Culture Magazine Monday  26/03/2007 G Issue 192
عدد خاص
الأثنين 7 ,ربيع الاول 1428   العدد  192
 
حيناً من الحب
حسن الصلهبي

 

 

أورقتُ حُبَّكِ ،

ألقيتُ تينَ جنوني

على عشبكِ النرجسيّ الجميلْ .

وأوشكتُ أنْ أتساقطَ كُلّي

على رملك القمريِّ الصقيلْ .

ولكنني ..

كي أضمَّكِ في غَسَقِ المستحيلِ

تريثتُ حيناً من الحُّبِ

حتى أُذيبَ جليدَ التساؤلِ ،

حتى أراكِ تُعيدين ترميمَ روحكِ

في نبضيَ الواجفِ المشتعلْ .

أورقتُ حُبَّكِ ،

أين أُخبئُ زهوَكِ ؟

والطيرُ

تبني على كلِّ غصنٍ من القلبِ عُشاً

وترحلُ في أملٍ للرجوعْ ،

ولكنَّها في الطريقِ

تجوع ..

فتنهالُ ساقطةً في المدى ،

وتدخلُ في قبعاتِ الظلامِ ،

وتنوي الهجوعْ.

يذوبُ النهارُ

ويفتحُ لليلِ

صفحةَ حُلمٍ جديدٍ

تصولُ الدقائقُ فيها ،

وتفرِضُ حَظرَ التجوُّلِ

حتى على النبضِ

في ردهاتِ الظلامِ البليدْ .

أُحاولُ أنْ أتثاقلَ في الخطوِ

أضبطُ حيناً عقاربَ قلبي ،

وحيناً ..

أُحاولُ أنْ أخنقَ الساعةَ المسرعةْ.

فتفضحني قطراتُ الضياءِ ،

وأجثمُ في اللحظةِ الموجعةْ .

يرنُّ ضياؤكِ ،

ترتبكُ الريحُ ،

من شفتي

بسمةٌ تنطلقْ

تُحلِّقُ فوقي ،

وتسخرُ ..

من منظري المحترقْ .

أورقتُ حُبَّكِ ،

ناديتُ يا ....

لا تسمعينَ ..

فأعدو إليكِ

أطاردُ أحلاميَ الهاربةْ .

أُلملمُ قلبي المبعثرَ

في سلةٍ من جديبِ الأملْ .

وأفرشُ فوقَ تُرابكِ زهراً

يُعانقني في حضورِ الأجلْ .

أموتُ ..

ولكنْ على غيرِ رملكِ ،

أهمسُ في كبرياءِ الخجلْ .

حبيبي رحلْ ..

حبيبي رحلْ .

تعلّقتُ يوماً بأستارِ قلبكِ

أطلقتُ روحي ،

تضيءُ انطفاءَكِ ،

تَهدِمُ أصنامَكِ الجاثمةْ .

وتُعلنُني واحداً في هواكِ ،

وفاتحةً ما لها خاتمةْ .

فراشةَ عمريَ ..

أشعلتِ في حَطَبِ القلبِ ناراً

تَحومِينَ..

تَخشينَ

أنْ تلجي في عُباب اللهيبْ .

وترجينَ

- مِثلي -

بأنْ تُصبحَ الأمنياتُ جناناً

وأنْ يستحيلَ

العُبَابُ كثيبْ .


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة