء التي تسقط، قفز خطوط السجاد إلى عينيك كما لو أن يدا خطّتْها للتوّ؛ فبدتْ أكثر بياضا، ذهابك في التفاتةٍ طويلة تَنْتَبِهُ إلى مبالغتك بها متأخرا ما يجعلك تدير وجهك إلى جهةٍ معاكسة - فقط - لتكون عادلا.

أنت لا تفكر فيها على الإطلاق، بل على العكس من ذلك تماما، فالفراغ الذي أحدثَهُ يقينُ عدم وجودها، كان كافيا ...>>>...

متوحد

هذا الذي وقفت على باب (المدينة) قامته

- أيحبنا ونحبه -

بالحزن لاحت هامته

فتكحلت بالجمر يوما جارته

بل (لابته)

***

بالنخل

والقمر الحجازي

والشيح

والريح الشمالي

متدثر

هذا الذي كفل النخيل

حضن (الثنية) والدليل

وشق خاصرة الغيوم

حتى استوى

بين الثريا

والثرى

يا شاهقا

عبر الدهور

وأجار قافلة العطور

اغفر

إذا خفروا جوارك

واسلم

إذا كسروا سوارك

وتسوروا يوما حماك

إني أحدق في ...>>>...

سيكون هناك سؤالٌ يتطلّبُ

أجوبةً أخرى

ستكون هناك محطاتٌ

للقادم من أقصى دمِهِ...

سيكون هناك دويٌّ

لفتاةٍ تتفادى المرآةُ مفاتنَها

ستكون هنالك أنغامٌ لفتىً

يتأهّبُ للعزفِ على كامل أعضائِه..

ستكون هنالك أزهارٌ

لاثنين انسكبا في كأسٍ

سيكون هنالك

من يمتصُّ رحيقَ الأزهار

لآخرِ قطرة...

ستكون هنالك

قائمةٌ بالمفقودين وبالأسرى

وبشيخٍ...

يسمعُ قرقعةَ السنواتِ المنتظمة...

في خيط ...>>>...

خلف الأسى الناري خبأ صاحبي

نعناع ضحكته

وصورة قلبه

ما كان أجمل قلبه

وحدائق الأشجان عالية الهوى

كانت تغافلنا نجوم الليل

حين تحط خاشعة على كتفيه.. تقبس طهرها

وأمام أعيننا وسمت قلوبنا

يفتضه شفق الأصيل

تصير أبعد من أسى أيلول ضحكة صاحبي

ما زال تحت الشمس يخصف من خرائط في مهب الريح

يستر سوءة الصحراء.. قامات النخيل

يفر من صلف الطيور إلى الطيور

إلى الأسى الشفقي يحقن قلبه بالعار

والقلق ...>>>...

تتميز التجربة الشعرية الحديثة في المملكة بخصوصيتها، ومذاقها ذي النكهة الخاصة وذلك في تعاطيها الفني، وفي تناغمها مع قضايا وممكنات الواقع المعيش، وما يكتنفه من تحولات عمقتها الثورة المعلوماتية، التي يحياها إنسان ذلك العصر يعايشه من تغيرات وقفزات اجتماعية وثقافية ومن ثم فإن شعرية النصوص تنفتح على أشكال منوعة من آليات التشكيل الفني، الذي تشع منه مذاقات مميزة، لخطابات شعرية تجمع بين أصولية الفن ...>>>...

هذه ببليوجرافيا خاصة بما تم إصداره من الشعر العربي في المملكة العربية السعودية خلال عام 1427هـ، 2006م، وقد استطعت التوصل إلى أن ما صدر هذا العام: أربعة وأربعون ديواناً شعرياً، أي أن الإنتاج أكبر من هذا الرقم، لكن وسائل التقصي الدقيقة التي اتبعها لم تقطع بالرقم النهائي، وذلك لتعدد المنافذ والمواقع التي لن أصل إليها كلها مهما بلغت من حرص.

إن الشعر في السعودية ناهض كتابة ونشرا وإصدارا، وله ...>>>...

 
 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

صفحات PDF

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة