الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 26th September,2005 العدد : 124

الأثنين 22 ,شعبان 1426

تسويف الحازمي في معجمه..!!

تلقيت الإهداء الثمين من الأستاذ الدكتور (منصور بن إبراهيم الحازمي).. (الجزء الثاني) من معجم المصادر الصحفية.
وهذا الجزء خاص بجريدة صوت الحجاز ويغطي المدة الممتدة من عام 1350 إلى 1360هـ، و(الجزء الأول كان خاصاً بجريدة (أم القرى) والمماطلة التي اقترفها الحازمي امتدت ثلاثين عاماً، وقد يتصور البعض أن الإقدام والإحجام حق مشروع لكل من سوَّلت له نفسه ذلك، والحق أن المتميزين من العلماء والمفكرين والمصلحين ملك للوطن في جهدهم ووقتهم، ومن حقه أن يحاسبهم على كل دقيقة يفوتونها دون عمل يضيف إلى أمجاد الوطن لبنة أو صرحاً شامخاً.
ف(الحازمي) بكل ما ينطوي عليه من إمكانيات، لا يجوز التسامح معه، ولا تركه يعد ويمني، ثم يفوِّت علينا وعلى نفسه أهم المنجزات، لقد قال: إن الجزء الآخر جاهز للطبع، وظل حبيس أدراجه ثلاثين سنة، ولو أن الوعكة الصحية التي ألمت به قضت عليه لخسرنا الشيء الكثير، ولكن الله سلم، وكم أتمنى أن يؤخذ على أيدي الكفاءات الوطنية، وتحمى ساقتهم، وتوفر لهم كل الإمكانيات، لينجزوا وعودهم، ويحققوا للوطن ما يناسب إمكانياته وعصره الذهبي.
لقد رحل عنا علماء ومفكرون وأدباء ومؤرخون أفذاذ وآخرون أقعدتهم الشيخوخة، وكان بإمكاننا أن نوفر لهم في حياتهم ما يمكنهم من مضاعفة جهدهم واستكمال مشاريعهم.
ومشروع الحازمي (معجم المصادر الصحفية) في غاية الأهمية، والصحف الحجازية التي دخلت في ذمة التاريخ بحاجة إلى معجمة تعيدها إلى المشهد الثقافي.
ولقد كان لي شرف الاشتغال في جانب من ذلك، حين وكل إليَّ قراءة كتاب (الملك عبدالعزيز في عيون شعراء أم القرى) بصفتي محكماًن وحين أبديت رؤيتي، وكل إليَّ كتابة المقدمات النثرية، ووجدت أن تقصي الصحف الحجازية من الفروض الغائبة.
لقد طبع الكتاب في مجلدين ضخمين طباعة ممتازة، وأصبح في متناول أيدي القراء والدارسين، حتى أصبح مادة لرسالة علمية درس صاحبها النصوص الشعرية التي قيلت في الملك (عبدالعزيز) عبر ثلاثين سنة دراسة لغوية وفنية وموضوعية، وقد تأخذ الدراسة طريقها إلى النشر، والشعر ديوان العرب، فيه رصد لمناسباتهم وتطلعاتهم، ولولاه لضاع شيء ثمين من تاريخ الأمة، بل لولاه لضاع شطر كبير من اللغة، ولقد قيل: (لولا شعر الفرزدق لضاع ثلث اللغة)، واستعادة الصحف من مثواها التاريخي ممارسة علمية مهمة، لا ينهض بها إلا الأشداء من العلماء، والحصول على مثل هذه المعاجم بمقدماتها إضافة تاريخية وأدبية، تستحضر ناشئة الأمة من خلالها أدباء ومؤرخين وشعراء وسياسيين غمرهم طوفان الحاضر فأنساهم ما هم بحاجة ماسة إليه، والدارسون والمهتمون يقفون على مجمل الحراك الثقافي في تلك المراحل التي كاد يهملها التاريخ.
وأديب جلد مثل الحازمي حين تحمى ساقته، وتبسط له الإمكانيات وتهيأ له الأجواء، ويمكن من قيادة فريق عمل سيكون له ولأمثاله شأن كبير، فهل فكرت الجهات المعنية بتفريغ العلماء والأدباء، وتوفير الإمكانيات لهم لإنجاز مشاريعهم التي ستموت بموتهم؟.. أرجو أن نتدارك الأمر وألا ندع العلماء والمؤرخين والمفهرسين يموتون، ويموت على شفاههم ما يعدون به، وإذا كنا قد وعينا أهمية الموسوعات، ونهض القادرون لرعاية مثل هذه المشاريع، فإن نبش الماضي القريب على أي شكل فريضة غائبة.


حسن بن فهد الهويمل

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved