أورقتُ حُبَّكِ ،
ألقيتُ تينَ جنوني
على عشبكِ النرجسيّ الجميلْ .
وأوشكتُ أنْ أتساقطَ كُلّي
على رملك القمريِّ الصقيلْ .
ولكنني ..
كي أضمَّكِ في غَسَقِ المستحيلِ
تريثتُ حيناً من الحُّبِ
حتى أُذيبَ جليدَ التساؤلِ ،
حتى أراكِ تُعيدين ترميمَ روحكِ
في نبضيَ الواجفِ المشتعلْ .
أورقتُ حُبَّكِ ،
أين أُخبئُ زهوَكِ ؟
والطيرُ
تبني على كلِّ غصنٍ من القلبِ عُشاً
وترحلُ في أملٍ للرجوعْ ،
ولكنَّها في الطريقِ
تجوع ..
فتنهالُ ساقطةً في المدى ،
وتدخلُ في قبعاتِ الظلامِ ،
وتنوي الهجوعْ.
يذوبُ النهارُ
ويفتحُ لليلِ
صفحةَ حُلمٍ جديدٍ
تصولُ الدقائقُ فيها ،
وتفرِضُ حَظرَ التجوُّلِ
حتى على النبضِ
في ردهاتِ الظلامِ البليدْ .
أُحاولُ أنْ أتثاقلَ في الخطوِ
أضبطُ حيناً عقاربَ قلبي ،
وحيناً ..
أُحاولُ أنْ أخنقَ الساعةَ المسرعةْ.
فتفضحني قطراتُ الضياءِ ،
وأجثمُ في اللحظةِ الموجعةْ .
يرنُّ ضياؤكِ ،
ترتبكُ الريحُ ،
من شفتي
بسمةٌ تنطلقْ
تُحلِّقُ فوقي ،
وتسخرُ ..
من منظري المحترقْ .
أورقتُ حُبَّكِ ،
ناديتُ يا ....
لا تسمعينَ ..
فأعدو إليكِ
أطاردُ أحلاميَ الهاربةْ .
أُلملمُ قلبي المبعثرَ
في سلةٍ من جديبِ الأملْ .
وأفرشُ فوقَ تُرابكِ زهراً
يُعانقني في حضورِ الأجلْ .
أموتُ ..
ولكنْ على غيرِ رملكِ ،
أهمسُ في كبرياءِ الخجلْ .
حبيبي رحلْ ..
حبيبي رحلْ .
تعلّقتُ يوماً بأستارِ قلبكِ
أطلقتُ روحي ،
تضيءُ انطفاءَكِ ،
تَهدِمُ أصنامَكِ الجاثمةْ .
وتُعلنُني واحداً في هواكِ ،
وفاتحةً ما لها خاتمةْ .
فراشةَ عمريَ ..
أشعلتِ في حَطَبِ القلبِ ناراً
تَحومِينَ..
تَخشينَ
أنْ تلجي في عُباب اللهيبْ .
وترجينَ
- مِثلي -
بأنْ تُصبحَ الأمنياتُ جناناً
وأنْ يستحيلَ
العُبَابُ كثيبْ .