- فيما عدا التوقيت فإننا لا نختار شكل كل عدد من المجلة الثقافية: أعامًّا أم خاصاً أم هما معا بوجود ملف ضمن مواده..؟!
|
** ورغم أننا نشرنا أكثر من سبعين ملفا عن شخصيات ثقافية تمثل أكثر من ثلث أعداد المجلة (هذا العدد هو 192) فإنها لم تصدر سوى بضعة أعداد خاصة هي تحديدا عدد محمود درويش وعدد عبد الرحمن البطحي وعدد الرحابنة وعدد عبد الله الغذامي وهذا العدد الذي أردناه الأسبوع الماضي ليتزامن مع
...>>>...
|
|
|
|
أبصره أدونيس يوماً - عندما تأمل حكايته
|
ونماذجه وتاريخه - متحولاً من
|
(القبول إلى التساؤل).. ومضى يتتبع متوالياته
|
وتراكماته..؛.. رصدها وسجَّل سيماءها..ّ!
|
** استنطقه ليستقطر منه التجربة والموقف ..
|
عقد له (ديواناً).. كان منتخبات
|
تشير إلى ذائقته.. وتقدم للقارئين
|
روح ذلك الشعر؛ فلسفته ومنطوياته وأسئلته ..!
|
بعد أن تملّى ووعى مقياساً سكَّه مبكراً
|
|
|
|
أشعل مدادك يكفي حبرنا الورم
|
وما به تتخم الأوراق والقلمُ
|
أشعل مدادك وجه الصحو منطفئ
|
وغادة الشعر ثكلى والحروف دمُ
|
أشعل - فديتك - ركضًا وجه صافنة
|
تستقدم الصبح ليلاً حين تقتحمُ
|
أشعل - فديتك - جرحًا طعم حرقته
|
نارٌ تمرد في أحشائها الألمُ
|
|
|
|
لم أقل لأبي في الصبا ما يُسرّ الفتى لأبيهْ
|
وبأني تقوّيت بالمفردات لأعلو على كذبي
|
لم أقل قد رأيت فؤادي يطير بلا أجنحةْ
|
وبأني غداة عدا الذئب في غنمي
|
كنت أبحث عني، قريباً من الغيم فوق البيوتِ،
|
وخلف ارتعاش ثياب الصبايا على (الأسطحةْ)
|
لم أقل كان يتبعهن فؤادي فأسلمتُ مزرعتي للجرادِ،
|
قلتُ يا أبتِ: كيف أحمي الحقول وقلبي بلا أسلحة؟!
|
|
|
|
لم أقل أيكما السيف..؟ فأنا أعرف من أنت وما السيف.. وما بينكما من شبه واضح في العدل وفي أمر همام..
|
سيفك في مقبضه التأمت شعوب الأرض إذ أبدأها الله في محكم آياته بالقول فقال:
|
(وجعلناكم شعوباً وقبائل)..
|
سيفك.. في مقبضه اجتمعت يعرب عن آخرها..
|
وأظلت راية التوحيد عدنان.. وقحطان.. ويام
|
سيفك في مقبضه تحتمي يثرب والبيت الحرام..
|
|
|
|
لهذا المكان الذي أنتَ فيه
|
ستأتي على غيمةٍ مزقتها الرعود،
|
بِقُبًعةٍ طرًزتها الورود,
|
وتلك النوارسُ.. سوف تُغني مقاطعَها،
|
وترقصُ - لي - في الليالي السعيدة.
|
|
|
|
ولشخصك أوطان أعرفها في تعرق كفّيك
|
وأنا من هنا، كلما بلّ وجهي لحنٌ تذكرتها في جميع البقاع
|
تتودّدُ للريحِ أن أبلغيه السلام، وتنسى
|
فتعتذر الريحُ لي: إنها الآن تسلك درب النجوم الطويل إلى كوكبٍ سوف يُخلق على الرغم منك ومنها. شالها، أتخيل ألوانه، شكله لا يشي بالأحاديثِ الحميمة عن روحها
|
وابتسامتها لستُ أعرف منها سوى القوس يرسلني للغياب
...>>>...
|
|
|
عاد بعضي لأرضيَ؛ ما أبشعَ الأرضَ:
|
كمّ مرّة صرتُ أسلافَنا فانطفأت.
|
أفتّشُ عن جَلَدٍ لم أذق طعمَهُ ساعةً
|
وأنقشُ حكمةَ زوبعتي الماثلة
|
كظلِّ براقٍ يحيطُ بصبري التليد:
|
في سماءٍ حديديةٍ ينثني الوعدُ
|
يبلِّلُ فينيقُ (بيدرَه) بالرجاءِ
|
|
|
|
أجملُ لقطةٍ تتخطف الأبصارَ
|
وأجرأ لحظةٍ في دفترِ الأعمارِ
|
كلَّ العمرِ كي أحظى بطلعتها
|
وغابةُ الأسوارِ.. والأسرار
|
إذا غاب النهارُ.. وغُيِّبَ المعنى
|
لؤلؤاً.. كرَزَاً.. وألحانا
|
|
|
|
وما عتّقتْه دوالي الكلامْ
|
|
|
|
أحرى بهذا القلب الذي لا يغني
|
آنَ لِهذا القلبِ أَن يُغَنِّي
|
آنَ لَهُ أن يرشُقَ الطريقْ
|
أنْ يرشُقَ المَمَرَّ والزميلَ
|
والبيتَ والأسفلتَ والصديقْ
|
آنَ لِهذا القلبِ أن يعودا
|
|
|
بي عنك تستدني الشمالَ وليس لكْ
|
وتظنُّ أنَّ الحُبَّ نجْمٌ في فلكْ
|
فتُذيب نور الروحِ في أفلاكهِ
|
مُسْتشرِفا تأويلَ نجْمٍ أمْهَلكْ
|
وَتُريقُ من عينيكَ ماءً كالنّدى
|
لتَمُدَّ شرياناً إليها ... أمّلكْ
|
تُب عن فِراقٍ ليس يخلُقُ وصْلَها
|
|
|
تتهادَى إليك مساكبُ الضياء
|
كي تجتليك حقيقتي المُوغلةُ أبداً
|
|
|
|
غرامُك نبضي فانسجي من دمي دربا
|
وصوغي ثواني عمرنا بالمنى حُبّا
|
وسيري بنا فوق السحاب وقيّدي
|
سَنَا البدر في أقدامنا - قيدي الشُّهْبا
|
وقولي لأزهار الربيع تمدّنا
|
بأزكى شذاها - أو سنأخذهُ غصبا
|
ومدّي جناحينا على الكون كله
|
سروراً - وقومي غرّدي.. أسمعي الصّبا
|
فأنتِ وربّ البيت روحي وراحتي
|
وأنت نسيم الشوق في مهجتي هبّا
|
|
|
|
تركتُ يدي تجمع البردَ في الطرقاتِ
|
وجئتُ أرتّبُ فيكِ الأماكنَ والذاكرةْ !
|
فلا توقظي سوسنات العصافير من نومها
|
حين تلتفّ بي قسوةٌ في الغيابْ
|
فكيف أمارسُ فيك المدينةْ؟
|
تموت النجومُ التي أقفلُ الليلَ من حولها
|
وتلمعُ أحزانُ يومكِ في صدرها
|
أقلّدُ صمتَ الجدارِ لأربكَ في مقلتيه الضجيجَ
|
|
|
ربما يلمسونَ تقاسيمَنا بابتهاجٍ
|
كذا لن يغالوا بكبتِ ابتساماتِهمْ
|
من دورةٍ للتناسلِ بين ملامحِ أجسادِهِمْ
|
بعيداً سيمضونَ خلفَ طفولتِنا
|
|
|
كي أفحص قلبي الصغير وهو يلقي على الأشياء دقّاته،
|
دقّاته المعزولات في صدري كمريضاتٍ بالجذام،
|
لم يخترن أن يكنّ معاً، لكنها الصدفة الملعونة!
|
داخلاً خارجاً مثل عانسٍ مدعوةٍ إلى سهرة،
|
لكن الليل ينقضي سريعاً، ولا أحد يصطحبها!
|
آتي إليك يا بلكونتي كي يقف قلبي على حدّك..
|
|
|
واستغلوا فرصة الأيام من قبل..
|
باسم الجور من رحم الرموز الكاذبة..
|
وتمادوا ينسجون الخبث من بعد..
|
|
|
ذاكَ الذي يسمِّيهِ الآخرونَ شارعا، يسميه هو نهرا: ليس جهلا ولا تقربا ولا خوفا، ولكنه تواطؤُ الفرشاةِ مع الرسام، وحيلةُ الشعرِ في مواجهة العالم!!
|
لعبتُهُ أن يرى الأشياءَ على غيرِ ما هي عليه:
|
- ألا يتكئَ على جدارٍ لكي لا يؤلمَه...
|
- ألا يرمي حجرا لكي لا يجرحَ الهواء...
|
- أن يجلس على مقعدٍ مفترضٍ في الشارعِ، فلا يمدَّ ساقَه مخافةَ أن تسقطَ شجرةٌ هاربةٌ فرتْ من جذورِها...
|
|
|
القَصيدةُ لا رنينها، أنتبذ بها المساءُ مَهجعاً
|
لمَّا شَبَّ هُيامُها..... انفجر الهباء؟
|
لولا السُّويعةُ فيها على الماءِ، أُرمِّمُ رُوحي...،
|
إنّ كتابي أهدى من الموتِ إذْ جاء!
|
ففي العمرِ الذي تُوشكُ سَماؤه...،
|
هناكَ المُستوي بالقلبِ، كم أغرتهُ نَجمةٌ،
|
|
|
خَلَعْتُكَ يا شيخي.. هنا ينتهي الوِردُ
|
فَسِرُّ خلاصي أنهُ مسلكٌ فَردُ
|
وحسبي بأنَّ العُشبَ أهدى (صحيحهُ)
|
إليَّ، وأعطاني (تعاليمَ)هُ الوردُ
|
فدعني أشدُّ السهمَ في قوسِ قامتي
|
فليسَ لغيري في انطلاقتهِ قَصدُ
|
تتبعتُ في غاباتِ نفسي غزالةً
|
وقبل انتصافِ الصيدِ فاجأني فَهدُ
|
فعدتُ ولكنْ عودةَ القوسِ حينما
|
|
|
لا بُدَّ من عَمَلٍ جَمالِيّ لوجهِ الأرضِ..
|
قد كَثُرَتْ تجاعيدُ المكانِ
|
وهذِهِ الجغرافية الشمطاءُ لا تحنو على الغرباءِ..
|
نحن ضيوفُها الآتونَ من أصلابِ محنتِنا
|
نهاجر في المدَى كالوقتِ مصلوباً على بَنْدُولِ ساعتِهِ
|
ونسقطُ كالدقائقِ والثواني...
|
لا بُدَّ من عَمَلٍ جَمالِيّ يُخَفِّفُ ما نُعاني!
|
هذا الترابُ هو البدايةُ..
|
|
|
|
على عشبكِ النرجسيّ الجميلْ .
|
وأوشكتُ أنْ أتساقطَ كُلّي
|
على رملك القمريِّ الصقيلْ .
|
كي أضمَّكِ في غَسَقِ المستحيلِ
|
حتى أُذيبَ جليدَ التساؤلِ ،
|
حتى أراكِ تُعيدين ترميمَ روحكِ
|
في نبضيَ الواجفِ المشتعلْ .
|
تبني على كلِّ غصنٍ من القلبِ عُشاً
|
|
|
نساءٌ كثيرات بالكادِ يسندنَ غُصْنَ القمر
|
وحدَكِ أُنثى تدبِّرُ ليلَ المواعيدِ
|
تُشقِي مساءاتِها باعتناقِ الهديلِ الأَخيرِ
|
السنينُ التي طوَّحتْ عمرَكِ ريشةً
|
تُعيدُكِ ثانيةً لفراغِ البداية
|
ترجعينَ إلى ليلِ وحدتكِ المعدني،
|
دروبُ الحريرِ التي بسطَ الحلمُ أهدابَها
|
في ربيعِ رُؤاكِ... تضيقُ بخطوكِ هذا المساء
|
|
|
لتلك التي سوف تسترخي مثلَ اندلاق العسلْ
|
وتلك التي ستنام كسجادةٍ....... ..........
|
وتلك التي نهضت من غلاف المجلهْ
|
وتلك التي جَرَحَتْني بياء النداء تمدّ المسافة بيني وبين ميدان خيلٍ لإسطبل
|
أضلاعي الصاهلات وجرحي بوابةَ الفاتحين
|
لكل العيون التي ورطتني بفاتورةِ الماءِ والكهرباء
|
ومتر حريرٍ بدكان شهبندر العاشقين
|
لعكاز جَدة هذا المكان وشينٍ عجوزٍ تبلل بسملةَ
...>>>...
|
|
|
|
غيابها ليس أكثر من بقائك وحيدا، ليس أكثر من مكوث قدح الشاي في يدك طويلا، إصغاؤك إلى قطرة الماء التي تسقط، قفز خطوط السجاد إلى عينيك كما لو أن يدا خطّتْها للتوّ؛ فبدتْ أكثر بياضا، ذهابك في التفاتةٍ طويلة تَنْتَبِهُ إلى مبالغتك بها متأخرا ما يجعلك تدير وجهك إلى جهةٍ معاكسة - فقط - لتكون عادلا.
|
أنت لا تفكر فيها على الإطلاق، بل على العكس من ذلك تماما، فالفراغ الذي أحدثَهُ يقينُ عدم وجودها، كان كافيا
...>>>...
|
|
|
هذا الذي وقفت على باب (المدينة) قامته
|
|
|
لفتاةٍ تتفادى المرآةُ مفاتنَها
|
يتأهّبُ للعزفِ على كامل أعضائِه..
|
قائمةٌ بالمفقودين وبالأسرى
|
يسمعُ قرقعةَ السنواتِ المنتظمة...
|
|
|
خلف الأسى الناري خبأ صاحبي
|
وحدائق الأشجان عالية الهوى
|
حين تحط خاشعة على كتفيه.. تقبس طهرها
|
تصير أبعد من أسى أيلول ضحكة صاحبي
|
ما زال تحت الشمس يخصف من خرائط في مهب الريح
|
يستر سوءة الصحراء.. قامات النخيل
|
يفر من صلف الطيور إلى الطيور
|
إلى الأسى الشفقي يحقن قلبه بالعار
|
|
|
تتميز التجربة الشعرية الحديثة في المملكة بخصوصيتها، ومذاقها ذي النكهة الخاصة وذلك في تعاطيها الفني، وفي تناغمها مع قضايا وممكنات الواقع المعيش، وما يكتنفه من تحولات عمقتها الثورة المعلوماتية، التي يحياها إنسان ذلك العصر يعايشه من تغيرات وقفزات اجتماعية وثقافية ومن ثم فإن شعرية النصوص تنفتح على أشكال منوعة من آليات التشكيل الفني، الذي تشع منه مذاقات مميزة، لخطابات شعرية تجمع بين أصولية الفن
...>>>...
|
|
|
هذه ببليوجرافيا خاصة بما تم إصداره من الشعر العربي في المملكة العربية السعودية خلال عام 1427هـ، 2006م، وقد استطعت التوصل إلى أن ما صدر هذا العام: أربعة وأربعون ديواناً شعرياً، أي أن الإنتاج أكبر من هذا الرقم، لكن وسائل التقصي الدقيقة التي اتبعها لم تقطع بالرقم النهائي، وذلك لتعدد المنافذ والمواقع التي لن أصل إليها كلها مهما بلغت من حرص.
|
إن الشعر في السعودية ناهض كتابة ونشرا وإصدارا، وله
...>>>...
|
|
|
|
|
|
|
صفحات العدد
|
|
خدمات الجزيرة
|
|
اصدارات الجزيرة
|
|
|
|